في مثل هذا اليوم من عام 1978م افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المتحف الوطني للآثار والمتحف الشعبي نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء .. وقال الأمير سلمان بن عبد العزيز : ان المتحف الوطني للآثار والتراث الشعبي قد خطا بالآثار والتاريخ خطوات طويلة في مجال التعريف بهذه النواحي وتجسيدها ، بما يحقق الغاية والهدف المنشود منها .. وأشار سموه إلى ان هذه الخطوات تتم على الرغم من عمر المتحف القصير التي آمل أن يواصلها ، جاء ذلك في كلمة لسموه في سجل الزيارات بالمتحف .
وقد بدئ الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير المعارف ورئيس المجلس الأعلى للآثار كلمة قال فيها : ان هذا المتحف يعتبر أول الدرجات في السلم الطويل الذي نرجو جميعا أن نصل فيه إلى الهدف الذي يحقق الآمال في مجال الآثار التي هي بصمات حضارات سابقة ، يتم نقلها على كف رحيمة وأحيانا غير رحيمة مما يجعل مهمة الباحث عن هذه الآثار أن يرحمها من قسوة الزمن ومروره وقال معاليه : ان هذه المملكة الشاسعة تقف شامخة أمام الدول الأخرى التي لها حضارات ولها آثار تدل عليها.
ثم ألقى الدكتور عبد الله المصري مدير إدارة الآثار والمتاحف كلمة أشار فيها إلى ان ما أنفق وسينفق على البرامج والسياسات الخاصة بتطوير الآثار خلال الخطة الخمسية الثانية حوالي ألفي مليون ريال ، وهذا خير دليل على توازن خطة التطوير الشاملة واهتمام حكومة جلالته بهذا المرفق الثقافي.
وقال ان المتحف الوطني للآثار والتراث الشعبي هو نموذج مصغر للمتحف الوطني المركزي الذي سيقام على أرض المربع حول قصر المغفور له جلالة الملك عبد العزيز ، وقد بدأ مؤخراً بالإعداد لإقامة هذا المشروع الكبير ، ويشتمل متحف الآثار والتراث الشعبي الذي ولدت فكرة إنشائه في عهد جلالة المغفور له الملك فيصل على نماذج تمثل النشاط الأثري بالمملكة الذي يسعى المتحف إلى تقديم الأدلة المادية عليها وابرازها وعلى العصر الحجري والنقوش الصخرية التي تتواجد بكثرة في جميع أنحاء المملكة ، ويعود تاريخ بعضها إلى ألف سنة قبل الميلاد كما هو واضح من الحيوانات التي كانت تعيش هنا وانقرضت في الوقت الحاضر كالثيران والأسود والخنازير الوحشية .. كما يحتوي المتحف على نماذج يمثل فترة العُبيد التي تعتبر أهم الاكتشافات التي تحققت في مجال الآثار بالجزيرة العربية ، وتبين منها ان المنطقة الشرقية قد ساهمت في هذه الفترة من نمو الاتصالات الدولية نموا سريعا .. ويحتوي المتحف على صور وأشكال تؤكد بأن هناك تأثيرا للجزيرة العربية كقوة حضارية على ما حولها من البلاد في الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد.
|