السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، تحية طيبة وبعد: (أتعجب أشد العجب، ويكاد القلب يتفطر ألماً ويموت حسرة من أناس -وهم قلة ولله الحمد- يقابلون الجميل بالنكران، والمعروف بالجحود، ويا للأسف لهذه الدرجة تحجرت قلوب اولئك الاشخاص وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، نعوذ بالله من قسوة القلب. ويا ليت الامر يقف عند هذا الحد، فالبعض يملك الجرأة وينكر المعروف أمامك مباشرة، أو كما قيل باللغة العامية (يطقه بوجهك)، وصدق من قال (جزى المعروف .. سبع كفوف). ماذا حصل لأولئك الصنف من البشر؟ لا قيم ولا أخلاق ولا مبادئ، اعتقد بل أجزم أن هؤلاء لو امتحنوا في مادة التربية الخلقية لأخذوا صفراً من مئة، هؤلاء الأشخاص الذين يتصفون بهذا العمل المشين المخل بالقيم. إنني اشفق لحزن اصحاب القلوب الوافية المخلصة التي تبذل كل ما في وسعها في سبيل خدمة صديق أو قريب ويقابلون بالنكران والجحود، ولكي أخفف حزنهم أذكرهم بقول الله تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}، ولكن هذه هي الحياة مدرسة ولابد من تجارب مع الناس لنكتشف الصديق والعدو، والصادق والكاذب، والمعادن الاصيلة والمزيفة، فالتجربة خير برهان.
فهد بن عبد الله الراجحي - عنيزة |