Friday 31th December,200411782العددالجمعة 19 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

متعة الذكريات بين حروف الكلمات متعة الذكريات بين حروف الكلمات

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في صباح يوم الجمعة 12-11- 1425هـ اطلعت على العدد (11775) من جريدتكم العزيزة تفاجأت باسمي مكتوباً تحت قصة قصيرة في الصفحة الثقافية عنوانها (وعادت الحياة من جديد) في تلك اللحظات شعرت بخليط من المشاعر داعب قلبي وعقلي، كنت بحق وأنا أقرأ القصة مستمتعاً أيما استمتاع، لأنها أعادتني سنوات طويلة إلى الوراء يوم أن بدأت أناملي تداعب القلم وتلامس قشور الكلمات بخوف وحذر، لم أكن اقرأها لأحد بل كنت أركن أوراقي على رفوف خشبية جاهلاً مصيرها في مستقبل الأيام.
وبعد أن اجتمعت لدي مجموعة لا بأس بها من المقالات والقصص والخواطر، فكرت بنشرها بالرغم من تقادم عهدها بالنسبة لي، جمعتها في ملف واحد وأودعتها البريد حاملة كل الأمل بأن ترى النور على صفحات الجزيرة في أسرع وقت، انتظرت مدة حتى شاهدت أول ما نشر على الصفحة الثقافية ضمن زاوية (أول الغيث قطرة) وكان حماسي وقتها قد قلَّ كثيراً.
واليوم.. وبعد كل هذه الأيام، بل (السنوات الطويلة) أجد أوراقي الأولى تنشر في نفس الصفحة! شعور بالفرح والسعادة أدخلني عالماً جميلاً من الذكريات الممتعة، وهنا وقفت مع نفسي عدة وقفات:
* الأولى. شعوري وأنا أجمع أوراقي تلك الأيام وأبعثها إلى الجزيرة، كم كان ذلك الشعور رائعاً! وكم سأكون فخوراً لوتوالت كلماتي الصغيرة على الصفحة الثقافية، وكم سيكبر حماسي مع كل كلمة أراها منشورة أمام الناس!!!
* الثانية.. اشفقت كثيراً على الموهوبين من الكتاب والأدباء الذين يتلمسون الطريق إلى الصحافة، إنه طريق صعب وتتخلله العراقيل الكثيرة، وربما تتوارى احلامهم وهم ما زالوا ينتظرون قراءة إنتاجهم بين أوراق الصحف!!
* الثالثة.. وقفة شكر وإكبار للأخ الفاضل مشرف الصفحة الثقافية بالجريدة على احتفاظه بكل قصاصة تصل اليه وعدم إتلافها حتى ولو لم تنشر في حينها، ولكنني أدعوه إلى ملاحظة الزمان الذي كتبت فيه وأن تأخير النشر لهذه الدرجة قد يسبب إحباطاً لدى كثير من الأقلام، وربما العزوف عن الكتابة إلى الأبد!!
* الرابعة، وقفة ذكرى لذيذة.. مع بدايتي في هذه الجريدة العزيزة على قلبي، وكيف احتوت قلمي بين أحضان صفحاتها بداية من (عزيزتي الجزيرة قبل تغير منهجها بإشراف الأستاذ عبدالباسط)، ومروراً (بصفحة الرأي المميزة مع الأستاذ عبداللطيف) حتى بدأت باكتساب الخبرة الصحفية والكتابية متعاوناً مع الأستاذ عبدالله الكثيري بين طيات (شواطئ) المتألقة.وكم أنا مدين لكل المحررين الذين أشرفوا على كتاباتي ومنحوا قلمي فرصاً لإثبات وجوده بين الكتاب والصحفيين، بالرغم من أنني لم امتهن الكتابة ولا الصحافة ولم أدرسهما على الإطلاق.. بل كنت أتحمل كل شيء من أجل أن تصل كلماتي لمجتمعي الذي ينتظر مني الكثير.
* والوقفة الأخيرة.. وقفة ندمت فيها كثيراً على لحظة لن أسامح نفسي عليها عندما جمعت كل أوراقي المبعثرة وحكمت عليها بالموت (تعذيباً بين أنياب اللهب القاسية) نعم، والله لقد أحرقتها في لحظة ليست كالتي حملت كبار الكتاب والأدباء على مر العصور إلى إحراق مؤلفاتهم، لكنها لحظة قناعة بأن الكلمات إذا لم تجد من يقرأها أو يسمعها بإمعان وتقدير، فإن من العدل إحراقها عاجلاً وليس آجلاً.. كان قراراً خاطئاً حرمني من تصفح ذكرياتي مع الكلمة - لولا نشر واحدة منها اليوم!!
وختاما.. أرجو من الإخوة المحررين - كل في مجاله - أن يعطوا الفرصة كاملة مع الإشراف والتوجيه لكل من يحاول الكتابة، وأن يأخذوا بقلمه إلى الأفضل، فلربما أصبح كاتباً كبيراً يغذي الفكر والعاطفة بكلمات أشبه ما تكون) (شربة ماء باردة في لحظة ظمأ قاتل وسط صحراء الصيف)!! وشكري الخالص والخاص لرئيس تحرير الجزيرة وهيئة تحريرها، وكتابها وقرائها.. فو الله لقد استفدت منهم الكثير.

جميل بن فرحان اليوسف
رئيس تحرير مجلة الجوف


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved