أزف الرحيل وفتحت أبواب الرحمة والإجابة وأخذ ملك الموت عمي ونزع روحه ورد الأمانة لمودعها وأغلق سجل أعماله وانتهى قيده من دنياه.
لقد رحل عمي إلى دار البقاء ولكن هول الخبر حين وصل مسامعي صيرني كأني في قارب أمواج.. لا أعلم كيف رحل عمي من هذه الدنيا ولا كيف مات.. موته الذي يعد حدثاً مؤلماً جعل كل من كان قلبه من حجر تقطر عيناه وتفيض بالدموع والحزن والآهات.
لقد رحل عمي وسالت مدامع كل من كان خلف جنازته ولَكَمْ بكى الباكون على فقدانه وكيف لا؟!! وهو المصباح المضيء، هو الإنسان الذي كابد من أجل إسعاد الجميع، أحبه كل من عرفه ودعا له كل من علم بوفاته.. وها هو عمي وهو في ريعان شبابه يقيم بقبره وحده في ظلمة الليل وهبوب الرياح ونزول الأمطار والرعد والبرق والعواصف والثلوج وحرارة الشمس وضوء القمر لا أنيس له ولا رفيق ولا من يهدئ روعه سوى عمله الصالح فكان بدنياه يؤنسنا بأحاديثه الشيقة أما الآن فهو بقبره وحده لا أحد بجانبه وأنا لا أملك سوى الدعاء..
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واسكنه خير جناتك وأقر عينيه برؤية وجهك الكريم إنك جواد كريم.
|