في مثل هذا اليوم من عام 1965 نصب فرديناند ماركوس رئيس مجلس شيوخ الفلبين السابق رئيساً لدولة الأرخبيل الآسيوية الجنوبية الشرقية، وقد استمر نظام ماركوس عشرون عاماً وأصبح رمزاً للاستبداد والتسلط، وكان فرديناند ماركوس طالباً يدرس القانون في أواخر الثلاثينات، عندما تمت محاكمته لاغتيال أحد خصوم والده السياسيين، وفي عام 1939 أدين ماركوس، وعند استئناف القضية أمام المحكمة العليا الفليبينية حصل على البراءة، وأثناء الاحتلال الياباني في الحرب العالمية الثانية، كان زعيماً للمقاومة الفليبينية من الناحية الشكلية، ولكن تشير السجلات الحكومية الأمريكية إلى أن دوره كان محدوداً في الأنشطة المعادية لليابان.
وفي عام 1949 انتخب للمجلس التشريعي الفليبيني كعضو نيابي، وفي عام 1959انتقل إلى مجلس الشيوخ، ومن عام 1963 إلى عام 1965 عمل رئيساً لمجلس الشيوخ، وفي عام 1965 انفصل عن الحزب الليبرالي بعد أن فشل في ترشيحه لرئاسة حزبه واستمر كمرشح عن الحزب الوطني، وبعد حملة انتخابية صعبة ومريرة انتخب رئيساً، وفي عام 1969أعيد انتخابه.
وقد اتسمت فترة حكمه الثانية باتساع النزاع والعنف على يد المتمردين اليساريين، وفي عام 1972 بعد سلسلة من التفجيرات في مانيلا، حذر الشعب من السيطرة الشيوعية الوشيكة على السلطة وأعلن تطبيق الأحكام العرفية، وفي عام 1973 قام بانتهاج أسلوب ديكتاتوري في الحكم في ظل دستور جديد، وقد استخدم ماركوس القوات المسلحة لقمع العناصر المخربة، لكنه قام أيضاً بالتنكيل بخصومه السياسيين.
وقد حققت له أنشطته المعارضة للشيوعية ما كان يتوق إليه من دعم من جانب الحكومة الأمريكية، لكن لم يتورع نظامه عن استغلال العون الخارجي، وتجاوز كافة الحدود في استخدام أسلوب القمع وتعدد جرائم القتل السياسية، تزوج من ملكة جمال الفيليبين إيملدا ماركوس وعينت في العديد من المناصب السياسية الهامة، لكنها عاشت حياة مترفة اتسمت بالإسراف والبذخ حيث احتوت خزانتها على الآلاف من أزواج الأحذية.
وفي عام 1981 أعيد انتخاب ماركوس رئيساً، وازداد تمرد الشيوعيين والانفصاليين المسلمين في المناطق الريفية.وعاد بنينو أكينو الخصم السياسي القديم لماركوس، من منفاه عام 1983، واغتاله العملاء العسكريون لماركوس بمجرد أن خطا خارج الطائرة، وتسبب ذلك في زيادة الاحتجاجات المعادية لماركوس، وفي عام 1986 وافق على إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وقد قامت أرملة أكينو، كورازون أكينو، بترشيح نفسها أمام ماركوس، وفي 7 يناير 1986 أجريت الانتخابات وأعلن فوز ماركوس، ولكن قام المراقبون المستقلون باتهام النظام بنشر الرعب في الأجواء الانتخابية للحصول على النصر، أما أكينو فقد أعلنها مؤيديها رئيسة، وانضم الجانب الأعظم من القوات المسلحة إلى جانبها حيث قامت مظاهرات ضخمة معادية لماركوس، وفي يوم 25 فبراير فر ماركوس وزوجته وحاشيتهم جواً من القصر الرئاسي في مانيلا بالمروحيات الأمريكية إلى هاواي.
|