* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
بعد ساعات قليلة من تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلي، اريئيل شارون وإعطائه اليد الهمجية الطولى لجيشه بتنفيذ عدوان واسع في المدن الفلسطينية، بقوله خلال لقائه بمنتدى قادة عسكريين في الجيش الإسرائيلي: لن يكون هناك تقييد لكم في نشاطكم وعملياتكم ما دام الجانب الفلسطيني لم يقضِ على البنية التحتية للإرهاب، بعد هذه الساعات القليلة أكدت مصادر فلسطينية وشهود عيان ل(الجزيرة): أن خمسةة مواطنين فلسطينيين أحدهم معاق استشهدوا وأصيب عشرة آخرون خلال عملية توغل واسعة في منطقة حي الأمل والسد العالي بمدينة خان يونس تخللها هدم 15 منزلا وموقعا أمنيا فلسطينيا، بالمقابل أطلق مسلحون فلسطينيون ثلاثة صواريخ مضادة للدبابات على القوات في مخيم خان يونس ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجراح، كما أصيبت مستوطنة يهودية وسط قطاع غزة، وفي تعقيب للقيادة الفلسطينية على هجمات الاحتلال قال، محمود عباس (أبو مازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن جدار الفصل العنصري والحواجز لن توفر الأمن للدولة العبرية.
وفي التفاصيل، أُبلغت (الجزيرة) من مصادر طبية في مستشفى ناصر الحكومي بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، أن الشهداء هم: الشهيد الفتى محمد أبو السعيد (17 عاما)، والشهيد عمار سالم عمار (20 عاماً)، والشهيد يحيى أبو بكره (33 عاماً)، والشهيد شادي محمد خضير (22عاماً) قضوا حين أطلقت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة والدبابات صواريخها وقذائفها الانشطارية تجاه تجمعات للمواطنين، ما أحال جثامين الشهداء إلى أشلاء متناثرة.
وباستشهاد الشبان الفلسطينيين الخمسة في مخيمات خان يونس وإصابة العشرة الآخرين، يرتفع عدد شهداء مدينة خان يونس ومخيماتها منذ تفجر انتفاضة الفلسطينيين إلى أكثر من 294 شهيدا، وأكثر من 3720 مصابا.
وعلمت (الجزيرة) أن قوات الاحتلال التي توغلت صباح أمس الخميس في حي الأمل غرب المدينة، وفتحت النار على منازل المواطنين بشكل عشوائي وكثيف، ما أدى إلى إصابة الفتى محمد أبو السعيد بعيار ناري في القلب أدى إلى استشهاده على الفور، وبحسب المصادر الفلسطينية في مدينة خان يونس وضواحيها فإن عملية توغل إسرائيلية واسعة جرت في المدينة، انطلاقاً من مستوطنة نتسر حازاني وجاني طال اليهوديتين باتجاه منطقتي السد العالي وحي الأمل حيث توغلت أكثر من عشرين آلية إسرائيلية مدعومة بالمروحيات القتالية.
إلى ذلك، اعتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الخميس، عدداً من منازل المواطنين في منطقة الإسكان، واقتحم جنود الاحتلال عدداً من المنازل في المنطقة المذكورة وحولوها إلى منصات لقنص المواطنين.
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال تقدمها حتى وصلت إلى نهاية شارع المدرسة في حي الأمل قرب عمارة الدسوقي، وسط اطلاق نار كثيف صوب منازل المواطنين، وتحليق للمروحيات، وطائرات الاستطلاع، وذكر الأهالي ان الدبابات والجرافات الإسرائيلية لا تزال تتمركز في المنطقة وتنطلق النار وقذائف الدبابات باتجاه منازل المواطنين في حين أكد آخرون أن قوات الاحتلال جرفت موقعاً أمنياً في حي الأمل تابعاً لقوات الأمن الوطني الفلسطيني وسوته بالأرض، وسط إطلاق نار كثيف، وأكدت مصادر (الجزيرة) أن طلاب المدارس في منطقة حي الأمل لم يتمكنوا من الوصول لمدارسهم بفعل العداون الإسرائيلية واجتياح المنطقة القريبة من مدارسهم ؛ حيث تمركزت آليات ودبابات الاحتلال، في محيط مديرية الشؤون الاجتماعية في حي الأمل، وقامت بمحاصرة عدد من منازل المواطنين، وهددتهم عبر مكبرات الصوت بهدم منازلهم فوق رؤوسهم إن لم يرحلوا عنها، طالبة من الأهالي البسطاء التوجه إلى مدرسة قريبة، وقالت مصادرنا: إن جرافات الاحتلال الصهيوني هدمت حتى لحظة كتابة هذه السطور أكثر من 15 منزلا فلسطينيا في منطقة السد العالي ومنطقة الترتوري.
في غضون ذلك، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها، تلقت (الجزيرة) نسخة منه: أن طلال أبو ظريفة، مسؤول المكتب المركزي للحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة عن الجبهة الديمقراطية تيسير خالد، قد نجا من محاولة اغتيال نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء حين أطلقت صاروخاً تجاه أحد المنازل وسط مدينة خان يونس، الا أن الصاروخ لم ينفجر.
واعتبرت الجبهة الديمقراطية أن محاولة الاغتيال تصعيداً خطيراً للحرب الإرهابية الإسرائيلية ضد شعبنا، وقواه المناضلة.
من ناحية أخرى أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزي المطاحن وأبو هولي جنوب مدينة دير البلح، كما أغلقت الطريق الساحلي الذي يربط مدينة غزة بالمدن الجنوبية وبذلك تكون عزلت قطاع غزة إلى ثلاث مناطق معزولة عن بعضها البعض، وأكدت مصادرنا أن قوات الاحتلال جرفت الطريق الساحلي بالجرافات الإسرائيلية وقامت بوضع سواتر ترابية في وسط الطريق ومنعت آلاف المواطنين من طلاب وموظفين من الوصول إلى جامعاتهم وأعمالهم.
إلى ذلك تفاقمت معاناة مواطنين عالقين على الجانب المصري من معبر رفح البري، بسبب إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المعبر لليوم التاسع عشر على التوالي.
وتمنع قوات الاحتلال المئات من المواطنين العالقين على الجانب المصري من العودة إلى منازلهم في قطاع غزة، مما يزيد من معاناتهم ولا سيما أن بينهم العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى العائدين من المستشفيات خارج الوطن.
وناشد المواطنون المنظمات الأهلية والحقوقية والإنسانية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التدخل لحل مشكلتهم والضغط على إسرائيل للسماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
وفي الضفة الغربية، اعتقل الجيش الإسرائيلي، ليلة الأربعاء، ناشطاً فلسطينياً في مدينة الخليل، وناشطاً آخر بارزاً من حركة حماس، وهو محمد الهندي، في بلدة بيتونيا جنوبي مدينة رام الله.
وكان جنديان إسرائيليان أصيبا برصاص مقاومين فلسطينيين بينما كانوا برفقة موكب لمستوطنين يهود شمال الضفة الغربية، وتبنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح مسئوليتها عن قنص الجنود.
|