Friday 31th December,200411782العددالجمعة 19 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

رياض الفكر
البخل مع الموظفين..الإحباط والفشل!
سلمان بن محمد العُمري

جهود كبيرة، وتكاليف ضخمة تلك التي تبذلها حكومتنا الرشيدة الراشدة - أيدها الله - لتوطين الوظائف وتوفير فرص عمل لشباب الوطن، ولا سيما في مؤسسات وشركات القطاع الخاص، ولكن هل يتصور أحدنا أن هذه الجهود والامكانات الضخمة، ربما يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة منها، سلوك مدير بخيل لا يقدر جهود الموظفين معه ولا يجيد منحهم التشجيع الملائم، أو يجد لهم العذر إن قصروا أو أخطأوا بل بعضهم للأسف يتعامل مع موظفيه على أنهم عبيد تحت يديه يتصرف فيهم كيف يشاء ولو باستخدامهم في أعماله الشخصية الخارجية عن نطاق العمل، هذه حقيقة تؤكدها الوقائع، فكم من شاب سعودي ترك العمل الذي عثر عليه بشق الأنفس في إحدى مؤسسات القطاع الخاص أو حتى القطاع الحكومي لهذا السبب!.
وإذا كان البخل المادي أكثر وضوحا في القطاع الخاص، فإن البخل المعنوي واضح في المؤسسات والهيئات الحكومية، فإذا كان صاحب المؤسسة الخاصة يتوهم أن عدم منحه لحوافز الاجادة والتشجيع لموظفيه، يضاعف أو يزيد من مكاسبه أو أرباح شركته، جهلا منه بأن هذا الحافز الذي قد يكون بسيطا في قيمته إلا أنه بالغ الأثر في نفس الموظف أو العامل، ودافعاً له على مزيد من الجد والتفاني لصالح المؤسسة التي يعمل بها، وهو أمر يعود بالربح الوفير على المؤسسة بأسرها.. فإن الغريب أن نجد هذا البخل الممقوت في جانبه المادي والمعنوي معا في المؤسسات الحكومية، فالمدير لا يهتم كثيرا بمنح العامل المجد مكافأة تميز، بقدر ما يهتم بعقاب الموظف المقصر، بل ربما تكلف العقوبة لمن لا يستحقها أصلا، ولا يقصد بالمكافأة الجانب المادي على أهيمته، لكن نقصد التقدير بأي شكل مناسب يحقق الهدف، في دفع الموظف لمزيد من العمل والاجادة مثل شهادة تقدير أو درع تفوق أو حتى عبارة اشادة وشكر أو ابتسامة، يدرك بها الموظف أن رئيسه في العمل يقدر جهوده، حتى وإن عجز عن مكافأته ماليا لسبب أو لآخر.
ولو سألنا كثيرا من شبابنا الذين تركوا العمل في القطاع الخاص أو حتى المؤسسات الحكومية في بداية حياتهم العملية، لوجدت أن أكثرهم يؤكد ان تجهم المدير في أثناء تعامله مع الموظفين وتعاليه عليهم وعدم احساسه باجادة المجيد منهم، هو السبب في ترك العمل والشعور بالاحباط.
ولو سألت كثيرا من الموظفين الذين يتطلعون للانتقال الى ادارة أخرى من ادارات الهيئة أو الوزارة أو المؤسسة التي يعملون بها عن سبب طلب الانتقال، لعرفت ان تجاهل المدير وظلمه وبخله المادي والمعنوي عليهم هو السبب، وأنهم يفضلون لو انتقلوا الى الادارة الفلانية، لأن مديرها أكثر عدلا وكرما وجودا واحساسا بالموظفين أو العاملين معه، وأكثر تواصلا واطلاعا على أحوالهم، لأن الله جنبه وعافاه مما ابتلي به غيره من المديرين وأصحاب الأعمال ومن تعسف وبخل مادي ومعنوي.. ليتنا نكون الآن قد عرفنا لماذا ينفر بعض الموظفين، أو يعملون وهم كارهون في بعض الدوائر أو المؤسسات الحكومية والأهلية.؟!!
ولماذا يتهافت الكثير منهم على العمل مع المدير الفلاني دون غيره.. لو عرفنا الاجابة.. لعرفنا من هو المدير الأقدر على النجاح والبناء، وإنجاح خطط الدولة باتجاه التنمية، ومن المدير الفاشل الذي يهدم كل ما تريد الدولة تشييده. فهم خطر على المجتمع بأسره لو كانوا يعلمون.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved