في منتصف الليل دق جرس الرسائل في جوالي وقد انتابني شعور غريب دفعني إلى قراءة الرسالة على غير عادتي عندما تصلني رسائل في مثل هذا الوقت حيث أؤجلها للصباح.
أصبت بدهشة وكانت الرسالة من زميل عزيز وهو الدكتور صالح الضبيبان، وقفت وقرأتها مرات ومرات، أحسست برغبة شديدة للبكاء، ولكني لم أستطع، مع العلم بأنني من الناس الذين تدمع عيونهم بسرعة في مثل هذه المواقف. تمنيت البكاء، بدأت أعاتب نفسي لماذا لا أبكي على أبي عبدالرحمن الذي كان توجيهه لنا بطرفة، ويدعمه بضحكة ويختمه بالدعاء.. الله لماذا لا أبكي؟! فقد زارني بمنزلي وأكل من زادي!! لماذا لا أبكي؟! فقد كان بمنزلي هو (المعزب) وأنا وزملائي الضيوف، فقد كان يسلينا في حديثه، وكان يحبب لنا (قريّاتنا) عندما شكونا قلة الخدمات..!! كان ينظر إلى النجوم ويقول لقد سلبتها منا المدينة وهي باقية لديكم. وكانت مزرعتنا ملاصقة لمجلسنا وكان عندما يسمع أصوات الطيور والحيوانات يردد حسرته على ما سلبته المدينة من رؤية النجوم، وسماع ترانيم الطيور.
وكان يثري مجلسنا ذلك.. بالطرفة تلو الأخرى حتى ان بعضنا سقط من الضحك على نوادره وقفشاته الفورية.
وعندما ودعنا صادق اللسان أخبرت الأصدقاء الذين زارونا بدون موعد بمنصب ضيفي الذي غادر وأنه في منصب وكيل وزارة فقالوا: لو غيرك قال ذلك لقلنا إنها طرفة، فكل ما رأينا وسمعناه يوحي بأنه موظف في إدارتكم.
يا أصدقائي إنكم لا تعرفون إبراهيم الدريس الصديق الصادق الزميل المتواضع.. الرئيس الداعم.
يا أبا عبدالرحمن لن أنسى ضحكتك الصافية ما حييت.. يرحمك الله ويسكنك فسيح جناته ويلهم ذويك الصبر والسلوان.
|