|
انت في
|
في كل عام يتجدد الشوق والبهجة وتخف الأفئدة بين الضلوع لتتنسم الروائح الذكية القادمة من أرض الحرمين، تذكر بأقدس وأطهر الذكريات والرحلات وتنبض قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتهطل الدموع في اشتياق لرؤية البيت العتيق وأداء مناسك الحج وزيادة مدينة الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلم.
وكم من محب ذاب شوقاً إليها، ولم يبلغ منها مدى وأملاً وأصبح لسانُ حاله يقول:
إنك الآن واقف بين يدي الله وحيداً فريداً قد تخليت عن الأهل والولد والجاه وقدمت إليه منقطع الصلة بالحياة والأحياء في لباسك هذا الذي تغادر به الدنيا إلى مشاعر مضيئة للعبادة والتوجه إلى العلي القدير في موكبٍ إيماني رائع وفي مقام وحده لا تخجل من أن تعترف بذنوبك وآثامك، بل إنك لتجد الراحة والسلام وأنت تذيب هذه الذنوب والآثام في دموع التوبة والندم. ها أنت أيها الحاج تقف بباب الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو الذي وسعت رحمته كل شيء فأنت تلوذ بحماه وتستجديه الرحمة والغفران. وفي هذا المقام وحده يجأر الإنسان بالدعاء، ولا يحس بمن حوله ولا يحس به من حوله، من إحساسه كل شيء في الوجود إلا أنه عبد آبق تقطعت به الأسباب فأقبل على مولاه تائباً منيباً بين يديه لأنه لا مهرب منه إلا إليه. ما أجملها من مشاعر، وما أروعه من موقف أثير، ومع هؤلاء الحجيج نردد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |