|
انت في "الرأي" |
|
فجع الجميع في محافظة الخرج والدلم بوفاة فضيلة الشيخ عثمان بن عبد العزيز الهليل رحمه الله في يوم الثلاثاء الموافق 18- 10-1425هـ وصلى عليه في يوم الأربعاء الموافق 19-10- 1425هـ جمع غفير من محبيه الذين تقاطروا من أنحاء الخرج والرياض، وأخذ المصلون يعزي بعضهم بعضاً لأنه مصاب الجميع وليس لأبنائه فقط لما عرف عنه -رحمه الله نحسبه والله حسيبه- من صلاح وتقوى، فقد ولد في عام 1340هـ في أسرة يغلب عليها العلم والتدين وحب الخير والأمر بالمعروف، فنشأ على حب الخير، فحفظ القرآن وهو لما يزل صغيراً وحضر دروس سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - إبان كان قاضياً في الدلم فتزود من العلم ما أهله للإمامة والخطابة في جامع العذار جنوبي الدلم مع قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العذار كذلك. وعندما افتتحت مدرسة العذار الابتدائية في عام 1372هـ عيّن مديراً لها، فعندما وجد أن الناس عازفون عن تعليم أبنائهم نهج طريق شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله - في حث أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم للتزود بالعلم النافع، وفي عام 1395هـ أحيل على التقاعد وعيّن مرشداً وواعظاً دينياً في الدلم فأخذ على عاتقه القيام بهذه المسئولية بالمرور على جوامع ومساجد الدلم يعظ الناس ويذكرهم بالتوحيد والتزام هذا الدين لنجاتهم، وفي عام 1407هـ آثر الانقطاع للعبادة مرابطاً في المسجد قبل كل أذان وبين صلاتي المغرب والعشاء يقرأ القرآن حفظاً وخلال ثماني عشرة سنة التي قضاها منقطعاً للعبادة كان يزور الناس في منازلهم ويلبي دعواتهم ويحضر الدروس العلمية التي تقام في جوامع الدلم.. كما أنه يحرص على أن يكون من أوائل الحاضرين للمحاضرات التي تلقى في المساجد.. وقد اتسم الشيخ عثمان بن هليل -رحمه الله- منذ بداية حياته بالجرأة في الحق بتروٍ ودراية، وكان ذا هيبة ووقار في مجالسه إذ يعمرها بذكر الله وغالباً ما تجد النقاش العلمي يسود الجالسين معه لحبه للمناقشة والاستفادة من الحضور، وعندما يرى خطأ عند أحد الشباب المتحمس فإنه ينفرد به ويوضح له طريق الصواب برفق وعطف أبوي منقطع النظير. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |