* ثقافة الجزيرة - علي بن سعد القحطاني:
ولد الدكتور عوض القوزي بمحافظة القنفذة، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة هناك، والثانوية في مكة المكرمة، ثم انتقل إلى الرياض للدراسة الجامعية ودرس في كلية الآداب، وأنهى البكالوريوس بمرتبة الشرف، ثم انتقل معيداً بالقسم نفسه، ومن ثم أكمل دراسته العليا وأخذ الماجستير في النحو العربي في بحث بعنوان (المصطلح النحوي نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري)، وحصل على درجة الدكتوراه في جامعة اكسفورد ببريطانيا سنة 1405هـ، ومن ثم عيّن أستاذاً في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود. له عدة أبحاث ودراسات في مجال اللغة العربية وهو يعكف على إنجاز الموسوعة الضخمة في تحقيق شرح أبي سعيد السيرافي لكتاب سيبويه.
يتمتع بأكثر من عضوية في مجامع لغوية بالقاهرة ودمشق، كما أنه عضو في جمعية لسان العرب بالقاهرة التي كرَّمته مؤخراً وحظي بالتكريم في جامعة الدول العربية في مقرّها بالقاهرة بحضور معالي الأمين العام الأستاذ عمرو موسى
وفي لقاء ل(الجزيرة) تحدث الدكتور عوض القوزي عن أوجه نشاطاته العلمية المختلفة والمجامع العربية، وتمنى أن يرى مجمع اللغة العربية في المملكة العربية السعودية النور حتى يثري الساحة الإبداعية لغوياً وفكرياً، ثم عرج بنا إلى الحديث عن مدى اهتمام الجامعات وتشجيعها لمنسوبيها من هيئة التدريس في النشر والترجمة وحثهم على المشاركة في المؤتمرات العلمية.. وعلى وجه أخص جامعة الملك سعود التي تحتفي بالعديد من الجمعيات العلمية المتعددة.
وتحدث ضيفنا الكريم عن الأصوات الداعية إلى تيسير النحو، وقال عنها إنها صيحات قديمة بدأت منذ القرن الثاني الهجري..
سيبويه
* في البداية دعنا نسلّط الضوء على إنتاجك الأكاديمي؟ وماذا عن مشروع تحقيقك لشرح كتاب سيبويه؟
- نشرت عدداً من الكتب وأنا الآن عاكف على عمل ضخم اضطلعت به منذ سنوات في شرح كتاب سيبويه لأبي سعيد السيرافي وقد قطعت فيه شوطاً كبيراً، إذ جرى نسخه الكامل أولاً، ثم تخزينه في الحاسوب فكانت قرابة ثلاثة آلاف ورقة، ثم بدأت في التحقيق وحتى الآن انتهيت من تسعة أجزاء من هذا العمل، وأظنه لا يقل عن ثلاثين مجلداً. أما البحوث فلدي من البحوث ما يقارب الأربعين بحثاً، بعضها شاركت بها في بعض المؤتمرات العلمية خارج المملكة والآخر نشرته في أوعية النشر العلمية الموثقة، وهذه البحوث لا بد يوماً أن أجمعها وأن أؤلّف بين مؤتلفها، لتخرج في كتب موحّدة.
المجامع العربية
* ما وظيفة المجامع اللغوية العربية وهل صحيح أنها تبالغ وتتشدّد في صك بعض المصطلحات؟
- المعروف أن المجامع العربية نشأت منذ أكثر من سبعين سنة بدأت في دمشق ثم القاهرة وبغداد وأخذت تتقاطر في البلاد العربية الأخرى، وهناك مجمع في الأردن وآخر في الجزائر وثالث في السودان ورابع في المغرب، وهكذا البلاد العربية أخذت في الاعتبار أهمية مجامع اللغة العربية وما تقدّمه من خدمة للغة العربية وفي الواقع فإن رسالة مجامع اللغة العربية رسالة عظيمة، وتضطلع بمهام في حماية اللغة العربية وفي تطويرها، وفي تقعيد ما لم يقعد في بعض علومها وفي توضيح كثير من المصطلحات وما ينبغي أن يدخل في اللغة العربية وما لا ينبغي أن يدخل من الألفاظ، ولها باع طويل في نشر التراث وفي نشر الأبحاث الجادة النافعة للثقافة العربية بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص وهي تعقد مؤتمراتها في كل عام وكل مجمع يعقد لذلك المؤتمر موضوعاً واحداً يتناوله الباحثون من جميع زواياه وهذه مهمة ليست سهلة ولكن المطلوب من المجامع اللغوية مزيد من الإثراء والعمل والجهد المضاعف لا سيما ونحن في زمن تُهاجم فيه اللغة العربية من كل جهة حتى من وسائل الإعلام العربية نفسها، لذلك فإن المجامع اللغوية عليها أن تضاعف من جهودها وتبرز من إنتاجها ليكون مطروحاً أمام العامة وفي متناول يد الجميع وألا تكون مقفلة على نفسها، لأن كثيراً من الناس لا يعلم ما هي وظيفة المجمع إلا أنهم يتنطعون ويتشددون في بعض المصطلحات والمجامع ليست كذلك، المجامع جهات أكاديمية علمية تحفل بمعاينة كثير من القضايا المتعلّقة باللغة والقضايا المتعلقة بالعلوم البحتة وللمجامع أعضاء من جميع التخصصات وكل يتناول المعرفة من زاويته، ففيها متخصصون في التاريخ والجغرافيا والطب واللغة وهكذا.. ولذلك فإن رسالة مجامع اللغة العربية رسالة عظيمة وإن كنت لا أرى أن شهادتي لهذه المجامع ترقى لتزكيتها إلا أني أعلم علم يقين أن للمجامع رسالة وأنها تحاول أن تصل إلى الأهداف المرجوة بإذن الله ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق.
أمنية
* ماذا عن المجمع اللغوي في المملكة؟
- أتمنى أن يرى مجمع اللغة العربية النور في بلادنا قريباً - بمشيئة الله تعالى - ليكمل الطريق الذي بدأته المجامع ويثري الساحة العربية لغوياً وفكرياً.
العضوية
* يلاحظ قلة الأعضاء في تلك المجامع اللغوية من المملكة العربية السعودية؟
- الواقع أن المملكة العربية السعودية حظيت بسهم الأسد في عضوية مجامع اللغة العربية، لا سيما مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وفي المجمع رجال رحلوا إلى بارئهم، الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - عضو في المجمع، والشيخ عبد الله بن محمد بن خميس عضو في المجمع ولكن يبدو كان لكبر سنّه أثر في عدم قدرته على المشاركة والحضور، والفريق يحيى المعلمي - رحمه الله - عضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، بالإضافة إلى عضوية الشاعر حسن بن عبد الله القرشي.. وهناك أعضاء آخرون ولعل المجمع ينظر إلى المملكة ليعوّضها ببعض الأعضاء ممن يحلّون محل الأعضاء الذين رحلوا إلى بارئهم.
الجمعية اللغوية السعودية
* بدأت الجمعية اللغوية السعودية بنشاط محلوظ قبل سنتين وكادت أن تضمحل ولم يعد يذكر لها من بعد نشاطات أو إنجازات أو على الأقل عقد مؤتمرات؟
- الجمعيات اللغوية تختلف في تكوينها وأهدافها عن المجامع وهي لا تسد مسد مجامع اللغة العربية وقد قامت الجمعية اللغوية السعودية ورشحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأن تكون راعية لهذه الجمعية، بحيث لا تكثر الجمعيات وتكون في كل جامعة جمعية لغوية وتتفرّق الجهود. ودُعي إلى اجتماع الجمعية العمومية، جميع المهتمين في الجامعات العربية السعودية وفي كليات المعلمين وحضر عدد كبير من الإخوة المتحمسين لنشاط الجمعية ولكن الجمعية أيضاً حركتها بطيئة وهي تدعو عن قريب لإقامة ندوة علمية، وبذلك تكون اللقاء والعطاء الأول لهذه الجمعية وأنا واحد من أعضاء هذه الجمعية أتمنى أن أراها منافسة لمثيلاتها في الجامعات الأخرى.. إذ لدينا جمعيات ناجحة وقد برزت للوجود وأثرت الساحة العلمية في بلادنا كالجمعيات العلمية الكثيرة الموجودة في جامعة الملك سعود كالجمعية التاريخية السعودية، والجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية والجمعية الجغرافية السعودية، والجمعية السعودية لعلوم الاتصال، والجمعية الكيميائية السعودية، والجمعية الصيدلية السعودية، وجمعيات أخر.. تقوم بنشاطات ملموسة لكن الجمعية اللغوية السعودية ينبغي أن تكون متميزة لأن أعضاءها هم نخبة من الجامعات كلُّها فإذا ارتفعت منارة التحصيل والإثراء في هذه الجمعية، أتوقع أنها ستكون مثالاً لجمعيات العربية الأخرى.
قاموس
* تفتقر مكتبتنا إلى قاموس لغوي يساهم في وضعه اللغويون السعوديون؟
- أولاً إن ألفاظنا ألفاظ عربية ولا تختلف عن الألفاظ العربية الموجودة في البلاد العربية الأخرى فنحن لا نقر أن نفرد للمملكة العربية السعودية معجماً خاصاً بألفاظ المتحدثين فيها، لأن هذا يعزلنا عن الآخرين وماذا نريد أن نضع في هذا المجمع، إن كنا نريد أن نضع الفصحى فالفصحى لغة الجميع، وإن كنا نريد أن نضع معجماً للألفاظ الشعبية والألفاظ المحلية فهذا يقطعنا عن الوحدة العربية ككل، بل يعزلنا عن إخواننا في الشرق أو الغرب.
اضطلع مجمع اللغة العربية بالقاهرة بصناعة (المعجم) وخرج العجم الوسيط، وظهر الآن ستة أجزاء من المعجم الكبير ولا يزال الإنتاج مستمراً ونحن الآن في نقص من المعاجم اللغوية؛ فمعاجمنا الحاضرة والتي في الإعداد كالمعجم الذي يقوم عليه المجمع اللغوي في القاهرة هذه تكفينا في هذه المرحلة ولسنا بحاجة إلا إلى معاجم متخصصة كأنّ يكون معجم يتصل ببعض النواحي اللغوية، كأنّ يكون مثلاً للأمثال في المملكة العربية السعودية، وربما تختلف شيئاً عن الأمثال في الشام أو المغرب أو غيرها أو ألفاظ البيئة أو الألفاظ الصناعية أو الاجتماعية لا بأس لكن ما يتعلق بالفصحي فالحال واحد في الشرق أو الغرب ولا ينبغي أن يفرد للمملكة العربية السعودية قاموس خاص بألفاظها الفصحى لأن ألفاظها الفصحى ليست ملكاً لها وإنما ملكاً للجميع.
الإنتاج الأكاديمي
* ما قراءتك للإنتاج الأكاديمي في مجال الدراسات والأبحاث والنشر
الواقع من خلال نظرتنا إلى ما عرض من إنتاج هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك سعود، يعطينا الدليل القاطع على أن الإخوة في القسم ومثلهم في الأقسام الأخرى قد أنتجوا إنتاجاً غزيراً وأنا على يقين أن هناك إنتاجاً آخر لدى هؤلاء الأكاديميين لم يُعرض كالبحوث العلمية وأنا واحد منهم، إذ لدي أربعين بحثاً، والأكاديميون لهم بحوث كثيرة ومشاركات في المؤتمرات الدولية. وجامعة الملك سعود تشجع الباحثين على المشاركات الداخلية والخارجية والشاهد على ذلك أنها تدفع الأساتذة بالتشجيع المستمر ومن بين تشجيعها ندوة ستقام في هذا القسم قسم اللغة العربية بعنوان اللغة العربية والهوية.. وقد أرسلت الدعوات للمشاركين في الداخل والخارج وتلقينا الردود بالإيجاب. وهناك مراكز للبحث العلمي في كل جامعة هذه المراكز تشجع الباحثين وتموّل بحوثهم وهناك أيضاً (النشر العلمي.. ينشر لأعضاء هيئة التدريس ويشجع الناشرين منهم بالمكافآت المجزية، وهناك مركز للترجمة يشجع المترجمين وينشر التراث الأجنبي مترجماً وهذه كلها روافد في الحقيقة ماثلة للعيان وتستحق أن تذكر فتشكر وما يصدق على جامعة الملك سعود يصدق على غيرها من الجامعات.
أصوات
* هل صحيح أن الأصوات التي تنادي ب(تيسير النحو) لا تجد لها آذانا صاغية عند معشر اللغويين؟
- الأصوات التي تدعو إلى (تيسير النحو) هذه صيحات قديمة، بدأت من القرن الثاني الهجري بعد سيبويه مباشرة، وبدأ الناس يقولون يسروا لنا النحو ومن بينهم الأخفش تلميذ سيبويه، بدأ يشرح كتاب سيبويه وييسره للطلاب وفي الوقت نفسه كتب مسائل تكون سهلة وتارة أخرى تتوعر مسالكها، بعد فترة أخرى وجد الناس أنهم لا يفهمون كتاب سيبويه وهذا الأمر كان في القرن الرابع فبدأت الشروح، بدأ أساتذة النحاة يعلّقون على كتاب سيبويه ويشرحونها بطرق مختلفة فمن بين من شرح هذا الكتاب السيرافي شرحه شرحاً مستفيضاً، حتى وصفوه بأنه لم يسبق إليه ولم يأت أحد مثله، والواقع ومن تجربتي في هذا الكتاب لا يماثله أي كتاب في النحو العربي، فهو إن صدر كاملاً سيكون موسوعة نحوية لا تجعل الدارسين يسألون عن معنى ورد في كتاب سيبويه، كذلك أبو علي الفارسي كتب تعليقاً على كتاب سيبويه وسمى كتابه (التعليقة على كتاب سيبويه)، وقد شرفت بنشر هذا الكتب في ستة أجزاء، وكتب الرماني كتاباً يختلف في منهجه عن منهج السيرافي والفارسي المعاصرين له، كتب كتاباً آخر في شرح كتاب سيبويه أيضاً يختلف في الطرح وفي التناول وهو أيضاً يسهم في تيسير النحو. استمر النحاة بعد ذلك في كتابة الشروحات الميسرة ومع ذلك وجد الدارسون أن النحو لا يزال صعباً وبدأ كل منهم يخرج شيئاً من أبواب النحو في طرق يرى أنها سهلة، فكتب أبو علي الفارسي كتاب (الإيضاح) وهو كتاب سهل وإذا قرأناه نجد أنه يسّر النحو كثيراً لكن بعد فترة وجد الطلاب أن (الإيضاح) صعب فالتمسوا شرحه، فأخذوا يشرحونه حتى ربت على ستين شرحاً، بعد ذلك جاء النحاة في الأندلس وكتب الزبيدي (الواضح في النحو العربي)، بعد فترة أيضاً رأى الدارسون أنهم يحتاجون إلى تيسير، فكتب الزمخشري كتابه (المفصّل) وهذا الكتاب سهل إذا قرأته خصوصاً في ذلك الزمان، لكن جاء زمان بعده احتاج إلى شرح للمفصّل ورأينا شروحاً للمفصل تتكاثر وتتقاطر، بعد فترة من (المفصّل للزمخشري) الناس استصعب (النحو) فنظّم ابن مالك أرجوزته الألفية في النحو ونظم قواعد النحو في الشعر ليدرس حفظه على الدارسين، درسوا هذه الألفية وحفظوها واستمرت معهم فترة، ثم جاء زمن قالوا لقد صَعُب النحو نقرأ هذه المتون ولا نفهم محتواها، فاحتاج الناس إلى شروح لهذه الألفية وبدأت الشروح وما تقرا أنت من شرح للألفية في قسم اللغة العربية لأن الألفية أصبحت صعبة، وهكذا بدأت الأمور حتى العصر الحديث وجاءت صيحات تقول إن اللغة العربية صعبة ولا يمكن دراستها وتنادي بالرجوع إلى (العامية) وصيحات لها أذناب ولها محركون من الاستعمار وجوبهت تلك الصيحات بعدم الرضا وعدم القبول وبدأت الدراسات الحديثة وقام أحد الدارسين بالكتابة عن النحو ونادى بتيسيره وأن النحو بالشكل القديم مات ونريد أن نحييه. وكتب إبراهيم مصطفى كتابه (إحياء النحو) وهو في التجديد يطلب تجديد النحو بطريقة حديثة، وقام الدارسون في حينها بالرد عليه وكتاب الدكتور شوقي ضيف رئيس المجمع اللغوي بالقاهرة مقدّمة ضافية على كتاب ابن مضاء القرطبي (في الرد على النحاة) وكتب كيف ييسر بعض الأبواب في النحو، وهكذا صار موضوع تيسير النحو سهلاً على كل لسان وهدفنا تيسير النحو على الدارسين لكن كيف نيسره، كل منا يرى الطريقة التي يراها ويرى أنها أهل للتطبيق وهي الجديرة بالتيسير ولكن ليس هناك حتى الآن من استطاع أن يجمع الباحثين على كلمة سواء في طريقة التيسير.
تيسير النحو
* من خلال تجربتك الأكاديمية لأكثر من عشرين عاماً ما هي الوسيلة المثلى لتيسير النحو؟
- نحن جميعاً ندرك أننا بحاجة إلى تيسير النحو وينبع من الآتي:
أولا: أن يكون تدريس (النحو) في المدارس والجامعات متدرجاً بحسب المرحلة العمرية والثقافية، كما هو حاصلٌ في التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، حيث إنه يخلو من الخلافات النحوية والتعجيزات والشواهد الشعرية وغير ذلك وأن نعطيهم بما يناسب المرحلة الفكرية والعمرية، ثم في الجامعات لدينا المتخصص وغير المتخصص، فالمتخصص نعطيه تلك الخلافات النحوية ونعطيه من هذه المصادر ونكثف له المعلومة وغير المتخصص نعطيه ما يقوّم لسانه وقلمه ولا نثقل عليهم بذكر خلافات النحاة ولا نثقل عليهم بألغاز النحاة لأن في كثير من المواضع في النحو العربي ألغاز أو ما يشبه الألغاز، من أجل هذا نبعده عنهم.
ثانياً: أفضل طريقة لتدريس (النحو) في الجامعات وفي الأقسام المتخصصة أن لا يدرس النحو بمعزل عن العلوم الأخرى.
ثالثاً: ينبغي أن لا يقتصر أستاذ النحو على تدريس (النحو) فقط، بل يدرس العروض والبلاغة وجميع العلوم العربية لأن علوم العربية لا تتجزأ على حد قول سيبويه عندما قال: (علم الكلم من العربية) ولم يقل علم (النحو) ولم يفرد كتابه (للنحو)، وكثير من الباحثين أدرك هذه الحقيقة وقال بعضهم: نظلم كتاب سيبويه إذا اعتبرناه كتاب نحو فقط وإنما هو في علوم العربية.
رابعاً: مزج القاعدة النحوية للطلبة مع شيء في الأدب وعلم البيان.. ومن خلال هذا المزج نشد أذهانهم إلى الدرس النحوي.. إن كان في الشاهد الشعري وجهة جمالية يأخذونها ويبرزونها، وإن كان فيه صور بلاغية يخرجونها وإن كان فيه إعراب. إن كان فيه أي مسألة يدرسونها وهذه هي العربية وعلينا أن لا ندّرس النحو بمعزل عن العلوم الأخرى.
خامساً: علينا أن نتخلص قدر الإمكان من لهجاتنا المحلية ولا ينبغي أن ندرس طلابنا (النحو) باللهجة العامية، وكيف ندرسهم (الفصحى) ونحن نتحدث ب(العامية).
سادساً: أن يحد من التلوث اللغوي الذي تنشره وسائل الإعلام المختلفة، فالإعلام معلِّم أكبر للغة وللثقافة بشكل عام وينبغي أن يكون الإعلامي واعياً للغة واعياً لمركزه الثقافي الذي هو فيه وأن يحرص على سلامة لغته.
|