Friday 31th December,200411782العددالجمعة 19 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شواطئ"

قصة معاناة شاب وخطيبته قصة معاناة شاب وخطيبته

قد يظن القارئ أن تلك المعاناة قد استمرت أمد طويلاً، ولكنها معاناة قصيرة الأجل لم تستمر إلا دقائق معدودة، فمنذ الصباح الباكر ذهبت انا وخطيبتي ووالدها الى احد المستشفيات بالمنطقة الشرقية وعند وصولنا الى المستشفى كنا من أوائل الناس تقديما لأوراق الفحص قبل الزواج، فابتهجنا بهذا الفوز كوننا من أوائل الناس، فانتظرنا قليلا وكان قلبي يخفق والبرد يهز أطرافي مما ساعد على (وضع الاهتزاز).
ثم نادى المختص باسمي فدخلت بكل شموخ وثقة - وكما يقال:
(من برا الله الله ومن الداخل يعلم الله) فجلست على الكرسي المخصص لسحب الدم، كنت مبتسما والمختص قد وخزني بالإبرة ولكن كانت النتيجة على غير المتوقع فلم يخرج من جسمي دم، فتعجب المختص وفقال:
لعلي لم اصل الى الوريد هات يدك الأخرى وعلى ظاهر الكف وخزني بإبرة أخرى ولكن النتيجة مثل الأولى، فقلت مازحاً:
لعله لا يوجد بي دم، فقال:
لا انتظر قليلا بعدها وخزني بإبرة ثالثة ولكن النتيجة مثل تلك الأولى والثانية.
أما خطيبتي فقد وخزت أربع وخزات من المختصة في قسم النساء فكانت أشجع مني في قوة التحمل وأكثر مني في عدد الوخزات..
قالوا لنا:
انتظروا قليلا فانتظرنا، ثم اتى الجواب بعد مداولات ومشاورات بأن في المختبر الآخر هناك مختص ومختصة من دولتين آسيويتين لعلهما يجدان لكما حلا.
ذهبنا بالسيارة وعلامات التعجب لا تفارقنا جميعا - هناك يأس ولكن لا يأس من رحمة الله -، قلت لوالد خطيبتي:
تصدق يمكن ما عندنا دم، ولعل هذه الصفة او الفصيلة المميزة فينا لم تسجل لدى هيئة المواصفات والمقاييس ولم تعرض في السوق لعلها تدر علينا ارباحا هائلة.
دخلنا المختبر الآخر فدخلت هي على المختصة ودخلت أنا على المختص ومن أول وخزة خرج الدم فتنفسنا الصعداء ولكن يبقى الفوز لخطيبتي فهي أكثر مني أهدافاً - عفوا - اقصد وخزات، والحمد لله على السلامة.. ولكن يبقى سؤال موجه الى من يهمه الأمر في وزارة الصحة: الى متى يكون المواطن حقل تجارب بالمختصين من بني جلدتنا الذين ليست لديهم الخبرة في سحب الدم بالإبر؟

ممدوح بن عثمان الزهراني


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved