|
انت في "الرأي" |
|
قد بيَّن الشارع الحكيم للناس في الكتاب والسنة المنهج الذي تقوم عليه علاقاتهم بعضهم ببعض على اختلاف أحوالهم، بما يكفل لهم حياة مطمئنة سعيدة كريمة. فهذه سورة العصر من أقصر السور، وأعظمها شأناً، وأبعدها أثراً في حياة المجتمع الإسلامي، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3} . توضح السورة منهج العلاقة بين الناس، فإذا كان الإيمان الصادق، والعمل الصالح، والتواصي بإحقاق الحق، وأداء الأمانة، والصبر على ما يقدره الله من الشدائد والمكاره، ومشاق الدعوة إلى الله هي أركان هذا المنهج لعامة أفراد المجتمع، فما أحرى المعلمين والمربين أن يتبعوه ويقيموا حياتهم عليه، فما من فئة في المجتمع أحوج إلى التواصي بتلك الوصايا والشمائل الكريمة من المعلمين؛ وذلك لما للعلاقات بينهم من أثر عظيم على أعمالهم ونفوسهم. وبقدر ما تكون هذه العلاقة قائمة على المنهج الرباني تكون النتائج طيبة الأثر في حياتهم وحياة طلابهم، فالمعلم أخ صادق الأخوة لزميله، يعينه على البر والتقوى، يمحضه النصح ولا يخدعه، يخلص له الود ولا يكذبه، يفتح عليه ما استغلق من مسائل العلم، لا يعلو عليه، فلا يماريه ولا يجادله، بل يتواضع له، ويقبل عليه بوجهه وقلبه، فإذا ما عمَّ الوئام والتناصح والإخلاص سعدوا واطمأنوا، ورأوا ذلك في طلابهم حباً وعلماً وتربية على منهج الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تباغض ولا تحاسد، ولا غيبة ولا نميمة، وهل في الناس مَن هم أجدر بإطراح مفاتح الشر من المعلمين مربي الأجيال ومنشئي المواطن الصالح الذي يستطيع أن يخدم دينه ووطنه وأمته؟! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |