Wednesday 26th January,200511808العددالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الطائفة الناجية المنصورة وخصائصهاالطائفة الناجية المنصورة وخصائصها
عمر بن فهد الشمري/ حائل- فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

في هذا الزمان كلٌّ يدعي أنه من الفرقة الناجية المنصورة، ولكن الطائفة الناجية المنصورة لها صفات وخصائص، ما عداها فهي من الفرق الهالكة التي تستحق العذاب فما هي؟ وما صفاتها؟
قال الإمام عبد الله بن مبارك -رحمه الله- في قوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) هم عندي أصحاب الحديث.
وقال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- صاحب الصحيح: الطائفة الناجية المنصورة هم أهل الحديث.
وسُئل الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- عن الطائفة المنصورة فقال: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم.
وسُئل الإمام أحمد بن سنان-رحمه الله- عن الطائفة المنصورة فقال: (هم أهل العلم وأصحاب الآثار).
قال الإمام الخطيب البغدادي -رحمه الله-: (... فقد جعل ربُ العالمين الطائفة المنصورة حُراس الدين، وصرف عنهم كيد الكائدين، لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين، فشأنهم حفظ الآثار، وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار، في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يخرجون منه إلى رأي أو هوى.
قبلوا شريعته قولاً وفعلاً، وحرسوا سنّته حفظاً ونقلاً، حتى ثبّتوا بذلك اصلها، وكانوا أحق بها وأهلها، وكم من ملحد يرون أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها، فهم الحفّاظ لأركانها، والقوّامون بأمرها وشأنها، فهم دونها يناضلون، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون) انتهى كلامه رحمه الله.
ثم ما مزايا أهل الحديث والأثر؟ الذين هم الطائفة المنصورة في الدنيا، الناجية من عذاب يوم القيامة وما خصائصهم؟
أولاً: أنهم لا يتعصبون إلا لقدوتهم محمد صلى الله عليه وسلم، بسبب اشتغالهم بسنّته، وتنقيحها من الضعيف والموضوع والمكذوب، بخلاف أتباع الجماعات والأحزاب والفرق فلا همّ لهم إلا التأليف والمدح في رؤسائهم، ومنظّريهم، ومؤسسي جماعاتهم، ربما وصل الأمر بهم إلى تنزيل قول أئمتهم إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قلت له قال في الكتاب الفلاني كذا، وفي الكتاب الفلاني كذا، قال: ما قاله في الكتاب الفلاني، منسوخ بقوله الآخر.
ثانياً: من خصائصهم أنهم يبدؤون بالشرع ثم يخضعون العقل له، بخلاف أهل البِدع الذين يجعلون الشرع تابعاً للعقل.
ثالثاً: ومن خصائصهم أنهم لا يكفّر بعضهم بعضاً، بخلاف أهل البِدع.
رابعاً: ومن خصائصهم سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف أهل البِدع الذين قلّ ان يسلم أحد من الصحابة من لمز، أو سب، أو شتم.
خامساً: ومن خصائصهم ترك الخصام، والجدال والمراء، في مسائل الحلال والحرام، بخلاف أهل البِدع.
سادساً: ومن خصائصهم اتباع الآثار عن نبيّهم صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء الراشدين وأئمة الصحابة والتابعين، بخلاف أهل البدع فإنهم جعلوا أئمة أحزابهم هم القدوة، وإذا وجد الحديث على خلاف مذهبهم، فهو عندهم ضعيف أو منسوخ.
سابعاً: ومن خصائصهم أن الدعوة توقيفية يسلكون مسلك نبيّهم صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، ومن لا يستوحش من ذكرهم من الأئمة في الدعوة إلى الله، بخلاف أهل البِدع الذين يرون أنه تجوز الدعوة بالأناشيد التي تشبه الأغاني، كما يجوّز أهل البِدع الدعوة بما يسمّى بالمظاهرات، وأنها وسيلة لبيان الحق.
والمظاهرات أسلوب منكر، أنكره العلماء الربّانيون، لأنه مسلك غير شرعي، وقد بيّن أهل العلم أضراره ومفاسده.
ثامناً: ومن خصائصهم أنهم يسمعون لولاة أمرهم في غير معصية الله، ولا يشقون عصا الطاعة ويدعون لولاة أمرهم بالاستقامة، وينصحون لهم سراً، ويثنون عليهم بأحسن ما يفعلون.
تاسعاً: ومن خصائصهم انهم يدعون إلى الله بالعلم الشرعي، ويتورعون عن الفتوى.
عاشراً: ومن خصائصهم أنهم يحبون الحديث، وأئمة الحديث في كل عصر ويوقرون العلماء.
حادي عشر: ومن خصائصهم الاهتمام بالتوحيد، ونبذ الشرك واتباع السنّة، والتحذير من البِدع، بخلاف أهل البِدع فإنهم لا ينكرون بِدعة على أحد، ويرون أن الكلام في البِدع والشرك يولّد الفرقة بين الأمة.
ثاني عشر: ومن خصائصهم الاهتمام بقراءة ومدارسة كتب العقيدة، والسنّة، بخلاف أهل البِدع، فإما يقرأون من كتب الفضائل والأخلاق أو مما يسمى بالثقافة الإسلامية، بل منهم من ينكر على من قرأ كتب التوحيد والسنّة.
ثالث عشر: ومن خصائصهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولا يداهنون في دين الله بخلاف أهل البِدع الذين يقولون (نعمل فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه).
فإذا كان الاختلاف في العقيدة فعندهم يعذر بعضهم بعضاً، ولهذا تجد في صفوف هذه الجماعات الصوفي، والقبوري، والرافضي والخارجي، والمرجئي، بل وصل الأمر إلى أن بعض قادة بعض الجماعات سبّ عثمان بن عفان رضي الله عنه، وسبّ عمرو بن العاص رضي الله عنه، بل سبّ نبياً من أولي العزم.
إن خصائص الطائفة الناجية المنصورة كثيرة، أشرت إلى شيء منها فعليكم بالاتباع واحذروا الوقوع في البِدع، ومصاحبة أهل الهوى قال الله تعالى : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.(الانعام-153).عباد الله أوصيكم بتقوى الله عز وجل وأن تكونوا من الطائفة الناجية المنصورة، التي امتدحها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم ظاهرون، ولا يضرّهم من خالفهم، وأنهم متمسكون بالحق المبين وما زال أئمة الإسلام يمتدحون هذه الطائفة ويحثون المسلمين على اتباع سبيلها ومنهجها.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved