* الأحساء - زهير الغزال: تفاوت أسعار حملات الحج يثير جدلاً واسعاً بين راغبي أداء الفريضة الذين يتهمون بعض أصحاب مكاتب الحملات بالمغالاة في الأسعار وعدم الالتزام بالوعود التي يقدمونها قبل القيام برحلة الحج.. وفي نفس الوقت يرد أصحاب مكاتب الحملات على تلك الاتهامات بأن التفاوت في الاسعار يعود إلى الاختلاف في مستويات الخدمات والانتقالات والطيران وتيسير أداء المناسك وكذلك اجراءات استخراج التصاريح. (الجزيرة) واجهت طرفي النقاش واستمعت إلى وجهات النظر المختلفة في تحقيق يعرض الرأي والرأي الآخر: **** في البداية تحدث أصحاب مكاتب حملات الحج حيث قال محمد بن علي مسؤول مكتب حملة: إن نسبة التفاوت في الاسعار لحملات الحج بمحافظة الأحساء ترجع إلى مدى ما توفر تلك الحملات من إمكانيات جيدة من بينها الحصول على تذاكر الطيران التي تكلفت الواحدة منها 1150 ريالاً للشخص الواحد خاصة أننا نحصل عليها عن طريق حجز طائرة خاصة للحملة يتم تجهيزها للحجاج.. فهذه في البداية نقطة مفاضلة من حملة إلى أخرى قد لا توفر طيراناً على هذا المستوى.. أما بقية الخدمات فهي تختلف أيضاً خاصة توفير السكن المناسب من مخيمات ومدى قربها أو بعدها من (منى) فهناك من يحصل على حصة إيجار من وزارة الحج قيمتها (2500 ريال) بينما هناك خيام أخرى يزيد سعر الواحدة على 7500 ريال وكذلك في الجمرات حيث يتم تقسيم الخيام إلى فئات تبدأ من 1500 ريال وحتى 7500 ريال فهذه تعتبر مفارقات في الاسعار للحملات للحج اضافة إلى ما تقدمه الحملة من بوفيه مفتوح يوجد به عدة أصناف من الوجبات الثلاث الافطار والغداء والعشاء وكذلك توفير باصات حديثة مجهزة للتنقل داخل مكة. العائد المادي وتحدث (سلمان المحمد) عن الأرباح التي تحققها الحملة قائلاً: إنها تغطي تكاليف الحملة والعمالة الضرورية لها وقد تصل إلى 10 أو 13% مؤكداً أن تفكير أصحاب الحملات لا ينصب بشكل رئيسي على العائد المادي وإنما هدفهم هو خدمة الحجاج وتهيئة الأجواء المناسبة لهم حتى يتقبل الله منهم الفريضة وذلك يتأتى من خلال توفير الحملة عدداً من الدعاة الأجلاء ولجنة ثقافية ترافق الحجاج.. وعن أسعار التكلفة للحجاج في مكتبه قال إنها حوالي 5000 ريال شاملة الخدمات المميزة التي تحدثت عنها وقال: إننا لكي نضمن وصول الخدمات بطريقة مميزة نقلل اعداد الحجاج فرغم أن لدينا تصاريح تشمل 480 حاجاً فإننا نقتصر فقط على 300 حتى نخدمهم بشكل جيد. 6 آلاف ريال ويقول عدنان بن عبد الله بمكتب حملة بالاحساء: إن نسبة التفاوت في أسعار حملات الحج ترجع إلى ما توفره من إمكانيات وبرامج فعالة وسكن مميز مشيراً إلى أن الحملة التي تتميز عن غيرها نفضلها من نواحي الراحة التي توفرها للحجاج ونوعية المخيمات ومدى قربها من منى فنحن نوفر مخيمات قريبة من السكن في عمارة العزيزية وتوفير حجز طيران ولذلك يبلغ سعر حملة الحج للشخص الواحد ستة آلاف ريال ونحن نختار 500 حاج لدينا تصاريح بهم هذا العام رغم أننا نقدر على استضافة 1000 حاج وذلك حتى نوفر الخدمة الأفضل ونحافظ على سمعة الخدمة الجيدة التي نقدمها.. ويقول مسؤول مكتب الرحمة جاسم بن خليفة: إن نسبة التفاوت في الاسعار ترجع إلى ما توفره كل حملة من خدمات عبر تذاكر الطيران والمباني وتوفير الباصات الحديثة واللجان الثقافية والإرشادية المرافقة للحجاج والبوفيه المفتوح المتنوع في الأصناف المقدمة من خلاله.. وتعمل كل حملة على توفير الأفضل لأن ما نقدمه هذا العام نسعى به إلى أن نكسب سمعة جيدة تتمثل في قبول المتعاملين معنا. واستمرار نجاحها للأعوام القادمة.. خاصة أن أي خطأ في رحلة الحج لا يتحمل أي تعديل أو تصحيح ولا يمكن تداركه ويظل ملتصقاً بسمعة الحملة وأشار إلى أن الحملة التي يشرفون عليها لهذا العام يبلغ سعرها للحاج الواحد 4500 ريال (حيث استكملنا الانتهاء من تصاريح 300 حاج ولا نقبل الزيادة حتى نقدر على توفير خدمات على أعلى مستوى).. ويقول عيسى العرادي من حملة أخرى إن نسبة التفاوت في الاسعار لحملات الحج تأتي من خلال توفير الخدمات المتميزة ومن أبرزها تحديد النسبة الأقل حيث انني مشرف هذا العام على اصطحاب 250 حاجاً فقط بمبلغ 4000 ريال للفرد الواحد لأن هدفنا هو تقديم أفضل خدمة للحاج مشيراً إلى أن الخدمات التي يقدمها مكتبه تتمثل في توفير السكن المناسب حيث نجمع الحجاج في قاعة للاحتفالات في مكة المكرمة وتوفير الباصات لهم وتوفير 26 إدارياً من خلال لجنة ثقافية وارشادية حتى نكسب رضا الله عز وجل أولاً ثم نكسب رضا الحجاج المتعاملين معنا حتى نحافظ على السمعة الطيبة التي تضمن استمرار تعامله معنا وهي دلالة نجاحنا في عملنا.. إضافة إلى أن الحملات الأخرى لا نستطيع أن نسترجع المبلغ الذي دفع في حالة انسحاب الحاج منها أما نحن فنعيد المبلغ له ولذلك تجد لدينا قائمة انتظار وصلت هذا العام إلى 150 شخصاً.. جميع الخدمات ويقول المواطن عباس الملا مسؤول حملة: إن نسبة التفاوت في الأسعار انخفاضاً وارتفاعاً ترجع إلى توفير الخدمات وكذلك السعر المناسب والأنسب فنحن نأخذ من الحاج 2700 ريال ونقوم بإنهاء تصاريح الحج ومن بينها استكمال شهادات التطعيم وفصيلة الدم وصورة الأحوال المدنية للحاج وصورة لدفتر العائلة وبعدها نوفر السكن المناسب والانتقالات حيث يبعد السكن الذي توفره 800 متر عن رمي الجمرات وكذلك خياماً جيدة ووجبات يومية وعدداً من العلماء المعروفين بقدراتهم على تقديم التوعية والمتابعة للحاج خلال أدائه الفريضة. مشقة التقت (الجزيرة) بالرأي الآخر الذي يمثله عدد من المواطنين فقال عماد الديرق: إن تحديد المبلغ الذي تحدده الحملات للحج غير مقنع لنا ولكن هناك بعض الأشخاص يريدون لحجهم الرفاهية والراحة ويبحثون عن الأنسب لهم مهما كانت الأسعار وهناك أيضاً أسعار محدودة لراغبي الحج دون رفاهية زائدة.. ويشاركه الرأي المواطن عبد الله القطان الذي يرى أن الحج لابد أن يتكلف الحاج فيه مشقة لأنها فريضة يؤديها المسلم مرة واحدة في العمر كله فأن أبحث عن تقديم خدمات إرشادية وشعائر إيمانية ولا أستسلم لإغراءات الراحة والرفاهية فقط.. أما المواطن علي الجوال فيرى أن أسعار الحملات وتفاوتها فهي قد تكون مناسبة لشخص وغير مناسبة للآخر وهذا التفاوت طبيعي حسب الخدمات وإمكانيات الراحة.. لكن من الضروري أن تكون هناك أسعار في متناول الجميع لأنها فريضة ويجب على كل مسلم القيام بها ولا يجب أن يستغل البعض هذه الشعيرة الإسلامية للمرابحة على حساب الآخرين أما المواطن سلطان مهدي فيقول إن أسعار حملات الحج تكون معقولة ومناسبة عند البعض لإدراكهم أنها ستعود عيلهم بالراحة أو لعدم قدراتهم على تكلف المشقة لأسباب صحية أو جسمانية.. فهناك من يحرص على توفير الشروط المحدودة في السكن وهناك من يقبل أن يسكن في مكان بسيط جداً وهناك من يشترط فندقاً خمس نجوم وكذلك في الوجبات والانتقالات وغيرها وهذا يعود لطبيعة الشخصية من فرد لآخر.. وبالتالي يأتي السعر حسب الشروط التي يتطلبها الحاج من مكتب حملة الحج.. ويقول المواطن عبد الرحمن بن ياسين: إن أسعار حملات الحج إذا ما تجاوزت الخمسة آلاف ريال تعتبر مرتفعة للغاية وتعتبر عملية تجارية لأصحاب المكاتب وهذا لا يجوز المغالاة فيه لأنه في الأساس فريضة دينية ولا يجب أن يقتصر التفكير فيها على الربح دون غيره.. وأتمنى أن تقل الأسعار حتى تشجع المسلمين جميعهم على أداء الفريضة ولا يبرروا عدم أدائها بارتفاع الأسعار التي قد تعوق البعض عن أداء الفريضة.. ويقول المواطن طاهر العمار: إن أسعار الحملات تعتبر نسبة وتناسباً فقد يفضل البعض مميزات معينة مثل الطيران والسكن المريح والانتقالات بباصات بخصائص معينة ووجبات على مستوى مرتفع فهذه الشروط متوافرة وكذلك هناك شروط أخرى أقل رفاهية بتكلفة مادية أقل.. لكن المشكلة هي أن اصحاب مكاتب الحملات قد يضعون وعوداً بتوافر خدمات معينة ولكن عند الذهاب والوصول إلى الأراضي المقدسة لا تجد هذه الوعود محلاً للتطبيق في الواقع كما كان الوعد.. ولذلك فأنا أرى أن أصحاب الحملات لا يجب أن يعرضوا الحاج لخدمة من أي نوع وأن يلتزموا بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم قبل أداء الفريضة.. ويشاركه المواطن عبد الخالق الهودار الرأي من حيث التوافق والتطابق مع الرعاية التي تقدمها الحملة وما تقدمه على أرض الواقع فيقول إن بعض الحملات تستعرض رعاية للخدمات المميزة والوجبات والسكن والانتقالات ثم عندما يصل الحاج لا يجد كل تلك الوعود على أرض الواقع وهنا أدعو أصحاب الحملات إلى اتقاء الله سبحانه وتعالى وتوخي الصدق والأمانة حتى لا يخسروا سمعتهم.
|