على مدى أربعة أسابيع متتالية، نشر د.عبدالله العثيمين مؤخرا في (عموده) في صفحة (مقالات) وبتصرف.. مقتطفات من كتابات داعية الحقوق الأمريكي دافيد ديوك، وبغض النظر عن ماهية الكاتب الأمريكي او أهدافه، إلا أن في كتاباته دروساً وعبراً كثيرة يمكن النظر فيها بمنهجية مناسبة، وفي ضوء علاقتها بهمومنا وتطلعاتنا، غير أنه يبدو أن د. العثيمين تخلَّى عن أية منهجية تلزمه بها كافة المعطيات المتعلقة به كمؤرخ ومفكر وكاتب؛ لأنه ببساطة أورد المقتطفات لهدف واحد فقط وهو تبرير استنتاجات ورؤى مسبقة يحس القارئ وكأنه يجبر نفسه على الالتزام بها بالرغم من كثرة الدلائل على خطئها، بما في ذلك ما أورده من كتابة الداعية المذكور. وبدلاً من أن يلجأ د. عبدالله إلى الدفع باستنتاجاته الجاهزة في أول حلقة، مؤكدا عدم رغبته في الاستفادة مما ينشره في الحلقات فإنه يجدر به ألا يحاول حرمان قرائه من الاستفادة والخروج بالاستنتاج المناسب. لذا فإن لدى د. عبدالله العثيمين واجباً تجاه القراء، وهو أن يدفع بحلقة خامسة أو سادسة أيضا تحوي تحليلاً مفصَّلاً لرأيه عن فكر ديفيد ديوك وكيف يمكن التوصل إلى الاستنتاجات المناسبة لنا منه - بعد التحليل المنهجي الأمين. وهاك مشاركتي في بعض النقاط المبسطة والتي أراها مهمة في النظر إلى الموضوع من زاوية مصلحتنا الأولى: مصلحة المملكة العربية السعودية المنبع والأصل والقلب النابض للأمتين العربية والإسلامية. 1 - حقق اليهود خلال قرون من الشتات داخل الثقافات الأوروبية درجة عالية من التغلغل مكنتهم في النهاية من تسخير أوروبا لتأسيس دولة لهم في فلسطين خلال القرن الماضي، مدججة بالسلاح الأوروبي، بما فيه السلاح النووي. 2 - اسرائيل بباسطة هي مشروع لتوطين اليهود في فلسطين بعد إزالة سكانها منها، وهذا أمر عرفه الأوربيون مسبقا، وقد اقدموا على خطوتهم لأنهم كانوا يحتلون المنطقة العربية بكاملها تقريبا وهم أهل الحل والربط فيها. 3 - خلال فترة وجيزة قد لا تزيد عن قرنين نقل اليهود عملياتهم إلى أمريكا - فقد تحولت أمريكا إلى دولة عظمى سعوا، ونجحوا في تسخيرها لتحمل المرحلة التالية من مشروعهم وهو بقاء دولتهم واستكمال مخططاتها، وقد لجأوا في ذلك الى تطوير الاساليب التي استخدموها في اوروبا كما توضح لنا كتابات ديوك وغيره. والله الهادي إلى سواء السبيل
م. منصور الحميدان |