أكرر طرفي نحو نجد وانني
غليه وان لم يدرك الطرف انظر
حنيناً الى أرض كأن ترابها
إذا مطرت عود ومسك وعنبر
بلاد كأن الاقحوان بروضة
ونور الاقاحي وشي برد محبر
أحن الى أرض الحجاز وحاجتي
خيام بنجد دونها الطرف يقصر
وما نظري من نحو نجد بنافعي
أجل لا ولكني الى ذاك أنظر
رأيت بروقا داعيات الى الهوى
فبشرت نفسي ان نجدا أشيمها
إذا ذكر الأوطان عندي ذكرته
وبشرت نفسي ان نجدا أقيمها
الا حبذا نجد ومجرى جنوبه
إذا طاب من برد العشى نسيمها
أجدك لا ينسيك نجدا واهله
عياطل دنيا قد تولى نعيمها
فيا لائمي في حب نجد وأهله
أصابك بالأمر المهم مصيب
ألام على نجد وأبكي صبابة
رويدك يا دمعي ويا عاذلي رفقا
فلى بالحمى من لا أطيق فراقه
به يسعد الواشي ولكنني أشقى
حننت الى وادي الغضا سقى الغضا
حيا كل غاد من سحاب ورائح
أكر إليه نظرة بعد نظرة
بطرف الى نجد على الناس طامح
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
فقد زادني مسراك وجدا على وجد
سقى الله نجد والمقيمين بأرضها
سحابا طوالا خاليات من الرعد
أحن الى نجد فيا ليت انني
سقيت على سلوانة من هوى نجد
الا حبذا نجد وطيب ترابه
ورواحه ان كان نجد على العهد
الا ليت شعري عن عويرضي قبا
لطول التنائي هل تغيرتا بعدي
وعن أقحوان الرمل ما هو فاعل
إذا هو أمسى ليلة بثرى جعد
وعن علويات الرياح إذا جرت
بريح الخزامى هل تهب على نجد
أصاح ألا هل من سبيل الى نجد
وريح الخزامى غضة من ثرى جعد
وهل لليالينا بذي الرمث رجعة
فتشفى جوى الأحزان من لاعج الوجد
سقى الله نجدا والسلام على نجد
ويا حبذا نجد على القرب والبعد
خذا من صبا نجد أمانا لقلبه
فقد كاد رياها يطير بلبه
يا ساكني نجد أما من رحمة
لا سير ألف لا يريد سراحا
هلا بعثتم للمشوق تحية
في طي صافنة الرياح رواحا
حيث الحمى وطني وسكان الغضا
سكني ووردي الماء فيه مباحا
وأهيله أربى وظل نخيله
طربى ورملة وادييه مراحا
النجا النجا من أرض نجد
قبل أن يعلق الفؤاد بوجد
ان ذاك الثرى لينبت شوقا
في حشا ميت اللبانات صلد
كم خلي غدا اليه وأمسى
وهو يهذي بعلوة أو بنهد
وظباء فيه تلاقي الموالي
والمعادي من الجمال بجند
بشتيت من المباسم يغري
وسقام من المحاجر يعدي
وبنات لولا اللطافة ظنت
لجناياتها براثن أسد
وحديث إذا سمعناه لم ندر
بخمر نضحننا أم بشهد
أنفت من براقع الخز والقز
خدود قد برقعوها برود