بمزيد من الاستخفاف بعقولنا وجرح مشاعرنا
ستار أكاديمي.. دعوة جديدة للانفلات وتجاوز حدود الأدب!!

* رؤية علي العبدالله:
في توقيتٍ سيِّئ.. تزامن مع اختبارات الطلاب النهائية للفصل الدراسي الأول. انطلق ما يُسمى ببرنامج ستار أكاديمي (2) يوم الجمعة الماضي عبر شاشة فضائية عربية اشتُهرت باستنساخ البرامج الأجنبية كما هي دون مراعاة لخصائص مجتمعاتنا العربية والخليجية.. وضاربة عرض الحائظ بكل العادات والتقاليد المحافظة التي نشأنا عليها.. وسنظل ملتزمين بها مهما كلف الأمر.
انطلق هذا البرنامج وانطلقت معه كل أنواع السخافات والمهازل).. وأولها عندما حاولت المذيعة أن تقنعنا بأن المشاركين تم اختيارهم بعناية فائقة من بين الآلاف المتقدمين مما يعني أنهم يملكون خامة صوتية جيدة ومستويات فنية وثقافية عالية.. ولكن ما إن قام هؤلاء بتقديم وصلاتهم الغنائية حتى سمعنا النشاز كما لم نسمعه من قبل !!
* ولم نجد أي مواصفات تستحق أن يرشحوا من أجلها عدا الحضور المسرحي الباهت المُغلَّف بأصواتهم النشاز البعيدة كُل البعد عن الغناء والطرب الحقيقي!.
* ولم تقف المهزلة عند هذا الحد.. بل استمرت إلى ماهو أشد من ذلك.. حيث شاهدنا وسمعنا مجموعة من الطلاب يتراشقون فيما بينهم بعبارات تخدش الحياء العام، وأقل ما يُقال عنها: إنها (شوارعية) ولا يُرددها حتى رواد المقاهي الشعبية الدرجة الثالثة!!
* هذه الأكاديمية التي تُبدع في ترسيخ قيم لا أخلاقية بين منتسبيها، وحتى من يتابعوها تشكِّل خطراً كبيراً على المجتمع، لاسيما أن مُعظم متابعيها من الأطفال والمراهقين.
في هذه الأكاديمية.. لا وجود للخطوط الحمراء فكل شيء مقبول ويُصفق له بحرارة من قبل القائمين عليها، بشرط أن يكون الطالب في قمة الوقاحة.. ليُعبر عما في نفسه من فقر سلوكي.. وقلة ذوق.. واستهبال..
وقطعاً.. كل هذا يتم.. بلا خجل ودون أدنى احترام لشعور المشاهد..!!؟
حقيقة يؤسفني كإعلامي.. وكمواطن عربي أن أرى وأسمع بوجود هذه الأكاديمية في قناة تعود أكثر من نصف أسهمها لشخصية عربية مميزة.. لا أعتقد أبداً أنها (أي الشخصية) راضية عن هذه المهزلة التي ستكون فيها دعوة لمزيد من قلة الحياء، والاستخفاف بعقول المشاهدين، واستغلال السُذج منهم بطريقة رخيصة!
أخيراً..الله يستر على بناتنا.. وشبابنا.. وأطفالنا.. من هذه الدُمى التي تحركها أيدٍ خبيثة تريد أن تعيث فساداً في إعلامنا العربي وقنواته!