تشرق شمس هذا الوطن لتصافح طلائع النخل.. وأوراق الشجر على هذا الأديم.. نمعن النظر.. نتأمل تناغم هذه الغراس التي تستطيب السقيا من جداولها لتصبح ذات أفنان تداعبها بلطف نسمات الهواء الباردة فتهدي لمن يستظلها واحة يزدان عشبها بألوان الفراشات الراقصة جذلاً مع هذا الوهج. *** أتصفح أعداد (الجزيرة) وأرحل هنا.. وهنالك عبر مسافات هذا الوطن الأشم الذي ينهض بكافة أطيافه شموخاً محققاً أرقاماً حملت في تفاصيلها دلالات اقتصادية.. واجتماعية وإنسانية تستحق لأجلها ترانيم تنبعث من وجداننا.. وإيماءات شوق في أفئدتنا.. تتلاشى أطر الإقليمية.. وتتهاوى فواصل اللهجة.. ويزدان هذا النسيج الاجتماعي بتواصله وصلة قرابته. *** الأحداث الإرهابية المزعجة أقلقت العاقل المعتدل.. وأخافت الطفل.. شواهدها المزعجة نقرأها ونقلبها بحزن وفي ذات الوقت بفخر عندما تشل آلياتها وأدواتها. تلك الأيادي الملوثة بفكر أربابها التي لا ترى من هذه الحياة إلا من خلال فوهات البارود وحمم الرصاص بوسائل تحركها الغايات الخبيضة.. يا إلهي.. من هؤلاء؟.. وكيف خرجوا؟. أهو تيار يجيد أصحابه التأثير بعاطفة هوجاء عابرة على عقول الحيارى والسذج وجدوا منهم رفضاً لحياة اعتيادية سابقة ليكفروا عن تجاوزاتهم؟.. أم هي حياة أخرى منغلقة في الكهوف والجبال. شواهد أقف حيالها مستغرباً.. مستفهماً! ما بال هذا الاتجاه ينمو ويزداد عند البعض من تشدد أعتبره إشكالية من الصعب علاجها لأنها قناعات مترسبة في أذهان هؤلاء ومن ثم يتنامى بحثه بمعززات ومؤثرات حوله أرضيتها فكرية غائرة!.
سعد بن محمد العليان /عنيزة |