محرر صفحة عزيزتي الجزيرة السلام عليكم وبعد: يستوقفني طويلا ما يكتب بين الحين والآخر في صفحة وطن ومواطن الذي يتضمن طلبا من المواطنين لأصحاب البنوك من أجل فتح فرع أو إضافة فرع آخر أو حتى إنشاء ماكينة صراف آلي، وتكون هذه الأمنيات التي يطمح أصحابها من تحقيقها. أعزائي عندما يملك أحد من أبناء هذا البلد المعطاء مبلغا من المال صغيرا كان أم كبيرا فإنه وبلا تردد سوف يذهب به إلى أحد البنوك التي ملأت أرجاء البلاد ولا غرابة في ذلك فتكدس الأموال في البنوك أمرا معتادا، ثم لا ننسى أننا بلد مسلم ومحافظ، متمسك بتعاليم الدين الحنيف، ومن هذا الباب يأبى أحد من الذين أودعوا أموالهم من أخذ فوائد عليها، لأن الإسلام يحرم الربا في عدة مواضع سواء بالكتاب أو السنة، على الرغم من البنوك لا تمانع من دفع تلك الفوائد. ومن هنا أتساءل ما دام أن المواطن لا يأخذ تلك الفائدة -ولله الحمد- وما دامت أمواله لديهم فإنها تدر عليهم مليارات الريالات فما هو دور البنوك إذن وماذا عملت؟ إخواني أن من واجب البنوك إنشاء المدارس والمستشفيات والطرق والمساهمة بالمشاريع التنموية التي من شأنها دعم البنية التحتية وخدمة المواطن، بينما نجدهم يجنون الأرباح ومساهماتهم تكاد لا توجد ولا يتبرعون إلا بشق الأنفس وإن تبرعوا وضعوا هالات إعلامية تفوق المبلغ المتبرع به!! ومن جهة أخرى عندما يهم المواطن بأخذ قرض من أحد البنوك بصورة سيارة أو غيرها فإنهم يأخذون نسبة عالية تتجاوزل ال7% ولو نظرنا إلى الدول المجاورة وعلى الرغم من أن مواطنيهم يأخذون الفوائد من البنوك إلا أنهم عند الاقتراض فإنهم لا يواجهون نسبا تزيد عن ال3%، لأنهم أيقنوا أنهم بلا عملاء ليسوا بشيء وأن إرضاء العميل هو الغاية بعكس أصحابنا الذين يستغلون كل شيء حتى جعلوا المواطن يقدم المعاريض المزينة بعبارات الود والأمل لأجل أن يحدثوا فرعا يجنون منه أرباحا عالية، وحتى بطاقات الصرف الآلي أخذوا عليها رسوما لا مبرر لها!! ويبقى السؤال الأهم: هل أجبرت البنوك من الجهة المسؤولة على عمل مشروعات بقدر ما أودع فيها؟ لأن أمل الجميع أن ينشأ البنك مشروعا في البلد الذي يعمل به بحجم عملاء البنك، وأن تكون هناك دراسة لقروض المواطنين، وذلك لكيلا تفقد البنوك عملاءها لأنهم ثروتها الحقيقية.
خالد بن سليمان العطاالله/ الزلفي |