في مثل هذا اليوم من عام 1944 قررت اللجنة الاستشارية الأوروبية تقسيم ألمانيا. وكانت هذه اللجنة قد تشكلت مع اقتراب الحرب العالمية الثانية من نهايتها وظهور بشائر هزيمة ألمانيا وضمت ممثلي الحلفاء. وكانت مهمة اللجنة هي وضع ترتيبات الاحتلال المؤقت لألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإعادة حدودها إلى ما كانت عليه قبل عام 1937 عندما بدأت الآلة العسكرية الألمانية تحت قيادة الزعيم النازي أدولف هتلر تمدد حدود ألمانيا بضم الكثير من الأقاليم التي كانت خاضعة لسيطرة ألمانيا قبل هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ونزعها منها. وقد اعتمدت اللجنة الحدود الإدارية القديمة لألمانيا من أجل تقسيمها إلى ثلاث مناطق يتم توزيعها (غنيمة حرب) على الحلفاء الثلاثة: الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا. ولكن في فبراير عام 1945 انضمت فرنسا إلى قائمة أصحاب النصيب حيث تم تخصيص منطقة لتحتلها في ألمانيا عندما تضع الحرب اوزارها. كما اقترحت اللجنة اشتراك الحلفاء الأربعة في احتلال العاصمة الألمانية برلين بحيث تحصل كل دولة على قطاع منها لتسيطر عليه. وقد أقرت اللجنة حق فرنسا في السيطرة على جزء من العاصمة الألمانية في نفس الوقت الذي أقرت فيه حقها في السيطرة على جزء من ألمانيا ككل. وشكلت المناطق الثلاث التي احتلتها الدول الغربية أمريكا وبريطانيا وفرنسا فيما بعد دولة ألمانيا الغربية أو الاتحادية في حين شكلت المناطق التي خضعت للاحتلال السوفيتي دولة ألمانيا الشرقية أو الديموقراطية وانضمت إلى الكتلة الشيوعية في أوروبا الشرقية. وقد استمر تقسيم ألمانيا حتى عام 1990 عندما نجح المستشار الألماني الغربي هيلموت كول في إعادة توحيد ألمانيا مرة أخرى في نهاية الحرب الباردة.
|