من أجل النعم على الإنسان وأغلاها الأمن في الأوطان، فبالأمن تقام شرائع الدين، ويهنأ بالعيش الإنسان، يتواصل الجميع وتعم السعادة، وتقوم المصالح وتبنى المجتمعات وترفرف السعادة ويتلذذ بالحياة. وعندما يضعف الأمن أو يقل تتعطل المصالح ويعيش الناس في قلق وخوف. ولاشك أننا نعم- ولله الحمد- بنعمة الأمن والاستقرار في ظل حكومة واحدة كان قيامها من أعظم النعم على أهل الجزيرة حيث تبدلت الأحوال من فوضى عارمة وخوف دائم وسلب ونهب متكرر وصراعات دائمة بين القرى والأمصار بل بين القبائل والعوائل، تطاحن وحروب يشيب لها الولدان الى جانب فقر ضرب أطنابه على البلاد والعباد في قصص مهولة، لذا أوجه الدعوة الى وسائل الإعلام، وبالذات المرئية ان تبين للجيل الحالي الذي لم يدرك بعد ما كان في القريب من أهوال وأحداث جسام قيض الله برحمة منه وفضل قيام هذه الحكومة الرشيدة ليعم الأمن والأمان والخير الوفير، وتتبدل القرى الى مدن وتنتشر نعم شتى من تعليم وصحة وطرق وتقنيات هنا وهناك، وما زلنا نتطلع الى المزيد من العطاء وتوفير رفاهية أكبر لكل مواطن. إن الداعين للفوضى وتقويض الأمن بحجج واهية وادعاءات مغرضة لا يشك عاقل أن وراءها أيد خفية لا تريد لنا الخير، بل تسعى جاهدة الى هدم هذا الصرح لتكون النتيجة سلبا ونهبا، فلا نأمن على أموالنا ولا أعراضنا بل قد لا نستطيع أداء الصلاة جماعة، وما نراه في بلاد مجاورة وغيرها كثير خير دليل على ما أقول. إن الإصلاح لا يكون عن طريق منابر مغرضة أو آراء متطرفة أو خروج عن الجماعة وشق عصا الطاعة التي أمرنا الله بها في كتابه الكريم، وأكد عليه رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فالنصوص واضحة وصريحة في طاعة ولي الأمر وتحمل المشاق والأذى والتأكيد على الوحدة وتلاحم الأمة ونلحظ ذلك في قوله- صلى الله عليه وسلم- (عليكم السمع وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وقوله عليك السمع والطاعة وإن أخذوا مالك وضربوا ظهرك) وما ذلك إلا من حرصه عليه الصلاة والسلام على هذه الأمة وتحذير من دعاة الشر الذين يحبون أن تشيع الفاحشة وتدب الفوضى في بلادنا الغالية، فإذا كنا نؤمن بالله ورسوله فهل يسعنا مخالفة أمره وطاعة سواه كائنا من كان؟ وإذا كان هناك قصور وأخطاء، فالكل سيقف يوم القيامة أمام حاكم عادل وكل ينال جزاء ما اقترفت يداه. إنني أؤكد وأكرر ضرورة اطلاع شبابنا على مآسي الفوضى وانفلات الأمن، ومن ذلك استضافة كبار السن الذين شهدوا الفقر والخوف ليحدثوا الشباب عن معاناتهم في ذاك الزمان، وكيف تبدلت الأحوال لما نراه الآن لتكون الصورة أمامهم واضحة جلية، فلا ينساقون خلف كل ناعق يبشر بجنة ونهر، كما كانت دعوات الشيوعية والاشتراكية عندما خدعت الجماهير فانساقت خلفها لتقودها الى الضياع والفقر وما زالت تعاني الويلات، وليعلم الجميع ان انفلات الأمن سيكون أول ضحاياه المواطن الذي لا يملك حولا ولا قوة. إن النقد البناء لا يختلف اثنان في أهميته في تصحيح الأخطاء وتحسين الأوضاع وتقديم خدمات أفضل، ولا شك أن هناك وسائل إصلاح من الضروري المسارعة في تحقيقها ومن أهمها القضاء على البطالة بين الشباب وإيجاد فرص عمل لكل شاب خاصة، ونحن بلد ننعم بخيرات كثيرة، ومصادر ثروات متعددة فبقاء الشباب بلا عمل سوف يعرضهم للبحث عن المال بأي وسيلة ولوكانت غير مشروعة بل يصبح بعضهم فريسة سهلة للأيدي الخفية التي تعمل في الظلام. لذا من الضروري المسارعة لاحتواء الشباب وإشغالهم بالمفيد النافع وتوجيه الطاقات لتكون مصدر عطاء وسواعد بناء لا هدم.
|