Wednesday 26th January,200511808العددالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الإشراف المتنوعالإشراف المتنوع
نموذج جديد في تفعيل الإشراف التربوي
خالد بن محمد الشبانة/ الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض

التربية والتعليم من رقي الحضارات إذا أتقن العاملون فيها مناهجهم وبرامج أعمالهم. وتطوير التعليم بوسائله المختلفة عمل لا ينتهي أبداً لأنه عمل يسعى للكمال. ووزارة التربية والتعليم في بلادنا تسعى لذلك الكمال بدون كلل ولا ملل والسعي للتطوير والتخطيط من أساسيات العمل التربوي. والإشراف التربوي من أساسات عمل التربويين ومن تطويره وتفعيله (الإشراف التربوي المتنوع) الذي قدمه كمشروع تطبيقي د. راشد بن حسين العبدالكريم (حيث يتم تطبيقه هذا العام 1425هـ على عدد من مدارس الرياض). فهو نموذج حديث في الإشراف التربوي يدعو إلى التعاون مع المعلمين وتفهم حاجاتهم واستثمار طاقاتهم ومساعدتهم على تطوير أنفسهم والارتقاء بمستوى أدائهم لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية في أفضل صورة ممكنة.
فسيكون بإذن الله لدينا مدارس جميع معلميها يعملون سوياً لتطوير مهاراتهم وقدراتهم مما ينعكس إيجاباً على تعلم الطالب.
ويتطلب ذلك تهيئة المدرسة لتكون بيئة تربوية مناسبة لنمو المعلمين مهنياً. ويتعاون أفرادها بعيداً عن توجيهات (نفذ نفذ) مما قد يضعف نتائج التنفيذ.
ويمكن تعريف الإشراف المتنوع انه (نموذج إشرافي يهدف إلى الارتقاء بالمعلم بمبادئ رئيسة أربعة هي التشارك وتقدير مهنية المعلمين ومراعاة الفروق بينهم، الانطلاق من الصف الدراسي.
ويهدف هذا النموذج إلى:
1- تحسين أداء المعلمين الجدد ومن هم في حاجة لدعم من الإشراف التربوي.
2- تحفيز المعلمين للرقي بمستوى أدائهم وتطوير أنفسهم ذاتياً بطريقة تشاركية تعاونية.
3- المحافظة على مستوى المعلمين ذوي الخبرة وتشجيعهم على تنمية مستوى أدائهم.
4- إيجاد بيئة نفسية اجتماعية في المدرسة تحفز على التعلم والنمو والتعاون المشترك.
5- يقضي الإشراف المتنوع على مشكلة قلة الكوادر في الإشراف التربوي إما لندرة التخصص أو لقلة العاملين في بعض المناطق التعليمية.
6- يركز العمل لدى المشرف التربوي في مدارس محددة ومنطقة واحدة بعيداً عن تشتت المدارس التابعة للمشرف أحياناً.
7- يبقى المشرف التربوي قريباً من المعلم طوال العام الدراسي.
وهذا يقضي نسبياً على مشكلة تقييم المشرف للمعلم من زيارة أو زيارتين والتي غالباً ما تواجه من المعلم بالرفض والاعتراض.
8- تكون زيارة المشرف للمعلم في النموذج زيارة تطوير لا تقييم.
9- يقضي النموذج على العلاقة الحساسة أو المجاملة بين المشرف ومدير المدرسة والمعلم.
10- يتشارك مدير المدرسة والمعلمون مع المشرف التربوي في الأنشطة التطويرية.
11- يقوم النموذج على تقدير مهنية المعلمين وتحقيق الرضا الوظيفي لهم.
12- يراعي النموذج الفروق بين المعلمين.
13- ينطلق العمل من الصف الدراسي وحاجات المعلم المهنية.
ويكون إجراء تطبيق النموذج بتفرغ مشرف تربوي واحد مهما كان تخصصه العلمي على الإشراف على جميع معلمي المدرسة بمختلف تخصصاتهم العلمية.
وينطلق هذا المبدأ من الدراسات التربوية التي أثبتت أن 85% من أداء المعلمين واحد. وأنه يفترض فيمن تخرج للتدريس أن يكون ملماً بالمادة العلمية التي يدرس. وفي حالة ضعفه في المادة العلمية إذا كان المشرف من غير تخصصه فإنه يستعان بمشرف متخصص لمعالجة ذلك الضعف.
ويتميز هذا النموذج الإشرافي بما يلي:
* الشمول وتعدد أساليب العمل لدى المشرف التربوي.
* المرونة في عمل المشرف التربوي ويمكّن المعلم من المشاركة في العمل الإشرافي.
* البعد عن النظرة التقويمية أثناء العمل الإشرافي.
ويستهدف النموذج المشرفين التربويين والمعلمين.
ويتم الإشراف المتنوع بتقديم ثلاثة خيارات رئيسة للمعلمين بحسب مستوياتهم1:
الخيار الأول:
التطوير المكثف
وفيه يقوم المشرف بالعمل بشكل مركز مع المعلم لتطوير أدائه.
ويستهدف هذا الخيار:
* المعلمون الجدد.
* المعلم الذي يقل تقديره عن 85% من درجة الأداء الوظيفي.
* المعلم الذي يرى أنه بحاجة إلى دعم من الإشراف التربوي.
ويتم هذا الأسلوب من خلال وضع أهداف محددة للزيارة ثم الملاحظة الصفية.
وتحليل المعلومات ثم إعطاء تغذية راجعة للمعلم.
الخيار الثاني:
النمو المهني التعاوني
للمعلمين من غير الخيار الأول والثالث.
وفيه يقوم المعلمون بتخطيط وتنفيذ ما يناسبهم من أنشطة النمو التالية:
1- تدرب الأقران، حيث يقوم ثلاثة أو أربعة معلمون بملاحظة تدريس زميل لهم بشكل منظم ثم إعطاء تغذية راجعة له.
2- التحليل الذاتي للأداء.
وفيه يقوم المعلم بتسجيل أدائه في الصف بالفيديو ثم يقوم بتحليله عن طريق نماذج يقدمها له المشرف التربوي، ويقوم بعد ذلك بكتابة تقرير قصير عن أدائه وما هي الجوانب التي يتمنى تطويرها نتيجة لهذا التحليل.
3- اللقاءات التربوية
وتشمل كل الأنشطة المنظمة التي يلتقي خلالها المعلمون لمناقشة أو تدارس أي قضية تربوية أو مهنية.
ولا يلزم أن تتم هذه الأنشطة داخل المدرسة بل كل مدرسة أو مجموعة من المعلمين تنظم ما يناسب وضعها وتضع خطة لذلك.
الخيار الثالث
النمو الموجه ذاتياً
وفيه يقوم المعلم بوضع خطة لنموه الذاتي. يبين فيه أنشطة النمو المهني التي سيقوم بها. ويعرضها على المشرف التربوي ويتناقش معه حولها، وفي نهاية الفصل الدراسي يقدم تقريراً مختصراً عما تم إنجازه.
ومن متطلبات هذا الخيار أن يشارك المعلم بفعالية في تقديم أنشطة الخيار الثاني بحيث يتولى التدريب أو إلقاء المحاضرات.
ويستفيد من هذا الخيار من المعلمين: المعلمون الذين تنطبق عليهم الصفات التالية:
* عشر سنوات خبرة * تقدير (ممتاز) في آخر الثلاث السنوات الأخيرة.
* المشاركة الفاعلة في تقديم برامج النمو المهني.
وحيث إن المشروع يمر الآن بتطبيق ميداني فإنه (ولله الحمد) لاح في الأفق مؤشرات النجاح من حيث تقبل الوسط التربوي له من مشرفين ومديري مدارس ومعلمين.
وهذا النموذج بأوراقه هذه قابل للتطوير والحذف والإضافة.
نسأل الله التوفيق لكل ما يخدم التربية والتعليم بما يعود على الطالب بالنفع والفائدة.

(1) أ. عبدالعزيز الشهاب - (لقاء تربوي)

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved