Thursday 30th December,200411781العددالخميس 18 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

مولد الشاعر الفارسي الكبير جلال الدين الرومي مولد الشاعر الفارسي الكبير جلال الدين الرومي

في مثل هذا اليوم من عام 1270 ولد الشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي، فمن بين فحول شعراء الصوفية في الإسلام برز اسم الشاعر الفارسي الكبير (جلال الدين الرومي) كواحد من أعلام التصوف، وأحد أعلام الشعر الصوفي في الأدب الفارسي، فقد وُلد (جلال الدين محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن قاسم بن مسيب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق) بفارس لأسرة قيل: إن نسبها ينتهي إلى (أبي بكر)، وتحظى بمصاهرة البيت الحاكم في (خوارزم)، وأمه كانت ابنة (خوارزم شاه علاء الدين محمد)، وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتى انتقل مع أبيه إلى (بغداد) سنة 1210 على إثر خلاف بين أبيه والوالي (محمد قطب الدين خوارزم شاه).
وفي بغداد نزل أبوه في المدرسة المستنصرية، ولكنه لم يستقر بها طويلاً، إذ قام برحلة واسعة زار خلالها (دمشق) و(مكة) و(ملسطية) و(أرزبخان) و (لارند)، ثم استقر آخر الأمر في (قونية) في عام 1226حيث وجد الحماية والرعاية في كنف الأمير السلجوقي (علاء الدين قبقباذ)، واختير للتدريس في أربع مدارس ب(قونية) حتى توفي سنة 1231، فخلفه ابنه (جلال الدين) في التدريس بتلك المدارس، وقد عُرف (جلال الدين) بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، إلا أنه لم يستمر كثيراً في التدريس، فقد كان للقائه بالصوفي المعروف (شمس الدين تبريزي) أعظم الأثر في حياته العقلية والأدبية، فمنذ أن التقى به حينما وفد على (قونية) في إحدى جولاته، تعلق به (جلال الدين) ، وأصبح له سلطان عظيم عليه ومكانة خاصة لديه، وانصرف (جلال الدين) بعد هذا اللقاء عن التدريس، وانقطع للتصوف ونظْمِ الأشعار وإنشادها، وأنشأ طريقة صوفية عُرفت باسم (المولوية) نسبة إلى (مولانا جلال الدين).اهتم (جلال الدين الرومي) بالرياضة وسماع الموسيقى، وجعل للموسيقى مكانة خاصة في محافل تلك الطريقة، مخالفاً في ذلك ما جرى عليه الإسلام، وما درجت عليه الطرق الصوفية ومدارس التصوف، اتسم شعر (جلال الدين الرومي) بالنزعة الصوفية الخالصة، فقد كان شعره أدبًا صوفيًّا كاملا، له كل المقومات الأدبية، وليس مجرد تدفق شعوري قوي، أو فوران عاطفي جياش يعبر به عن نفسه في بضعة أبيات كغيره من الشعراء، وإنما كان شعره يتميز بتنوع الأخيلة وأصالتها، ويتجلى فيه عمق الشعور ورصانة الأفكار، مع سعة العلم وجلال التصوير وروعة البيان، ويُعد (جلال الدين) شاعراً من الطبقة الأولى، فهو قوي البيان، فياض الخيال، بارع التصوير، يوضح المعنى الواحد في صور مختلفة، له قدرة على توليد المعاني واسترسال الأفكار، ويتسم بالبراعة في انتقاء الألفاظ واختيار بحور الشعر، وتسخير اللغة والتحكم في الألفاظ.وتصل قمة الشاعرية عند (جلال الدين الرومي) في رائعته الخالدة (المثنوي)، وقد نظمها لتكون بيانًا وشرحاً لمعاني القرآن الكريم، ومقاصد الشريعة المطهرة، ليكون ذلك هدفًا إلى تربية الشخصية الإسلامية وبنائها، وزادًا له في صراعه مع قوى الشر والجبروت، وعونًا له على مقاومة شهوات النفس والتحكم في أهوائها، وتكشف (المثنوي) عن ثقافة (جلال الدين الرومي) الواسعة، والتعبير عن أفكاره بروح إنسانية سامية، تتضاءل إلى جوارها بعض الأعمال التي توصف بأنها من روائع الأعمال الأدبية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved