* د. متعب الشعيبي : يشكو الكثير من الناس من احمرار العينين بشكل مزمن أو عرضي لأسباب عديدة وتتراوح الشكوى من احمرار بسيط في بعض الحالات إلى احمرار شديد قد يصاحبه ألم وحساسية من الضوء في حالات أخرى ويلجأ البعض إلى أخذ القطرات المزيلة للاحمرار دون استشارة الطبيب، وهذه الطريقة وإن أدت إلى نتيجة جيدة في بعض الحالات إلا أنها قد تؤدي إلى تفاقم الحالة وازدياد الوضع سوءاً في حالات أخرى.. فما هي أسباب احمرار العين ولماذا لا تصلح القطرات لعلاجه في كثير من الاحيان. د. متعب الشعيبي استشاري طب وجراحة العيون وعضو الكلية الملكية البريطانية للجراحين يشرح لنا أسباب وعلاج أحمرار العين فيقول: ***** احمرار العين هو عرض لمرض معين في العين وليس مرضاً بحد ذاته وعلاج الاحمرار فقط دون معالجة سببه قد يؤدي إلى مضاعفات لا تحمد عقباها وخاصة في حالة وجود ألم مصاحب للاحمرار أو حساسية شديدة للضوء ولأن احمرار العين عرض لمرض يصيب العين فإن أسباب الاحمرار عديدة ومتنوعة ويختلف العلاج باختلاف السبب ويمكن حصر أسباب الاحمرار في أربع مجموعات كما يلي: * أولاً: أسباب متعلقة بالجفن مثل: نمو شعر الجفن (الأهداب) بشكل عكسي أو تقصفه ما يؤدي إلى وخز العين وبالتالي تهيجها أو كشط القرنية ويصاحب هذا الاحمرار عادة الإحساس بالوخز مع سيلان الدمع وفي هذه الحالة يكون العلاج بإزالة الشعر مع كي البصيلة حتى لا تنمو الشعرة مرة أخرى في بعض الحالات. ومن الأسباب المتعلقة بالجفن أيضاً دخول الجفن إلى الداخل أو ترهله إلى الخارج وهنا يكون العلاج: بإجراء عملية (صغرى لإعادة الجفن إلى وضعه الطبيعي، أما إذا كان السبب في الاحمرار التهاب الجفن والغدد الدهنية المغذية لهدب الجفن ويصاحب الاحمرار في هذه الحالة إحساس بوجود جسم غريب في العين مع حرقة في العينين وسيلان للدمع وخاصة أثناء القراءة أو القيادة أو أثناء استخدام الحاسب ويعالج هذا الاحمرار بغسل الجفن بشامبو الأطفال (المتعادل الاس الهيدروجيني أي لا قلوي ولا حمضي) مع استخدام مرهم لعلاج الالتهاب وتنظيم إفراز الغدد الدهنية للهدب واعطاء قطرات مرطبة للعين (دموع اصطناعية) في حالة وجود جفاف في العين. * ثانياً: أسباب تتعلق بالغشاء الخارجي للعين (الملتحمة) حيث يؤدي التهاب الملتحمة إلى احمرار العين وأسباب الالتهاب عديدة أهمها: أ - حساسية العين، ويصاحب الاحمرار عادة حكة وحرقة وسيلان للدمع في بعض الأحيان وهنا فإن العلاج يكون الابتعاد قدر الإمكان عن مسببات الحساسية وارتداء النظارة الشمسية للتقليل من وصول المواد المسببة للحساسية للعين واستخدام كمادات الماء البارد والقطرات المناسبة والتي تعمل عادة على انقباض الأوعية الدموية ومنع تحرر الجزئيات المسببة للحساسية في الدم، وينبغي التحذير هنا من أن الاستخدام اللامسؤول أو التمادي في استخدام القطرات التي تحتوي على الكورتيزون قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين أو تكون الماء الأبيض في العين. ب - الالتهاب الجرثومي سواء بكتيري أو فيروسي وعادة يصاحب هذا الاحمرار إفرازات صفراء أو خضراء في حالة الالتهاب البكتيري ويعالج هذا الالتهاب بمضاد حيوي موضعي كالقطرة أو المرهم أو كلاهما، ومن الأسباب أيضاً المتعلقة بالغشاء الخارجي للعين الظفرة (اللحمية) وتكون عادة على شكل مثلث ويصيب منطقة الملتحمة جهة الأنف غالباً وهي عبارة عن تغيرات في أنسجة الملتحمة بسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية ويشكو المريض من احمرار شبه مزمن وهنا يتراوح العلاج ما بين طبي بارتداء النظارة الشمسية لحماية العين من أشعة الشمس والغبار واستخدام القطرات المرطبة (الدموع الاصطناعية) لتقليل تهيج العين، وفي حالة التهاب الظفرة تستخدم القطرات المضادة للالتهاب لفترة محددة أوعلاج جراحي ويكون اللجوء للعمل الجراحي إذا أخذت الظفرة (اللحمية) في النمو باتجاه القرنية لتؤثر على النظر، أو أثرت بشكل سلبي على مظهر المريض (ناحية جمالية) أو تسببت في آلام والتهابات لا تستجيب للعلاج الطبي، ويكون التدخل الجراحي بإزالة الظفرة وعمل طعم من ملتحمة العين لتغطية مكان الظفرة المزالة أو استخدام قطرات مركب (المايتومايسين- س) للتقليل من احتمال عودة الظفرة مرة أخرى. ويضيف د. الشعيبي وهناك أسباب تتعلق بالقرنية مثل إصابة القرنية بخدوش (كشط القرنية) بسبب إصابة مباشرة أو مواد كيماوية ويصاحب الاحمرار في هذه الحالة ألم شديد وحساسية للضوء وسيلان للدمع ويكون العلاج بعمل ضماد ضاغط للعين بعد وضع مرهم مضاد حيوي وقطرة لإرخاء عضلات البؤبؤ لتخفيف الألم بعد التأكد من عدم وجود التهاب جرثومي ويجب عدم تغطية العين إذا كان الخدش أو الكشط بسبب مادة عضوية كغصن شجرة مثلاً أما في حالات الالتهاب الجرثومي للقرنية سواء كان بكتيرياً أو فيروسياً أو بسبب فطريات فإنه يصاحب الاحمرار عندئذ ألم شديد جداً وحساسية للضوء مع نقص في قوة الإبصار، ويعد الالتهاب الجرثومي للقرنية من الأمراض عالية الخطورة وقد يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يعالج بشكل سريع ومكثف بمضادات البكتيريا أو الفيروس أو الفطريات مع متابعة دقيقة وينبغي الحذر من الاستخدام الخاطئ للقطرات التي تزيل الألم أو الاحمرار دون معالجة السبب كما ذكرنا سابقاً مع التنبيه بأن القطرات المخدرة لا تستخدم للعلاج ويقتصر استخدامها على الطبيب المختص لأغراض تشخيصية فقط. وهناك أسباب أخرى لاحمرار العين والكلام مازال للدكتور الشعيبي منها: أ - الارتفاع المفاجئ والحاد لضغط العين بسبب ضيق زاوية العين ويصاحب الاحمرار الناتج عن ارتفاع ضغط العين ألم شديد وحساسية للضوء مع صداع وشعور بالغثيان والتقيؤ في بعض الحالات ويعتمد العلاج على اعطاء دواء وقطرات لتقليل ضغط العين مع عمل ليزر للقزحية لتفادي انغلاق زاوية العين. ب - التهاب القزحية ويصاحب الاحمرار الناتج عن هذا الالتهاب ألم وحساسية للضوء أيضاً أما العلاج فيكون بقطرات تحتوي على مركب الكورتيزون لفترة يحددها الطبيب المعالج مع علاج السبب إن وجد كما ثبت أن استخدام بعض القطرات قد يؤدي إلى احمرار العين كتلك التي تحتوي على مركبات مماثلة للبروستا قلاندين والتي تستخدم عادة في معالجة ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما) كذلك فإن إصابة العين المباشرة أو بمواد كيماوية أو وجود جسم غريب في العين على الملتحمة أو على القرنية أو وجود مشكلات تتعلق بالعدسات اللاصقة كوجود تحسس للعدسات أو تأثيرها السلبي على القرنية في بعض الأشخاص قد يؤدي إلى احمرار العين ويكون العلاج الأمثل بعلاج المشكلة ذاتها.
|