Friday 31th December,200411782العددالجمعة 19 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

غازات البطن - الأسباب والعلاج - أيها المارد: تب إلى الله - أوان التوبة لم يفت بعد غازات البطن - الأسباب والعلاج - أيها المارد: تب إلى الله - أوان التوبة لم يفت بعد
غازات البطن تسبب لي الإحراج
اعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان / رسومات: فيصل المشاري

مشكلتي النفسية مقلقة لي، خاصة إذا كان هناك اجتماع عائلي أو عملي، فأنا مصاب بما يسمى (بالغازات الباطنية)، حللت فكان عندي (دوسنتاريا) فعالجتها فشفيت بإذن الله تعالى لكن لما تأخر زوال (الغازات) أقلقني هذا كثيراً بل حرمني كثيراً من الزيارات ولو رآني من يعلم حالتي وأنا أتمايل (لأكتم الريح) لعطف علي مع أنني كبير أسرتي وذو بسطة في الثقافة والتجربة لكن ماذا أفعل وقد جربت كل دواء وكل محاولة، واليوم أكتب إليك بعد يقيني بوضع يدك معي بما تراه لي مناسباً حتى أرتاح، وقد عرفتك قديماً وساعد في هذا الدكتور: أحمد رجب السماطي في (مصر) إذ أشار علي بالكتابة إليك وها أنذا أكتب إليك ولعل غيري يستفيد من رأيكم وتوجيهكم؟
م. ل. ع أبو سعود - الدمام
ج - شكر الله لك ثقتك وزادك: خلقاً وعلماً وصحة وعافية.
وبعد: فقد لخصت رسالتك 18 صفحة وجلبت المهم منها فقط وأحتفط بالباقي لنفسي لأدونه فيما بعد في (الموسوعة العلمية النفسية) إن شاء الله تعالى على غرار (نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين)، يبدو أن هناك لديك استجابة لا شعورية عن هذه الغازات، الأمر الذي جعل العقل الباطن بدا هو المحرك لدوامها بسبب حساسيتك تجاهها وحذرك منها وخوفك، فالحالة النفسية تشكل لديك 70% من ذلك، لديك حسب التقرير المرفق، ولعل الطبيب لم يفطن إليه تحوصل ضئيل (2.5%) بالدوسنتاريا وهذا سبب جيد لوجود الغازات عضوياً، آمل منك ما يلي:
1- زراعة البراز ثلاث مرات.
2- زراعة الدم.. الأملاح.
3- تحليل تلفزيوني على (القولون).
وحتى ذلك الحين آمل ما يلي:
1- تجنب كل مادة دسمة.
2- تجنب كل مادة حارة كالفلفل مثلاً.
3- تجنب البهارات الحامضة.
4- النشويات.
وأرحب بك مجدداً حي انتهاء كافة التحاليل الآنفة الذكر.
ولا يفوتني.. هنا.. إيراد ما ذكرته إحدى الصحف عما تسأل عنه فلعله يشير إلى بعض ما تحتاج إليه ورد هناك:
رغم الاستحياء الاجتماعي بيننا إلا أنه ما من إنسان إلا وتوجد في بطنه غازات، وما من إنسان إلا ولا بد له من أن يتخلص منها، ويقال إن الإنسان العادي يخرج الغازات من جسمه 10 إلى 15 مرة يومياً، ولكن الناس تتفاوت فيما بينها في كمية وعدد مرات إخراج الغازات، فهناك أناس قد يصل الأمر لديهم لحدود كبيرة ومتى بلغ عدد المرات إلى 50 مرة أو أكثر فهنا يقال إن هناك مشكلة غازات، وعادة ما يصاحب هذه المشكلة أعراض أخرى منها تطبل البطن وانتفاخها بصور يتضايق منها الإنسان، وربما صاحب ذلك رائحة غير مرغوبة أو آلام حادة وتقلصات عند بعض الناس، وغالباً ما يكون هناك انتفاخ في أماكن معينة من البطن سريعة التغيير لمكانها وقد لا يبالي الكثير بمثل هذه المشكلة إذا سلم مما يحرجه اجتماعياً، ولكنه قد لا يصبر على مضاعفات مثل عدم قدرته على إخراج الغازات أو مصاحبتها لآلام وتقلصات في البطن.
أكثر من صورة
هناك صورتان لتكون الغازات في البطن، فهي إما أن تكون مرتبطة بالسلوك الغذائي ونوع الأكل وهذه يعاني منها جميع الناس في كل الأوقات، وإما أن تكون المسألة مشكلة مرضية مثل القولون العصبي أو الحساسية لسكر الحليب أو بروتين القمح.
ويعتقد أن نسبة من يعانون من تكون الغازات بسبب مشاكل مرضية أو حساسية من نوع معين من الغذاء تبلغ 10 إلى 20% من الناس، وحول الصورة الطبيعية غير المرضية سيكون تركيز الحديث هنا.
إنها هواء!
إن حقيقة الغازات الموجودة أو التي تتكون في البطون هي أنه مركبة من نفس مكونات الهواء الجوي فهي عبارة عن أكسجين وهيدروجين ونيتروجين وثاني أكسيد الكربون وميثان وتختلف هذه المكونات ونسبها من شخص لآخر وحسب الحالة ونوع الغذاء الذي يأكله الإنسان.
أكل هواء وبكتيريا وقولون
كثير منا يأكلون ويبتلعون الهواء، فالسلوك الغذائي الخاطئ مثل شرب الماء السريع بدفعات كبيرة وتكبير اللقمة وفتح الفم أثناء مضغ الطعام كلها أمور تجعل الإنسان يبتلع كميات كبيرة من الهواء وهو لا يعلم.
ويقال إن الإنسان عندما يغضب ويخاصم ويحتد فإنه (يأكل هواء) أيضاً، والصورة المرئية لنتائج سلوك الإنسان الخاطئ في تناوله لطعامه وشرابه تظهر بالتجشؤ، ولكن الصورة غير المرئية هي نزول هذا الهواء إلى أسفل جزء من الجهاز الهضمي والمسمى القولون، وهناك يضاف لما هو موجود فيه من غازات، وهذه الغازات الموجودة في القولون (قبل أن تأتيها كمية الهواء المبتلع) هي الكمية الأكبر وسبب تكونها معروف، فالإنسان منا لا يهضم جميع الأكل الذي يأكله وإنما تبقى كمية منه بدون هضم تذهب إلى القولون، هذه البقايا في الطعام عادة ما تكون جزءًا من الكربوهيدرات (والتي تسمى النشويات أو السكريات) مثل السكريات المسماة (اوليجو) والألياف الغذائية وغيرها، وفي قولون كل منا أعداد مهولة من الأحياء الدقيقة (بكتيريا وشيء من الفطريات والخمائر)، هذه البكتيريا تحلل وتخمر بقايا الطعام لتعيش عليها بعد تحللها، ونتائج هذا التخمر معروفة للجميع..! الغازات والروائح المزعجة.
إذاً أسبابها الأكل
إذاً فإن أسباب تكون الغازات هو نوع الأكل ونوع البكتيريا الموجودة في القولون ومع الأسف الشديد فإن الأكل الذي لا يهضم بعضه وينزل إلى القولون هو الأنواع المهمة والأكثر فائدة لأجسامنا مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات فهذه الأغذية هي مصادر الألياف الغذائية والكربوهيدرات الكاملة.
وهنا تكون اتجاهات الخيارات التي قد يتصور البعض أنها صعبة ويضع نفسه بصورة خاطئة (أو لنقل متسرعة) بينها، فإما أغذية مفيدة وحدوث غازات وإما الامتناع عنها تفادياً للغازات!!
ولا شك أن الأمر غير ذلك فرغم أن الإنسان لا يستطيع منع تكون الغازات داخل الجسم إلا أن هناك عدداً من الطرق التي تساعد على تقليل تكونها ابتداء والتخلص منها بصورة سهلة، مع التمتع الكامل بأكل الغذاء الصحي.
10 خطوات مانعة.. موقفة
هذه عشر خطوات لحل مشكلة الغازات لو تكونت وأصبحت مشكلة:
أولاً: إياك وبلع الهواء.
إن الهواء الذي يدخل من الفم مرتبط بالسلوكيات الغذائية، ولتقليل بلع الهواء فإن هناك أموراً مساعدة منها تصغير اللقمة وقفل الفم أثناء المضغ والشرب على دفعات صغيرة والأكل بهدوء وعدم السرعة في الشرب وتقليل الشرب أثناء الأكل.
ثانياً: تعرف على
حقيقة المشكلة.
رغم أن هناك أغذية قد تساعد على تكون الغازات مثل الخضار والفواكه والبقوليات والحبوب إلا أن تناولها بصورة دائمة ومتوازنة من الإنسان السوي سوف يبقي مستوى تكون الغازات في الحدود الطبيعية (بصرف النظر عن كمية المتناول منها) طالما أن البكتيريا الموجودة في القولون لدى الإنسان في حجمها ونوعها الطبيعي، ولكن الذي يحدث هو أنه قد يختل توازن أنواع الميكروبات في القولون، مما يجعل تناول هذه الأغذية مشكلة.
ولتوضيح الأمر فإن في القولون بكتيريا تسمى (كولاي) إذا زادت كمية هذه البكتيريا أو جاءت أنواع أخرى منها إلى القولون عن طريق الفم بأكل ملوث مثلاً، فإنها سوف تضاعف تحلل السكريات والألياف مما يسبب زيادة تكون الغازات.
ومع إدراك أبعاد المشكلة بهذه الخلفية يمكن إضافة ملاحظة بسيطة وهي أن هنالك بعض الأغذية التي تساعد على تكون الغازات ومضاعفة المشكلة حال حدوثها أكثر من غيرها وعلى رأس هذه الأغذية البقوليات (فاصوليا، لوبيا، حمص، عدس، وفول) وبعض الفواكه مثل اليوسفي والمشمس والتفاح والموز والزبيب وأبو فروة وبعض الخضراوات مثل الكرنب والفجل والبصل والبروكلي والزهرة والخيار والكوسة والبطاطس.
ومن ذلك أيضاً الحليب والأيس كريم والحبوب الكاملة والأغذية مرتفعة الدهون والمقليات، وذكر هذه الأغذية هنا لأنه لو أصبح تكون الغازات مشكلة وتطورت إلى تطبل أو آلام فهنا يمكن للإنسان أن يتوقف عن تناول هذه الأغذية مؤقتاً حتى تزول المشكلة ثم يعود لأكلها لأنها جزء أساسي من الأغذية الصحية.
وماذا يتبقى للأكل؟
ملحوظة:
إذا توقف الإنسان عن تناول الأغذية المذكورة في الفقرة السابقة فإنه كما ذكر لا بد أن يكون التوقف عن تناولها مرتبطاً بالمشكلة، فمتى ما زالت فلا بد له أن يعود إليها، أما أثناء توقفه عنها بسبب المشكلة فإن هناك خيارات كبيرة من الأغذية يمكنه أن يتناولها مثل: الحبوب غير الكاملة مثل المكرونة والخبز الأبيض والصامولي والأرز ومن اللحوم: اللحوم قليلة الدهون، ومن الخضار الجزر والخضراوات الورقية كالسبانخ والخس والبقدوس والليمون والرجلة والفلفل بنوعيه والطماطم، ومن الفواكه: البرتقال والرمان وأنواع التوت والعنب والمانجو والأناناس والخوخ ومنتجات الألبان قليلة اللاكتوز، والشاي والقهوة والقائمة تطول.
ثالثاً: قلل من الأغذية الدهنية: يظن البعض أن تناول الدهون والمقليات قد لا يكون له علاقة بالغازات وهذا تصور غير صحيح، فإن زيادة أكل الدهون لها علاقة بالغازات لأن الدهون تؤخر عملية تفريغ المعدة وهذا يقود بطريقة غير مباشرة لتكون الغازات.
رابعاً: أدوية بلا وصفات
قد تحتاج لأخذ بعض الأدوية التي تباع بدون وصفات طبية للتخلص من الغازات إذا بلغت مشكلتها حداً مزعجاً.
خامساً: جرب
الوجبات الصغيرة
إذا كنت تعاني من الغازات فابدأ بأكل الوجبات صغيرة الحجم قليلة السعرات والابتعاد عن الأكل بكميات كبيرة. فمثلاً وزع وجباتك إلى 5 وجبات صغيرة بدلاً من 3 وجبات كبيرة.
سادساً: تمهل وامضغ
الأكل ببط شديد والمضغ الجيد مع غلق الفم أثناء المضغ يساعدان على هضم جزء من الطعام قبل وصوله للمعدة.
سابعاً: لا تأكل أو
تناقش وأنت غضبان
المشكلة هنا ليس بسبب تقليل بلع الهواء فقط وإنما الغضب والعصبية يعيقان هضم الطعام مما يسبب اضطرابات هضمية تفاقم مشكلة الغازات.
ثامناً: عليك بمنتجات الألبان
اللبن الزبادي ومنتجات الألبان الحديثة التي تباع لتنظيم الهضم (توجد أسماء تجارية) كلها تساعد على حل مشكلة الغازات لأنها تقود لتوازن أنواع البكتيريا في القولون، حيث تزرع البكتيريا المفيدة وتخلص الجسم من البكتيريا الدخيلة المكونة للغازات.
تاسعاً: كأس من النعناع
غلي النعناع وشربه (مثل شرب الشاي) يساعد على طرد الغازات بل وبه مادة (المنتول) التي لها تأثير على أنسجة الجهاز الهضمي الداخلية وتنظيم عملها، وتوجد هذه المادة بصورة أكثر تركيزاً في زيت النعناع، ومن جانب آخر فإن كوباً من النعناع الساخن يساعد على إزالة الحموضة والحرقان.
عاشراً: الحركة والمشي
إذا كنت تعاني من الغازات فإن المشي والحركة يسهلان خروجها من الجسم.
هناك أمر مقلق لا أدري سببه وهو عدم تفسير بعض الحالات المرضية بأنها عقوبة جاءت بعد إنذار وإنذار، فهناك حالات مرضية يحال أمرها إلى أسباب جرثومية أو أسباب (غذائية) أو أسباب وراثية أو بسبب مشكلات ما كبيرة أو صغيرة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved