Sunday 23rd January,200511805العددالأحد 13 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "وَرّاق الجزيرة"

لمحات من تاريخ فَدَك (الحلقة الأولى)لمحات من تاريخ فَدَك (الحلقة الأولى)

* د. عبدالرحمن الفريح :
فَدَك بلدة من مراكز الاستقرار الحضري القديم في جزيرة العرب تتصل أخبارها بالعرب وغيرهم قبل الإسلام وذكرتها المصادر التاريخية مقرونة بحملة الملك البابلي نبونيد على شمال غرب جزيرة العرب قبل الميلاد بقرون، وارتبط تاريخها بكثير من أخبار العرب الغطفانيين من القيسية المضرية العدنانية إلى حدٍ كبير وارتفع ذكرها بالخلاف المذهبي حول ميراثها والجدل الكبير الدائر حول هذا الموضوع لزمن طويل.
اعتلى نبونيد عرش الدولة البابلية بعون من كهنة الإله سين فيما يُروى في عام 556 ق.م وبسياسة توسعيّة سار عليها البابليون الذين لم تعد غاراتهم غارات عسكرية خاطفة في جزيرة العرب فحسب إذ طبق نبونيد سياسة الاحتلال المباشر والإقامة في البلاد المحتلة، ومن هنا جاءت إقامته في تيماء واحتلاله فَدَك.
إنّ مصادر حملة نبونيد هي حولياته وتقاريره التي تتحدث عن نبأ انتقاله من مقر حكومته في بابل وإقامته عشر سنوات متتالية في تيماء (553 - 543ق.م) وكذا النقوش الثموديّة التي عُثر عليها مؤخراً في منطقة تيماء والتي يرد فيها ذكر نبونيد وقائد جيشه هذه النقوش التي نُقلت معانيها إلى العربية وفُسرت مفرداتها لغوياً واشتقاقياً مع تحليل للغة النقوش ضمن إطار اللغات السامية وتحديد فترتها الزمنية وتوضيح الحقائق التاريخية التي تضيفها أو تؤكدها هذه النقوش.
تفيد المصادر المشار إليها هنا أنَّ نبونيد قام في السنة الثالثة من حكمه أي في عام 553 ق.م بترك مقاليد الأمور ببابل لأبنه وتوجَّه إلى شمال غرب الجزيرة العربية حيث اتخذ من تيماء مقراً لإقامته وفرض سيطرته على المدن من حولها وهي دادان وفَدَك وخيبر وبديع.
في نص حَّران البابلي: أنا خرجت من مدينتي بابل وسلكت طريقي إلى مدينة تيماء ثم مدينة دادان ثمَّ مدينة فَدَك ثم مدينة خيبر ثم مدينة يديع وحتى مدينة يثرب.
لم يكن هدف نبونيد نشر رسالة دينية وإنما كان احتلاله لهذه المدن لغاية عسكرية توسعية بحتة هدفها الاحتلال ذاته رغماً عمّا قيل من أنه قصد من ذلك تأديب القبائل العربية وكبح جماحها وصد هجماتها المتكررة على امبراطوريته.(1)
كانت فَدَك واحة زراعية خصبة ذات نخيل كثيرة تسقى من عيون جارية وقد أصبحت مركزاً تجارياً خدم أهداف الغزو البابلي بتسيير القوافل التجارية حسبما يخدم أغراض نبونيد ويحقق أهدافه.
تقع فَدَك في وسط حرَّة سوداء هي حرة فَدَك التي تكمّل مع حرة ليلى وحرة اثنان وحرة ضرغد وحرة النار ما يمكن أن يُقال أنه أشهر الحرار في جزيرة العرب والحرة هي الأرض البركانية ذات الحجارة السوداء المحترقة، ويقال لها اللابة في اللسان العربي الفصيح وقد انتقل هذا اللفظ LAVA إلى الإنجليزية عن طريق الإسبانية مع تحريف بسيط، قال النابغة الذبياني يخاطب عامر بن الطفيل أحد فرسان العرب المشاهير وزعيم بني عامر الهوازنية القيسية المضرية:


لو عاينتك كماتنا بطوالة
بالحزوريَّة أو بلابة ضرغد
لثويت في قدٍ هنالك موثقاً
في القوم أو لثويت غير موسد

وقال:


إمَّا عصيت فإني غير منفلتٍ
مني اللّصاب فجنبا حرة النَّارِ
إذ اصنع البيت في سوداء مظلمة
تقيّد العير يسيري بها الساري
ندافع الناس عنها حين نركبها
من المظالم تدعى أم صبَّارِ

وأم صبَّار هي الحرَّة موزعة على أسماء عدّة كما تقدم حرة فَدَك في جنوبها وجنوبها الشرقي وحرَّة ضرغد في شمالها وتنقطع هذه الأخيرة بضغن عَدنَة حيث (جنَفَاء) المعروفة الآن باسم (الشملي) التي كانت من أهم البقاع الفزارية الذبيانية الغطفانية.
كان النابغة الذبياني منقطعاً إلى المناذرة ملوك الحيرة وحدث أن تعرض الملك المنذري النعمان إلى هجاء من أحد الشعراء بأبيات منها:
قبَّح الله ثم ثنى بلعنٍ
وارث الصائغ الجبان الجهولا
كان خال النابغة من فَدَك واسمه عطيَّة أو وائل بن عطيَّة وهو المقصود هنا بقول الشاعر الصائغ الجبان الجهول فثارت ثائرة النعمان وهمَّ بالفتك بالنابغة إذ أنَّ الشعر نُسب إليه مع أنَّ قائليه فيما يُروى هم شعراء من تميم وعلاقة تميم بالغطفانية ليست حسنة في كل الأحوال على الرغم من الرابطة المضرية التي تجمع بينهما إذ تحكم علائقهما ما عُرفت به حياة العرب في جاهليتهم من الثأرات والغزوات والنزاع على الأمواه والمراعي وقد حدث بين عبس من (غطفان) وتميم أيام عدّة منها ثنية أقرن وحُش أعيار والصرائم والفروق أو قو الفروق.
أيّاً كان الأمر فقد ضج النابغة بغضب النعمان حين تمّ نبزه بخاله عطية الفدكي فأكثر من الشعر الذي عُرف في الأدب الجاهلي بالاعتذاريات أو اعتذاريات النابغة التي يلوم فيها عبدالقيس بن خُفاف البرجمي التميمي والأقارع من بني سعد من تميم لنظمهم الشعر في النعمان ويتنصَّل فيه من جريرة ما قالوه ومن شعر الاعتذاريات قصيدته التي مطلعها:


عفا ذو حسى من فرتنى فالفوارع
فجنبا أريك فالتلاع الدوافع

توهّم أحد الكتاب أنّ خال النعمان عطية من أهل فرتاج المورد الجاهلي الواقع في طرف جبل رمّان الشرقي(2) وإن كنت لا أدري من أين جاء هذا الوهم لبعض الإخوة فإنّ ما عرف عن عطيّة الفدكي خال النعمان هو أنّ له ابن أخت أخ للنعمان من أمه ينتمي إلى كلب القضاعية اسمه وبرة بن رومانس وقد أغزاه النعمان مع بني ضبَّة من تميم للإيقاع ببني عامر المضرية العدنانية وحدث بين المتحاربين يوم من أيام العرب عُرف بيوم القرنتين وعند ياقوت الحموي أن القرنتين موضع بالقرب من فيد، وقال حمد الجاسر إنه إلى الغرب من فيد ليس بعيداً عنها.
كانت ضبَّة قد ظهرت على ملوك غسَّان في يوم بُزاخة في حلقة من سلسلة وقائع تميمية غسانية منها أضم والترويح وكنهل ومن أشهر فرسان ضبَّة في بُزاخة الرَّديم الذي كان على رأس قومه في القرنتين ومن أبنائه زيد الفوارس صاحب بُزاخة الذي لم تجتمع سعد والرَّباب من تميم إلا عليه.
إنَّ الذي يعنينا من تتبع أخبار هذه الأيام هو دفع الوهم القائل إنَّ عطيّة خال النعمان من فرتّاج إذ أن الدراسة والبحث ينفيان ذلك ويدلان دلالة لا لبس فيها على أنه فدكي لا من فرتاج، وقد أورد ابن سعيد الأندلسي صاحب نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب ثلاثة أبيات من الهجاء المنسوب للنابغة ونبزه للنعمان بخاله وعلق على ذلك الدكتور نصرت عبد الرحمن محقق النشوة، وقال إن المقصود بها وائل بن عطية الصايغ من أهل فَدَك، ووردت القصة كما ذكرناها عند الأصبهاني صاحب الأغاني وعند البلاذري في كتابه أنساب الأشراف الذي حققه مؤخراً الدكتوران زكّار وزركلي، وعن الأصبهاني نقل الشيخ حمد الجاسر خبر سلمى بنت الصايغ أم النعمان بفَدَك وصلتها ببني كلب القضاعية.
بقي في خبر النابغة الذي ورد في شعره كثير من أسماء الديار الغطفانية بالقرب من فَدَك، أن النعمان قد غضب عليه حينما أوغر صدره المنخََّل اليشكري صاحب القصيدة التي منها:


وأحبها وتحبني
ويحب ناقتها بعيري

وذلك حينما قال النابغة في المتجردة زوجة النعمان وهي على ما يقال في بعض الروايات عبسية من غطفان أو هي بالذات أخت قيس بن زهير سيد عبس وفارسها قال النابغة فيها: (سقط النصيف ولم ترد إسقاطه) فقال المنخَّل ليس يصف هذا الوصف الباطن إلا من جرب ولما تحدث الشعراء من تميم في النعمان شعراً ونُسب الشعر إلى النابغة كان ذلك هو القشة التي قصمت ظهر البعير فانزوى النابغة في بلاد غطفان بالقرب من فَدَك ينظم روائع الاعتذاريات الشعرية وأبرزها قوله:


أتاني أبيت اللعن أنك لمتني
وتلك التي أهتم منها وانصب

وفي هذه الاعتذارية ذكر لعدد من المواقع الغطفانية القيسية المضرية في حرة فَدَك وما جاورها مثل يثقب وروضة الأجداد ورخَّة وهي تعرف بأسمائها القديمة إلى اليوم أو مع قليل من التحريف كيثقب الذي يحمل الآن اسم أثقب وهو جبل في شمال شرق فَدَك ليس بالبعيد عنها.
أطمأن النابغة إلى حصانة بلاد قومه وقيل إنّ الغساسنة أضفوا عليه نوعاً من الحماية من غضب ملوك الحيرة غير أنه لم يسلم من حادثة مزعجة ذلك أن وادي أقر في حرة فَدَك كان حمى لأحد ملوك غسَّان فيما يقال فتربَّعته بنو ذبيان الغطفانية غصباً ففزع النابغة وقال:


وخوفتني بنو ذبيان خشيته
وهل عليَّ بأن أخشاك من عارِ؟
لقد نهيت بني ذبيان عن أُقرٍ
وعن تربعهم في كل أصفارِ
وقلت يا قوم إنّ الليث منقبض
على براثنه لعدوه الضاري

يسيل وادي أقر من حرّة فَدَك فيفضي إلى ما يُعرف الآن بالحليفتين(3) وقد أورد ابن سعيد اسم أقر باسم قراقر إما خطأ أو تصحيفاً لكن محقق النشوة صحيح الاسم.
ورد في أخبار أيام العرب أنَّ لحرب الفجار بين قريش وهوازن أو بين كنانة وقيس بمعنى أصح صلة بأرض فَدَك ذلك إن النعمان بن المنذر طلب من يُجيز لطيمة له من الحيرة تُباع بسوق عكاظ فقال البَّراض الكناني أنا أجيزها على كنانة فقال عروة الرحَّال وهو من هوزان القيسية، وقد استكثر أن يجيز اللطيمة خليع كناني أنا أجيزها على أهل الشيح والقيصوم يعني على العرب جميعاً فدفعها النعمان إلى عروة فسار بها ولما كان بأرض فَدَك أدركه البرّاض وقتله فشبَّت حرب الفجار بين أحياء المضرية كنانة وقيس وحضر الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره أربع عشرة سنة إحدى وقائعها.
ورد في خبر حرب الفجار أنّ اثنين من القيسية تبعا البراض حتى لقياه بخيبر فاستدرجهما إلى دار خربة وقتلهما بحيلة وعلى عادة اختلاق أنساب البلدان عند ابن الكلبي فإن خيبر منسوبة إلى خيبر بن قانية إلى عبيل وعبيل هو أخو عاد كما أنَّ فَدَك منسوبة على رأي ابن الكلبي إلى فَدَك بن حام كشأن سميراء وزرود في الانتماء إلى الأمم القديمة.
توصف خيبر بالحمَّى التي لا تفارق أهلها ومثلها فَدَك قال العجّاح السّعدي التميمي:


كأنه إذا عاد فينا أو زحك
حمَّى قطيف الخط أو فَدَك

وتزعم اليهود أنَّ التعشير ينجي من حمى خيبر والتعشير هو أن ينهق الرجل عشر مرات، ومن الطرائف ما يروى عن عروة بن الورد العبسي الغطفاني من أنه أبى التعشير وعشّر من معه فمات المعشرون وسلم هو وقال:


وقالوا اجث وانهق لا تضرّك خيبر
وذلك من دين اليهود ولوع
لعمري لئن عشّرت من خشية الردى
نهاق الحمير إنني لجزوع
فلا وألت تلك النفوس ولا أتت
على روضة الأجداد وهي جميع

وروضة الأجداد الواردة في هذا الشعر تقع بقرب يثقب شمال شرق فَدَك وما هو غير معروف مما له صلة بفَدَك الحدثان والحدثن الواردة في خبر تسمية سلمى وأجأ وفَدَك حرّة قيل إنَّ خالد بن سنان العبسي الغطفاني نبي أطفأ ناراً شبَّت بها فتنت العرب حتى كادوا يدينون بالمجوسية، وقال البيهقي فيما نقل عنه ابن سعيد في النشوة إن خالداً كان على قرب المبعث النبوي وكانت العنقاء قد عاثت في بلاد عبس حتى صارت تخطف صبيانهم فدعا الله يرفعها من الأرض فلم تعد توجد إلا في التصوير.
على أنَّ أهل الكلام يقولون إن خالداً العبسي أعرابي وبري من أهل شرج وناظرة(4) ولم يبعث الله من الأعراب نبياً قط ويقول مصعب الزبيري والله ما بعث الله من مضر نبياً قط إلا محمداً ولكن بني عبس أرادوا معارضة قريش!
كان لغطفان نفوذها على فَدَك وخيبر تقوم على حمايتها وحماية مرتادي سوق نطاة خيبر الموسمي الذي يقام في شهر ربيع الأول من كل عام وعلاقتها بحوادث هاتين الواحتين علاقة قوية وفي السنة الخامسة من الهجرة اتجهت سرية للرسول- صلى الله عليه وسلم- بقيادة عبدالله بن رواحة لقتل يسير بن رازم اليهودي الذي كان يؤلب غطفان لغزو المدينة، وفي السنة السادسة قصدت سرية بقيادة علي بن أبي طالب فَدَك وأصابت بني سعد بن ذبيان بن غطفان بالهمج الوادي الذي يفضي إلى الرقم في العلم علم بني الصارد من بني مرة بن سعد بن ذبيان.
على أنَّ القول بأن لغطفان موقفاً غير مشرف أثناء فتح خيبر وأنَّ ذلك أدى إلى تفككها وضعفها وهو ما ذهب إليه البعض مبالغة كبيرة، فغطفان ظلت عزيزة مرهوبة الجانب في الإسلام وفي الذؤابة من قبائل العرب وبرز فيها مشاهير من الصحابة والقواد والأمراء والولاة، وظل بيت آل بدر فيها بيتاً من بيوت الارستقراطية العربية..(5) وقد أصهر الخلفاء والأمراء إلى البيوت الغطفانية فتزوج الخليفة عثمان بن عفان أم البنين مليكة بنت عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وتزوج الحسن بن علي بن أبي طالب بنت منظور من غطفان وكان أسماء بن خارجة زعيماً بارزاً في عهد بني أمية تزوج بشر بن مروان بنته هند وهي أم ولده وتزوج عبد الملك بن مروان ولادّة بنت خليد العبسي وهي أم ولديه الخليفتين الوليد وسليمان من أشهر خلفاء بني أمية.
وكان عقيل بن علفة المري الذبياني أعرابياً جافياً ذا زهو وخيلاء شديد الاعتداد بنفسه وبقوته لا يأنف أن يرد من لا يراه كفؤا لمصاهرته حتى ولو كان من الأمراء وكان عثمان بن حيَّان المري الذبياني والياً على المدينة لبني أمية وابنه رباح والياً عليها لنبي العباس.
وإذا كان كثير من الغطفانيين قد هجروا أراضيهم إلى الأمصار المفتوحة فالذي دعا إلى هذا ليس الضعف بل دعت إليه الحياة الإسلامية الجديدة من المشاركة في الفتح خارج الجزيرة والرغبة في استيطان الأمصار المفتوحة، فكانت غطفان تحت لواء في حرب القادسية ومذكورة في خطط الكوفة حينما تم تخطيطها وهي في خطة أهل العالية في البصرة، وكذا في خراسان وتولّى إمارة العراق أحد الفزاريين وهو عمر بن هبيرة الفزاري وقبله بزمن كان سمرة بن جندب الفزاري وهو صحابي أميراً على البصرة من قبل معاوية وتولى إمارة خراسان ذبياني آخر هو الجنيد المري، وفي كتابي القبائل العربية في خراسان وبلاد ما وراء النهر الذي ستصدره دار ابن حزم قريباً معلومات وافية عن الجنيد أمير خراسان وبيته من آل هرم بن سنان المشهورين بالجود في الجاهلية والإسلام قال الشاعر:


هلك الجود والجنيد معاً
فعلى الجود والجنيد السلام

انتشر في مصر من غطفان أناس كُثر وإلى فزارة ينتسب المؤرخ النسابة القلقشندي صاحب صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، ومنهم نصر الفزاري الاسكندري اللغوي صاحب التأليف في البلدانيات الذي اعتمد عليه ياقوت الحموي كثيراً في مؤلفه معجم البلدان.. وقارن الشيخ حمد الجاسر كتاباته بما كتب الحازمي في كتابه الأماكن إذ أن الحازمي أيضاً قد اعتمد عليه.
ليس أبلغ في الدلالة على بقاء غطفان قوة متماسكة في الإسلام من وقائعها الحزبية كوقعة ذات قين حين أصابت كلب القضاعية فزارة الغطفانية في (العاه) في الطرف الجنوبي من محجر الذي يقال له الآن جبل المسمى في غرب منطقة حائل فأصلح بينهما الخليفة عبدالملك، غير أن فزارة الذبيانية ثأرت لنفسها في بنات قين في عقر دار كلب في بادية السماوة مما أغضب الخليفة عبد الملك فطلب زعماء فزارة وقتلهم صبراً.
وقبل ذلكوفي عام 39هـ اقتتل جيشان من غطفان في تيماء أحدهما عراقي عليه المسيَّب بن نجبة الفزاري الذبياني من قبل علي، والثاني شامي عليه عبدالله بن مسعدة الفزاري الذبياني من قبل معاوية، وكانت الغلبة للمسيب ومن معه وكان المسيَّب من خاصة علي وله أحاديث عنه يرويها عمَّار الدهني ثم كان ممن وجهوا الدعوة إلى الحسين للقدوم إلى العراق ثم خرج مع ثورة التوابين وزعيمها سليمان بن صرد الخزاعي، وفي تلك الثورة قُتل، ولما سيَّرت الدولة الأموية في عهد يزيد من معاوية جيشاً إلى الحجاز بعد مقتل الحسين كان قائد هذا الجيش غطفاني من بني ذبيان هو مسلم بن عقبة المري، وكان من المدافعين عن المدينة غطفاني آخر هو معقل بن سنان الأشجعي وفي تلك الوقعة قتل.
(يتبع)

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved