في مثل هذا اليوم من عام 1097 حاول دقاق ملك دمشق نجدة إنطاكية المحاصرة من قبل الصليبيين قبل أن تسقط المدينة.
فبعد أن قضى الصليبيون بجحافلهم الجرارة في العاصمة البيزنطية أسبوعين تحت بصر الإمبراطور ورعايته، عبرت قواتهم إلى آسيا الصغرى، والتحم بهم ما بقي من حملة الرعاع التي قادها بطرس الناسك فاجتمع لهم عدد ضخم من الجند قدره المؤرخون بمليون شخص.
وتحركت تلك الجحافل الهائلة إلى مدينة نيقية، حاضرة الأمير السلجوقي (قلج أرسلان)، وضربوا حولها حصارا شديدا، فصمدت المدينة عشرين يوما أمام هذا العدد الهائل، ثم سقطت في 26 من يونيو 1097 وكان هذا أول انتصار للصليبيين في حملتهم البربرية الأولى، وما كادت تصل أنباء هذا النصر إلى أوروبا حتى عم الفرح والسرور، ونشط وصول الجند والإمدادات إلى الحملة.
وواصلت الحملة إلى إنطاكية، ولما بلغتها فرضت على المدينة حصاراً في 21 من أكتوبر 1097 وثبتت المدينة المحاصرة، وأبلى أهلها بلاء حسنا في الدفاع عنها، وطال حصار المدينة حتى بلغ تسعة أشهر، وكان يمكن للفاطميين نجدة المدينة، وبدلاً من أن يفكروا في مساعدة أهلها اتصلوا بالصليبيين، وحاولوا التفاهم معهم على اقتسام الأرض والنفوذ على حساب الأتراك السلاجقة الذين كانوا يحكمون تلك المناطق، وانتهى الحصار بسقوط إنطاكية في يونيو 1098 وقيام بوهيموند النورماندي بالاستيلاء على المدينة، وتأسيس الإمارة الصليبية الثانية في الشرق.
|