إن ما نراه من خطوات جيدة وقرارات تأخذ حيز التطبيق منذ تولي معالي الدكتور غازي القصيبي وزارة العمل لهو فعلاً مدعاة للتفاؤل، ومن هذه الخطوات محاولة حصر عدد العاطلين عن العمل في المملكة. ونأمل أن يتبع هذه الخطوة الكثير من القرارات التي تحدّ وتقضي على هذه الظاهرة التي تم تجاهلها وفي بعض الأحيان نفي وجودها في المجتمع السعودي، ولكن أرجو ألا يكون الحل القادم في سعودة بعض المهن فقط كما في السابق (كأسواق الخضار ومحلات البقالة... إلخ) ولكن أرجو أن يكون الحل في التدريب والتأهيل لوظائف قيادية أو فنية أو مهنية ذات مردود مادي كريم ومن خلالها يستطيع هؤلاء الشباب القيام بدورهم في خدمة هذا الوطن.
أنا لا أنكر أن من أسباب البطالة رفض وعزوف بعض الشباب عن بعض الفرص الوظيفية المتوافرة ولكن ذلك لقلة العائد المادي لهذه الوظائف (المسعودة)، وأنا هنا أتكلم عن مردود مادي (ألف أو ألف وخمسمائة وفي أفضل الحالات يصل إلى ألفي ريال)، وبالقليل من التفكير نجد أن الشاب إذا قبل بهذه الوظيفة لن يستطيع الزواج وتأمين سكن مناسب وتأثيثه أو شراء سيارة أو غيرها من الضروريات في المستقبل القريب وقد لا يتمكن حتى من ذلك في المستقبل البعيد.
|