في مثل هذا اليوم من عام 642م ولد أول مولود في الإسلام بعد الهجرة وهو عبد الله بن الزبير، وهو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، ويقال له: أبو خبيب القرشي الأسدي أول مولود ولد بعد الهجرة بالمدينة من المهاجرين، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين هاجرت وهي حامل به متم، فولدته بقباء أول مقدمهم المدينة. وكان أول مولود ولد في الإسلام وهو صحابي جليل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وروى عن أبيه وعمر وعثمان وغيرهم وعنه جماعة من التابعين، وشهد الجمل مع أبيه وهو صغير، وحضر خطبة عمر بالجابية ورواها عنه بطولها، ثبت ذلك من غير وجه. وقدم دمشق لغزو القسطنطينية ثم قدمها مرة أخرى وبويع بالخلافة أيام يزيد بن معاوية، ولما مات يزيد غلب على الحجاز واليمن والعراقيين ومصر وخراسان وسائر بلاد الشام إلا دمشق وتمت البيعة له سنة أربع وستين، وكان الناس بخير في زمانه. كان عالماً زاهداً، كان فارس قريش في زمانه، شهد فتح اليرموك وهو مراهق، كما شهد فتح إفريقية والمغرب وغزو القسطنطينية، كانت نشأته وإقامته في المدينة المنورة كواحد من أعيان المسلمين وعبادهم ومجاهديهم، وظل هكذا حتى وفاة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان وتولى ابنه يزيد، فلما طلب يزيد البيعة من أهل المدينة لم يبايعه وغادر المدينة إلى مكة حيث أعلن العصيان، وطلب البيعة لنفسه. ولما آلت الخلافة الأموية إلى عبد الملك بن مروان جهز له جيشاً بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي فحاصره وضيق عليه واستمال عدداً كبيراً من رجاله، فاعتصم ابن الزبير بالمسجد الحرام ولكن الحجاج ضربه بالمنجنيق وأصاب الكعبة وهدم بعض أطرافها ثم اقتحم المسجد وقتل ابن الزبير وكان ذلك في شهر جمادى الأولى سنة 73هـ وعمره بضع وسبعون سنة. إن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم في طست فأعطاه عبد الله بن الزبير ليريقه فشربه، فكانت تلك القوة التي به من ذلك الدم. هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي، وأبوه الصحابي الزبير بن العوام فارس الإسلام، وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أسماء بنت الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكنيته أبو بكر وأبو خبيب ولد في المدينة المنورة في السنة الثانية من الهجرة وهو أول مولود من المهاجرين في المدينة، كان له صحبة ويعد من صغار الصحابة، وله ذكر في كتب الحديث الشريف، حيث روى في مسنده ثلاثة وثلاثين حديثاً.
|