Thursday 27th January,200511809العددالخميس 17 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

العاطلون هم الأحق بالكلام والنقد .. لأنهم عاطلون !!العاطلون هم الأحق بالكلام والنقد .. لأنهم عاطلون !!

خطَّت يراع الكاتب المبدع والقدير دائما الأستاذ منصور عثمان في عدد الجزيرة 11784وتاريخ 21 من ذي القعدة موضوعا كان بعنوان التلبك.. يقول منصور: لماذا يكون العاطلون هم الأحق بالكلام والنقد. ومن يجب أن يتحدث يجبر على الصمت.. لماذا لا يخطئ سوى العامل؟ أما القاعد فهو بلا أخطاء.. إلى أن قال: من في الأمام لا يرى أخطاء الآخرين، بعكس أولئك الجالسين آخر الصف.. وأقول مستعينا بالله: أثرت الشجون يا منصور ونكأت الجراح وقد صدقت فيما قلت.. نحن لا نريد طالما أنت صادق ومخلص ومسؤول وملتزم في تعاملك مع الآخرين. نحن لا نرغبك فينا إذا كنت صريحا حتى الثمالة.. ولا تعجبنا أبداً إذا كنت ستواجهنا بأخطائنا والتي لا نريد أن نعترف بها بالرغم من أننا نعرف بأننا مخطئون من القمة الى القاع.. لا نريدك يا منصور.. أتدري لماذا؟ لأنك بصدقك وأمانتك واخلاصك والتزامك ومسؤوليتك ستكشف عن أقنعتنا الزائفة وتميط اللثام عن أكاذيبنا الدائمة وستعرّينا أمام أنفسنا المريضة.. وتظهرنا على حقيقتنا الوهمية نحن لا نريدك بيننا لأنك تكشف ضعفنا النفسي وخواءنا العقلي واتكاليتنا المقيتة.. لا نرغب لأنك تُعرّف الآخرين وتخبرهم بعدم جديتنا والتزامنا وبهشاشة المسؤولية لدينا.. والأهم من ذلك فأنت تقف ضد مصالحنا ورغباتنا غير المشروعة والتي نحاول أن نحققها في الظلام وخلف الأبواب الموصدة وبعيداً عن أعين الآخرين.. نحن لا نريدك يا منصور لأنك تمنعنا بصراحتك من كل شيء وتقف كالشوكة في حلوقنا.. وحجر عثرة في طريقنا. إذن لابد وأن نحاربك، لابد وأن نقتلعك من طريقنا، لا بل يجب أن نسقطك وبأي وسيلة مشروعة كانت أو غير مشروعة.. ويجب أيضا أن نتخلص منك وبسرعة لأن الطريق لا يتسع لشخصين معاً.. مشكلتنا يا منصور أننا نحب الراحة والكسل والخمول وقد ألفناه.. نحب من يجاملنا ومن يكذب علينا وأكثر من ذلك من يمتدحنا حتى بما ليس فينا.. نحب من يترك لنا الحبل على الغارب، نحب من يجعلنا ننام في العسل. فهذا هو الانسان الطيب الذي لا يمكن أن يُعوَّض ولا نريده يذهب وان حصل ضربنا عليه أكف الندم لأننا نريد أن نبقى نائمين.. أما الشخص الملتزم والمثالي والمسؤول الذي يتعامل معنا بالنظام وبما يمليه عليه ضميره الحي وقبل ذلك دينه الحق فهذا في نظرنا يريد أن يثبت وجوده على حسابنا.. فنحن نتحين ساعة الفرج بذهابه دون رجعة غير مأسوف عليه.. وإذا ما ذهب انفرجت أساريرنا وضحكت أشداقنا وتنفسنا الصعداء، يا منصور الانسان الصادق العملي مسكين في زمن اللا التزام واللامسؤولية فهو بين نارين إما مسايرة الوضع ليعيش بعيداً عن النبذ والتهكم والسخرية وفي الوقت نفسه يحترق من الداخل. وإما الوقوف ضد التيار الذي يصعب عليه أن يقاومه لوحده.. ماذا يفعل ؟!!
ربما خسر كثيراً في الدنيا من صحته وحياته وماله ووقته وعرقه وجهده ولكنه بالتأكيد لن يخسر أبداً عند من لا يظلم أحداً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. فالصبر أخي الكريم؛ حتى وان اكتويت بنار الآخرين.. فأنت إنسان قوي بمبادئك، قوي بحقك وصراحتك وعزيمتك، وفوق هذا كله قوي بإيمانك وبأن المولى معك.. طالما أنت على حق مشروع.. فلا تحزن فأنت المنتصر أخيراً مهما طال الظلام ومهما تأخر شروق الشمس فالحق يعلو أخيراً ولا يعلى عليه.. يقول منصور: أخيراً لماذا العاطلون هم الأحق بالكلام والنقد؟ ببساطة أخي الكريم لأنهم عاطلون؟؟

عبدالرحمن بن عقيل المساوي
أخصائي اجتماعي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved