وضحت معالم وأبعاد الجريمة الإرهابية المركبة التي كان يسعى عناصر الفئة الضالة إلى تنفيذها في الرياض، فبالإضافة الى اقتحام مبنى وزارة الداخلية -لمهاجمة الرجال الذين قضوا على شرورهم والساهرين على أمن البلد ومتابعة تنفيذ خطوات تثبيت استقرار البلاد والعباد، ولأن هؤلاء الرجال الأشاوس قد كالوا لهؤلاء الارهابيين الضربات أوشكوا على اجتثاث شرورهم والقضاء عليهم- جاءت عمليتهم المركبة مهاجمة مبنى وزارة الداخلية ومقر مركز الطوارئ كرقصة الموت التي يلجأ إليها اليائسون، لتنتهي هذه الجريمة وبالاً عليهم، وانتصاراً جديداً للأجهزة الأمنية التي لم تُفشل فقط كيد وتخطيط هذا العمل الارهابي المركب، بل قضت على عناصره الشريرة المنفذة له، والعناصر الموجهة والمخططة له في وقت قياسي.
ففي ساعات قليلة أحبطت العمليتان الارهابيتان، وتتبع مركز اعطاء التعليمات العناصر الشريرة حيث تم القضاء على العناصر التي توجه الأشرار لتكون النتيجة وبالاً على الارهابيين وقياداتهم.. ففي غضون يومين فقط يجتث اثنا عشر من رؤوس الارهاب والعناصر الضالة الذين ارتأوا لأنفسهم أن يكونوا في مواجهة العقيدة والوطن والمجتمع.
لقد وضع هؤلاء الأشرار أنفسهم وبأيديهم الآثمة عناصر رفض المجتمع لهم، وقدموا أنفسهم بأسلوب غاية في الوحشية لينتهي مصيرهم مثل كل المجرمين والأشرار الذين يسعون الى خراب أوطانهم بارتكاب أعمال منافية للدين والعقل والمنطق، فليس من الدين اللجوء الى هذه الوسائل والأعمال الارهابية البشعة ضد الأبرياء.
وستضاف هذه الجريمة الجديدة في الرياض الى ما سبقها من فظائع لتشكل إدانة جديدة لهؤلاء الذين آثروا الخروج على تعاليم الدين الحنيف الذي حرم قتل النفس بغير حق.
هذا الخروج على تعاليم الدين وعلى ثوابت المجتمع يضعنا أمام حالة نشاز ومسألة شاذة، أمام أناس استبدت بهم نوازع الشر وسيطرت عليهم حالات مرضية لا تستقيم والحياة الانسانية السوية.
ويستوجب الأمر محاصرة الظاهرة لدرء شرورها وأخطارها، فلا يعرف أحد أي أطفال وأي أسر آمنة يمكن أن تطولها الضربة القادمة.
كما يستوجب الأمر تعاونا فاعلاً من قبل الجميع.. فالجميع مستهدفون والكل مطالبون بأن يهبُّوا لمواجهة هذه الأخطار وتقصي أسبابها والغوص في أغوارها لمعرفة دوافعها.
وكل هذا العمل يستدعي تضافر جميع الجهود لتخليص المجتمع من عناصر تسعى الى زعزعة أركانه واشاعة الفوضى في أنحائه لينهار البناء على الجميع الذين يأملون في الحياة ويستبشرون بخيرها ويتطلعون الى مستقبل مزدهر، وأولئك الذين انسدَّت آفاق الحياة أمامهم بأفعالهم الآثمة لا يهمهم أن يظلوا على قيد الحياة ومن ثم يسعون إلى هذا الدمار والخراب.
|