Monday 31th January,200511813العددالأثنين 21 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

لله درّك أبا أسامة.. ما أجملك!!لله درّك أبا أسامة.. ما أجملك!!



أمّاه.. أمّاه، غيث المقلةِ انسكبا
في يوم عيدي، وجمرُ الحسرةِ التهبا
قالوا: أتى العيد بالأفراحِ، قلتُ لهم:
بالعيد نفرح لكنَّ الأسى غَلَبَا

يزهو الإنسان بأبهى الحلل وأنقاها وأصفاها وأرقاها كلما اعتمر قلبه بالإيمان، فنجده دوماً مطمئناً هادئاً باسماً، عيناه تضحكان، ووجهه مشرق وضاء، في حديثه نور، وفي كتابته نور، وفي صمته نور.
يقول رسولنا الكريم محمد بن عبدالله عليه صلوات ربي وسلامه: (إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله تعالى يقول {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (سورة التوبة 18)، (سنن الترمذي، الحديث 2542). فما هي الحال والمرء يتعاهد المسجد (عمارة وعبادة) وينفق جل وقته وفكره وماله في أعمال الخير المختلفة !!
لقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بصحبة أستاذ كبير وعَلَم فذّ من أعلام الأمة فكراً وعلماً وأخلاقاً، إنه الأديب الشاعر الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي، وأنا هنا لست بصدد التعريف به، فمن أنا لأعرِّفَ بعَلَم !!، وأيضا لست بصدد وصف ما يجيش به إحساسي نحوه، فمراراً أردت وما استطعت!!، وإنما بصدد الوقوف أمام فكره المتدفق المعطاء واضعاً كفّ يميني على موقع القلب من صدري تقديراً وإجلالاً لما يجود به من خير عميم عبر وسائل الإعلام المختلفة، مسموعة كانت أو مرئية أو مقروءة، وفي مقدمة المقروءة هذه الجريدة العريقة من خلال زاويته الرصينة (دفق قلم) ومن خلال قصائده الرائعة المذهلة التي على رغم كثرتها ما انفكت تتألق رونقاً وجمالاً ودقة وأناقة.
وبالأمس أطلَّ علينا أبو أسامة بقصيدة توّجها بعنوان يلهب الوجدان (أمّاه.. أمّاه)، يهديها إلى أمه على سريرها الأبيض - شفاها الله، وهل هنالك أقرب إلى القلب من الأم ؟!!


أوّاه أواه يا أمّاه من ألمٍ
ما زلت أكتمه في خاطري لهبا
أوّاه من حالنا في البيت حين بكى
ثغر الصباح ومعنى نوره اضطربا

آهٍ يا أبا أسامة !! لقد أبكتني كلماتك!! وقلّبت ذاكرتي همساتك!! فإذا بي أجدك تبوح بآهات لوعتي وأنين أحزاني!!
لوالدي ووالدتي أسأل الله الرحمة والمغفرة وأطلبه جل في علاه أن يجمعني بهما في مستقر رحمته.
ولوالدتك - أستاذي - أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعجل في شفائها.. وأن يعيدها سالمة معافاة لتشهد المزيد من روائع إبداعاتك وعطاءاتك.. وأن يبقي النورَ يسطع داخلك ومن حولك.. وأن يديم عليك نعمة الإيمان.. اللهم آمين.
عادل علي جوده /كاتب فلسطيني مقيم بالرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved