Friday 31th December,200411782العددالجمعة 19 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

(مداخلة) حول مقالة من اقترح زيادة الرواتب (مداخلة) حول مقالة من اقترح زيادة الرواتب

اطلعت على ما كتبه أحد الإخوة (لعزيزتي الجزيرة) بتاريخ 7 من ذي القعدة الحالي وضمنه اقتراحا بإلغاء خمس درجات من سلم رواتب موظف الخدمة المدنية، وإضافة خمس درجات في نهاية السلم بحيث يبدأ راتب الدرجة الأولى لكل مرتبة في السلم الجديد براتب الدرجة السادسة في السلم الحالي، لأن هذا الاقتراح على حد قوله من شأنه أن يحقق زيادة فعلية في الرواتب ترفع من مستوى الدخل ولا تتسبب فيما تتسبب فيه الزيادات الأخرى من تضخم وخلافه. ومع احترامي الشديد لوجهة نظر الأخ الكاتب باعتباره إخصائيا إداريا إلا أنني أخالفه في الرأي وفقا للتبريرات التالية:
1- طالما أن الأخ الكاتب يعتبر أن التعديل المقترح ينتج عنه زيادة حقيقية في الرواتب، فما الذي يجعل هذه الزيادة لا تحدث ما يحدثه غيرها من الزيادات من تضخم وغلاء أسعار وتوسيع الفجوة في مستويات الدخول، وهي بالفعل زيادة حقيقية، لأن كل موظف سوف يزداد راتبه بمقدار خمس علاوات، وقد تصل هذه الزيادة بالنسبة لبعض الموظفين الى نحو 30% من الراتب، كما في حال من هم في الدرجة الأولى من المرتبة، وبالتالي فإن ما نخشاه من تضخم وغلاء وخلافه جراء الزيادات الأخرى.
2- مع ذلك فإن هذه الزيادة المجزية في الرواتب لا تحل مشكلة المجمدين في نهاية المربوط، وهي المشكلة الأكثر إلحاحا التي تكثر الشكوى بشأنها ويفترض أن تكون لها الأولوية في أية اقتراحات لتحسين أحوال المشمولين بهذا الكادر، ولذلك فقد كان من الأفضل في تقديري لو أن الأخ الكاتب اقترح زيادة عدد درجات كل مرتبة الى 20 درجة قابلة للزيادة بعد خمس سنوات في حال استمرار الأوضاع المالية الجيدة للواردات العامة.
3- زيادة رواتب الموظفين بهذه الكيفية يجعلها تضاهي رواتب الفئات الأخرى التي اقتضت طبيعة عملها تمييزها برواتب أفضل كالمعلمين والفنيين الصحيين وغيرهم، ويترتب على هذا التماثل في الرواتب إما التسرب من قطاع التعليم والصحة وغيرهما الى قطاع الوظائف الادارية والمكتبية المرغوبة أساساً بمميزاتها الحالية أو تدني مستوى الأداء في هذه القطاعات باعتبار أن الحافز المادي أصبح واحدا بالرغم من تفاوت الأعمال والمسؤوليات.
وأخيرا فمهما قيل فإن الوظيفة تاج على رؤوس الموظفين لا يراه إلا الموجودون على قوائم الانتظار لدى مكاتب التوظيف وغيرهم من أصحاب الحرف البسيطة مثل الباعة الجائلين الذين تطاردهم البلديات في كل مكان، ومن يعيشون على مساعدة الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وبائعي المساويك، هذه الحقيقة ينبغي أن يضعها كل موظف باعتباره كلما فكر في التذمر من قلة الراتب وازدياد تكاليف الحياة.

محمد حزاب الغفيلي/الرس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved