في مثل هذا اليوم من عام 1947 قامت عصابات الهاجاناه الصهيونية بارتكاب مجزرة بشعة في حق سكان بلدة الشيخ بفلسطين وذلك في معرض حملة اليهود المنظمة لترويع السكان العرب لإجبارهم على ترك أراضيهم. وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية.
يؤكد العديد من المؤرخين العسكريين أن عملية التهجير القسري للفلسطينيين قد تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف (تطهير) فلسطين من سكانها العرب، وقد واكبت عملية التهجير القسري حملات مكثفة من العنف والإرهاب والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لهجرة عرب فلسطين قراهم ومدنهم.
كما رافقت العمليات العسكرية سياسة الحرب النفسية من خلال تسريب أخبار المجازر على نطاق محلي كي تصل أنباء القتل الجماعي والاغتصاب والهدم إلى الفلسطينيين، وذلك كي تزرع في نفوس السكان حالة من الهلع والذعر ليقوموا بإخلاء قراهم حفاظاً على أرواحهم ومتاعهم وأعراضهم.
ومنذ الإعلان عن قرار التقسيم رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947, كان يسكن في المناطق التابعة للدولة اليهودية - حسب قرار التقسيم - ما يزيد عن 243 ألف عربي في 219 قرية وأربع مدن هي حيفا وطبريا وصفد وبيسان.
وقد هجر من هذه المناطق - في الفترة الواقعة بين قرار التقسيم وحتى شهر يونيو 1948- ما يزيد عن 239 ألف عربي وأخليت ودمرت 180 قرية عربية تماماً, كما هاجر سكان ثلاث مدن كبرى كلياً هي صفد وطبريا وبيسان, بينما بقي في حيفا 1950 فلسطينياً وبالمقابل قامت المنظمات العسكرية الصهيونية بتهجير ما يقارب 122 ألف عربي من المناطق التابعة للدولة الفلسطينية, وأخليت ودمرت 70 قرية تماماً وهاجر سكان يافا وعكا بشكل كلي تقريباً كما تم تهجير جزء كبير جداً من سكان مدينتي اللد والرملة.
|