رحماك ربي دمّروا اخواني
كم أشعلوا في القلب من نيران
وبلا توانٍ هدمّوا أحياءهم
وجرت بحار الدمع والأحزان
كم أشعلوا في الأرض نار فتيلهم
هتكوا مقولة وحدة الأديان
قد عاملوا الإخوان مثل بهائم
بل إن كلب العلج أرفع شان
ما بالهم سحقوا معاني الرحمة
وتنصلوا من فطرة الرحمن
ما بالهم غرقوا بقسوتهم فما
هدؤوا أرادوا الأرض باستيطان
الله عدلٌ ما رضى بخديعة
وبنثر أشلاء بكل مكان
قتل الشهيد وكان رافع كفه
يبغي الكلام وما أطاع الجاني
سكنت حروفي ثم ثارت فجأة
حتى متى نسعى إلى الخذلان
حتى متى يثري العدو جراحنا
وتصم ضحكته صدى الآذان
حتى متى يا يقوم أبكي لوعة
لفراق أحبابي مع الخلان
ما عاد صبري يا إلهي مسعفي
ضاق الفؤاد إلهي ما أشقاني
أنا مسلمٌ أنا للعروبة انتمي
ما بالنا نفنى ببضع ثواني؟!
لِمَ يستكين ابن القرود بأرضنا
وبأرض بغداد كما الثعبان؟!
لِمَ يستبيح العلج طهر دمائنا
لِمَ لَمْ يُصد أجيبوا يا إخواني!!
يا حسرة (الفلوجة) الشمّاء بل
يا حسرتي بتخاذلي وهواني
قد قاوموهم إخوتي هم عُزّل
وعدوّهم بسلاحه متحامي
لم ينج من سوء الشرور ضعيفهم
تاهوا ببحر ما له شطآن
حتى الرضيع وقد تمزق مهده
وكذلك الجسد الصغير يعاني
لم يرحموا أماً تفطّر قلبها
تبكي الوليد دماه في سَيَلان
كيف الحقائق بُعثرت بل كيف من
يُجنى عليه يُقال عنه الجاني
هذي سياسة (بوشهم) يا قومنا
زعموا دمارهم خُطىً لأمان
لم يخبرونا بالحقيقة إنما
ستروا أمانيهم بعذر ثاني
إن الأماني هدم باقي ديننا
ليس المراد بحاجة لبيان
لكن إخوتنا بحول الله لن
يضعوا الأماني في يد الخُوّان
سيقاتلوهم حتى آخر لحظة
وسيخرجوهم من حمى الإيمان
ربي انتقم منهم فهم قد أفسدوا
وتكبّروا في الأرض والأوطان
يارب نشكو ضعفنا وهواننا
لك أنت وحدك لا لخلق فاني
أرنا بهم يا رب يوماً أسودا
كسواد ليل معدم الألوان
يارب طهّر أرضنا بفنائهم
وأنر قلوب القوم يا منّان