قالت تسائلني: علام تذوب من ألم البكاء؟
ماذا أصابك من هموم؟ أما لدائك من شفاء؟
فأجبتها الداء في قلبي وفي وطني سواء..!
أبكي شعوباً حرةً قد حطموا فيها الرجاء
لمْ تقترف إثماً ولا لمماً يحق به الشقاء...
لكن كدأب الحر تأبى أن تطأطئ للفناء...
كم شردوا مِن مؤمن.. كم قد قتلوا مِن أبرياء
كم قد أهانوا فاضلاً بالعلم يسمو للعلا..
كُفي الملامة واعذريني أني بكيت الأصفياء...
فرنت ودمع العين يسبق مقلتيها في الوفاء...
ثم انثنت وتضرعت تدعو وتجهر بالدعاء..
يارب فارحم ضعفنا والطف إلهي في القضاء
يارب حرر أرضنا من شر الطغاة الأشقياء..
يارب وانصر ديننا يا مستجيباً للنداء...
نسألك نصراً عاجلاً.. فامنح وبارك في العطاء
وتحسرت آسفاً عليَّ تقول ما جدوى البكاء..؟
يا صاحبي.. هون عليك الحق أجدر بالبقاء..
غير الصحيح لا يصح.. وذاك ما قضت السماء..
مهما تطاول ليلهم.. فالفجر آتٍ بالضياء..
يا مسلماً.. يا مؤمناً.. بُشراك قد حان اللقاء
فالنصرُ حقٌ ثابتٌ للمؤمنينَ الأتقياء..
مختار الطنطاوي
ثانوية تمير |