Sunday 30th January,200511812العددالأحد 20 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

الخديوي عباس يعفو عن العرابيين المنفيين الخديوي عباس يعفو عن العرابيين المنفيين

في مثل هذا اليوم من عام 1893 قام الخديوي عباس بالعفو عن العرابيين أو أعضاء ثورة عرابي المنفيين في جزيرة سرنديب.
من المواقف التاريخية المشرفة في حياة الأمة العربية قيام أحمد عرابي بتظاهرة على رأس الجيش المصري في ميدان عابدين بالقاهرة؛ لعرض مطالب الأمة على الخديوي توفيق، بعد أن اتجهت إليه الأنظار، وتعلقت به الآمال؛ لإنقاذ البلاد من مهاوي الظلم، وتحقيق أمانيها في الحياة الكريمة، وحملت مطالب القائد الثائر لمليكه: إسقاط وزارة رياض باشا، وتشكيل وزارة وطنية، وقيام مجلس نيابي حديث، وهذه المطالب مشروعة في مجملها؛ فهي تحمل تطلع الشعب إلى التمتع بالحرية والعيش الكريم، لكن الخديوي توفيق رأى فيها تجاوزاً لسلطانه، وتعدياً على مكانته، وإنقاصاً من هيبته حيث يجرؤ أحد أفراد رعيته على عرض هذه المطالب، فقال له في غطرسة وكبرياء: (كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا).
وأطلقت هذه الكلمات التي تقطر كبراً ما في نفس عرابي من عزة وإباء، وتمثلت فيه عزة وطنه وكرامة شعبه الذي وضع فيه ثقته، فنطق بما لم يسمعه الخديوي من قبل، وهو الذي تعوَّد سماع كلمات الإطراء والاستحسان، ولم يعتدْ أن يراجعه أحد، فزلزلت كلمات عرابي ما في نفس الخديوي من عزة جوفاء حين قال له: (نحن خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً؛ فو الله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم).
استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل (رياض باشا) من رئاسة الوزارة، وعهد إلى (شريف باشا) بتشكيل الوزارة، وكان رجلاً كريماً مشهوداً له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في 14 من سبتمبر 1881، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الحلم الجميل تدخل الدولتين الاستعماريتين إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد، وتأزمت الأمور، وتقدم (شريف باشا) باستقالته في 2 من فبراير 1882م.
وتشكلت حكومة جديدة برئاسة (محمود سامي البارودي)، وشغل (عرابي) فيها منصب (وزير الجهادية) (الدفاع)، وقوبلت وزارة (البارودي) بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقاً لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت حقاً عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في 7 من فبراير 1882م.
غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية الكريمة تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية، ولم يجد هذا الخلاف مَن يحتويه من عقلاء الطرفين، فاشتدت الأزمة، وتعقد الحل، ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف المستعر بين الخديوي ووزرائه فرصة للتدخل في شؤون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار. وانتهت الثورة العرابية بنفي عرابي ورفاقه إلى جزيرة سرنديب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved