Monday 10th January,200511792العددالأثنين 29 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

الدكتور الوهيبي.. رجل المعرفة والعطاءالدكتور الوهيبي.. رجل المعرفة والعطاء
بقلم: أ. د. عبدالرحمن الطيب الأنصاري

عندما عدت من القاهرة بدرجة الليسانس من قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة حاولت أن أسأل عن أحد زملائي الذين تخرجت معهم فصادف أن قابلت الأستاذ عبدالله الوهيبي بعد أن سلمت على أستاذنا حمزة عابد الذي كان رحمه الله يتبوأ مركزاً مرموقاً في وزارة المعارف فسألت الأستاذ الوهيبي عن ذلك الزميل فقال لي لقد تعين في المنطقة الشرقية مدرساً فدهشت لذلك، إذ إننا كنا قد اتفقنا على التقدم لجامعة الملك سعود للعمل معيدين في كلية الآداب ولكنه رحمه الله لم يتركني استغرق في دهشتي بل قال لي مبتسماً: انه هنا في الرياض وأعطاني عنوانه، فعرفت انه رجل يحب الممازحة ويجيد سبك المواقف، ومرت الأيام وعدنا من بريطانيا نحمل الدكتوراه فوجدنا الأستاذ عبدالله الوهيبي رحمه الله أمينا عاماً للجامعة.
ولعل مما يكتب له في صفحات المجد وقوائم الأعمال الرفيعة أن مكتبة الجامعة قامت على أكتافه فقد بذل جهداً فائقاً في أن تسابق مكتبة جامعة الملك سعود الزمن لتلحق بالجامعات العربية والأجنبية المتقدمة في مجال البحث العلمي، وكأنه قد قدر للجامعة أن يقودها رجلان أحدهما وكيل الجامعة هو معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الخويطر، الذي قاد الجامعة إدارياً وعلمياً ووضعها في مكانها اللائق بها بحزمه وحسن بصيرته، وثانيهما الدكتور عبدالله الوهيبي الذي اخذ على عاتقه تزويد المكتبة بأمهات الكتب العربية والأجنبية والمجلات العلمية والمخطوطات والوثائق المختلفة، وساعده في ذلك زميلنا الأستاذ الدكتور حسن شاذلي زهود، ولذلك فما أن تذكر مكتبة الجامعة إلا ويذكر فضل الدكتور الوهيبي وريادته في هذا المجال.
ومما لا شك أن البيئة التي عايشها الدكتور هي بيئة فضل وعلم فقد عرف قيمة الكتاب كابراً عن كابر، ولذا فإن تميزه في الدراسة في جامعة القاهرة واهتمامه بتراث الجزيرة العربية وخاصة أماكنها وجبالها وقراها كان الدافع القوي الذي جعل منه مؤرخاً متميزاً حاز بسببه على درجة الدكتوراه من جامعة لندن (مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية) وهي المدرسة التي خرّجت مشاهير العلماء والمؤرخين والأدباء في أنحاء العالم، فكانت الرسالة التي نال بها الدكتوراه عن (قرى عربية) في شمال غرب المملكة من أفضل ما يرجع إليه في موضوعها دراسة وتحقيقاً ونقداً.
وللدكتور الوهيبي آراء صائبة في بعض ما نشر من أعمال مرتبطة بجغرافية الجزيرة العربية استفاد منها العالم الجليل الشيخ حمد الجاسر عليهما رحمة الله، وكان يعجبني في الدكتور الوهيبي نظراته الفاحصة في التاريخ الإسلامي من خلال ما ألقاه في المؤتمر الأول للأدباء السعوديين الذي عقد في جدة وفي ندوات تاريخ الجزيرة العربية التي عقدها قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الملك سعود.
أما الجوانب الإنسانية فحدث ولا حرج وقد أشار إليها وأفاض فيها زميلنا الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن صالح الهلابي فيما نشره في صحيفة الجزيرة يوم الجمعة الماضي، رحم الله أبا ناصر وأكرم مثواه وأفضل عليه بالغفران وبارك في أبنائه وجعل مكتبته مقصداً للباحثين وصدقة جارية إلى يوم الدين وتقبل دعاء من عرفوه وأحسن إليهم خلال حياته المليئة بالخير والإحسان.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved