* بندا أتشيه - جاكرتا - طوكيو - الوكالات: هزَّ زلزال إقليم أتشيه الإندونيسي في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين مما أثار حالة من الفزع بين سكان الإقليم الذين ما زالوا يعانون من آثار الدمار الهائل الذي نجم عن الزلزال القوي وأمواج المد العاتية التي اجتاحت المنطقة أواخر الشهر الماضي. وسارع الناس في مدينة باندا أتشيه عاصمة الإقليم إلى الخروج من منازلهم وملاجئهم ولكن لم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات أو أضرار. وصرح مسؤول في مكتب الأرصاد الجوية الإندونيسي أن الزلزال بلغت قوته 5.7 على مقياس ريختر. وقال المسؤول (لم ترد أنباء عن وقوع إصابات وما زلنا نجمع المعلومات). وقال المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي على موقعه على الإنترنت إن قوة الزلزال بلغت 6.2 وإن مركزه كان على بعد 60 كيلومترا جنوبي - جنوب غربي باندا أتشيه. وأدى زلزال بلغت قوته تسع درجات على مقياس ريختر وأمواج المد التي أعقبته في 26 ديسمبر - كانون الأول إلى تدمير أجزاء شاسعة من باندا أتشيه عاصمة إقليم أتشيه عند الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة. وكان هذا أقوى زلزال وقع منذ 40 عاماً وتلته عشرات من الهزات الارتدادية القوية في المنطقة بعد ذلك. إلى ذلك قال أبو رضا البكري الوزير المنسق للاقتصاد في إندونيسيا أمس إن بلاده تتوقّع أن يسمح الدائنون الغربيون بتجميد سداد ما يصل إلى 30 تريليون روبية (3.2 مليارات دولار) من ديونها حتى نهاية عام 2006 لمساعدتها في مواجهة كارثة الزلزال وموجات المد. وجاءت تصريحات الوزير قبل اجتماع يعقده يوم الأربعاء نادي باريس للحكومات الدائنة سيبحث فيه تجميد سداد مدفوعات الديون للدول التي تضررت من الكارثة التي تجاوز عدد ضحاياها من القتلى 150 ألفاً. ورداً على سؤال عن المبلغ الذي يتوقّع أن توفره إندونيسيا عن طريق تجميد سداد الديون قال الوزير للصحفيين (أتوقع أن يتراوح بين 20 و30 تريليون روبية). ويعادل ذلك نحو ثلث 8.8 مليارات دولار من المقرر سدادها لأعضاء نادي باريس في العامين المقبلين. وأضاف (نرجو أن نتمكّن من استئناف مدفوعات سداد الديون من 2007 على الأقل). من ناحية أخرى ذكرت صحيفة (يوميوري) أمس الاثنين أن شدة الأمواج العاتية التي ضربت منتجع خاو لاك في تايلاند تعادل خمس قوة القنبلة الذرية التي ألقيت في نهاية الحرب العالمية الثانية على مدينة هيروشيما اليابانية. وفي مهمة انتهت في الثالث من كانون الثاني - يناير، درست مجموعة من العلماء اليابانيين الآثار الناجمة عن المد البحري خارج المباني ورأت أن ضغط التيارات تراوح بين 3.7 و6.7 أطنان في المتر المربع. وبلغت قوة ضغط قنبلة هيروشيما 35 طناً بالمتر المربع. واكتشف الفريق أن ارتفاع الأمواج بلغ بين 3.1 و10.6 أمتار على الأكثر بينما تراوحت سرعتها بين ستة وثمانية أمتار في الثانية. لكن في فوكيت التي تبعد حوالي خمسين كيلومتراً عن خاو لاك كان ضغط الأمواج أقل بكثير (بين 0.9 و1.6 طن بالمتر المربع). وخاو لاك واحدة من المناطق الأكثر تضرراً في الكارثة التي أدت إلى مقتل 5300 شخص في تايلاند وأكثر من 156 ألفاً في آسيا. وأسفرت القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما في السادس من آب - أغسطس 1945عن مقتل 140 ألف شخص. من ناحية أخرى أصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة أمس الاثنين في تحطم مروحية (سي هوك) تابعة لسلاح البحرية الأمريكية كانت تقوم بنقل مساعدات إلى منكوبي المد البحري الذي ضرب جزيرة سومطرة. وقال جون بيرنار المتحدث باسم البحرية الأمريكية إن المروحية (كانت تقل عشرة أشخاص نجوا جميعاً) في الحادث. وأضاف أن أفراد طاقم المروحية نقلوا بعد الحادث إلى حاملة الطائرات ابراهام لنكولن التي ترسو قبالة سواحل جزيرة سومطرة وتشارك في عمليات الإغاثة بعد المد البحري الذي ضرب المنطقة في 26 كانون الأول - ديسمبر. وبعد هذا الحادث، توقفت رحلات المروحيات المخصصة لنقل المساعدات الغذائية الأساسية للمنكوبين، لفترة قصيرة. وسقطت المروحية على جانبها الأيمن في ملعب لكرة القدم تحط فيه المروحيات حالياً. ولم يتسبب الحادث في إصابتها بأضرار، حسبما ذكر مراسل وكالة فرانس برس في المكان. وتجري عملية إنسانية واسعة النطاق لا سابق لها تساهم فيها منظمات غير حكومية وجيوش من عدة دول في إقليم أتشيه لمساعدة الناجين من الأمواج العاتية في إندونيسيا، حيث قتل أكثر من مائة ألف شخص.
|