* تقرير / صالح العيد:
صدر مؤخراً التقرير الثاني لكرسي اليونسكو للتربية الصحية وتدريب المعلمين الذي يحظى بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله - ويتضمن التقرير معلومات أساسية عن الكرسي والمشروعات التي يرعاها والإنجازات التي تمت خلال هذه الفترة.
واشار التقرير إلى أنه تم توقيع اتفاقية إنشاء كرسي اليونسكو للتربية الصحية وتدريب المعلمين في 3 محرم 1422هـ الموافق 27 مارس 2001م بين معهد السباعي للتنمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وحظي كرسي اليونسكو برعاية ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حيث قدم سموه مبلغ مليوني ريال للصرف على نشاطات الكرسي ويعتبر الكرسي أحد أنشطة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) واستراتيجياتها التنفيذية لتبادل المعارف والخبرات بين الجامعات والمعاهد التعليمية والمؤسسات الصحية الحكومية والأهلية وتركز هذه الاستراتيجيات على تنشيط الابحاث وإقامة قنوات الاتصال والتنسيق والتكامل بين المؤسسات العلمية المختلفة وتنمية القوى البشرية من خلال التدريب في مجالات عملها.
*****
كرسي اليونسكو للتربية الصحية
يعتبر كرسي اليونسكو للتربية الصحية وتدريب المعلمين أحد أربعة كراسي متخصصة في هذا المجال في العالم والأول من نوعه في العالم العربي ويهدف إلى تصميم وتخطيط وتنفيذ ومتابعة برامج تعليمية وتدريبية عالية الجودة لتعزيز الصحة ورفع كفاءات وقدرات المعلمين والمعلمات والقوى الصحية الأخرى العاملة في مجال التربية الصحية والصحة المدرسية وهو لا يهدف إلى الربح بل هو عمل خيري للنفع العام كما أنه ليس دعماً أو تبرعاً مالياً من اليونسكو بل آلية مرنة تقوم على الاحتراف الاكاديمي وتدخل ضمن الاستراتيجية التنموية للجهة المستضيفة وتستمد مصداقيتها من الدعم الأدبي لليونسكو وحرفية المتخصصين المتعاونين في مجالاته.
مقر الكرسي
تغطي نشاطات الكرسي دولة المقر - المملكة العربية السعودية- ودول مجلس التعاون الخليجي وكافة الدول العربية الأخرى ومقره الرئيسي في معهد السباعي للتنمية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
الأهداف
يهدف كرسي اليونسكو للتربية الصحية وتدريب المعلمين إلى إقامة ودعم مشروعات التربية الصحية وتدريب المعلمين بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات والهيئات الصحية والتعليمية الحكومية والأهلية، وتشجيع الابحاث العلمية والدراسات في حقول التربية الصحية وتدريب وتأهيل المعلمين والمعلمات، والإشراف ورعاية برامج التدريب والتأهيل وعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل في مجالات التربية الصحية وتدريب المعلمين والمشاركة في النشاطات المتعلقة بهذه المجالات بالإضافة إلى نشر الثقافة الصحية في المجتمع باستخدام الوسائل والتقنيات الحديثة.
المشروعات
يرعى كرسي اليونسكو للتربية الصحية وتدريب المعلمين بمعهد السباعي عدداً من المشروعات منها:
مشروع تعزيز الصحة بمنطقة الجوف ويهدف إلى تعزيز الصحة في منطقة الجوف من خلال تعزيز الصحة في مدارس التعليم العام في المنطقة وبالتالي في المجتمع، وذلك بغرض تحويل سلوك الفرد إلى سلوك ونمط صحي إيجابي، ومع أن المشروع يتعاون في تحقيق أهدافه مع جميع الجهات ذات العلاقة إلا أنه يركز على مفهوم تعزيز الصحة من خلال المدارس.
وتم رصد المبالغ اللازمة لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع وذلك من خلال التبرع السخي لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز -حفظه الله- ومؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية وجملة من الجهات الرسمية والأهلية في منطقة الجوف.
وتم إعداد الخطة التنفيذية للمشروع من قبل المختصين في كرسي اليونسكو واشتملت على دراسة الوضع الصحي الراهن في المنطقة واهم المعطيات الصحية ودراسة العادات والسلوكيات الصحية الإيجابية والسلبية، وتحديد الأولويات والحاجات الصحية، ووضع خطة تنفيذية لتعزيز الصحة في منطقة الجوف من خلال طلاب وطالبات مدارس التعليم العام في المنطقة.
وتم دراسة الوضع الجغرافي والديمغرافي في المنطقة وتقييم الوضع الصحي في المنطقة المشتمل على دراسة:
- معدل وفيات الرضع والأطفال.
- أسباب الوفاة الرئيسية في المنطقة.
- أسباب زيارات المراجعين للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية. كما
تم تحديد أهم السلوكيات الضارة في مجتمع الجوف ومن بينها:
- تعجيل الفطام.
- عدم الاهتمام بالكشف قبل وبعد الولادة.
- عدم الاهتمام بفحوصات قبل الزواج.
- المشاركة في استعمال الأشياء الخاصة وغيرها.
وبناء على دراسة وتقييم الوضع الصحي الراهن وتحديد أهم السلوكيات الضارة في مجتمع الجوف، تم تحديد القضايا والأولويات الصحية في المنطقة، وقد تم التركيز للتوعية بشأن تلك السلوكيات الضارة في المجتمع ومن بينها الاهتمام بالفحوصات الدورية وفحوصات ما قبل الزواج والكشف أثناء الحمل وبعد الولادة ومراجعة عيادات الطفل السليم، كما تم الاهتمام بالرضاعة واتباع مبادىء التغذية المتوازنة والاهتمام بوجبة الافطار وشراب الحليب، والاهتمام بالصحة الشخصية وصحة الفم والاسنان والتوعية بمخاطر السمنة والهزال ومخاطر النزلات المعوية والاهتمام برعاية المسنين والتوعية بأهمية خدمات الرعاية الصحية الأولية وبالتحصينات والتطعيمات والتوعية بالسلامة المرورية والمنزلية والتوعية بمخاطر التدخين والمخدرات والعنف والسلوكيات الضارة المتعلقة بفترة المراهقة وتوعية المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة المعتدلة.
وعلى ضوء نتائج دراسة الوضع الراهن والقضايا الصحية التي تم تحديدها وضعت الخطة التنفيذية لمشروع تعزيز الصحة من خلال المدارس في منطقة الجوف واستهدفت مدارس التعليم العام في كل من سكاكا ودومة الجندل للمرحلتين الأولى والثانية من المشروع على أن تضم مدارس محافظة القريات في مرحلة لاحقة حسبما يتوفر من امكانيات في ميزانية المشروع.
وتم اختيار عينة المدارس المستهدفة من مدارس البنين والبنات بناء على التقييم الأولي للمدارس وبناها التحتية آخذين في الاعتبار حماس وتفهم مديري ومديرات المدارس واقتناعهم بأهمية المشروع وبدأ الاختيار ابتداء بنحو 20 مدرسة من مدارس البنين والبنات والتي تشكل نحو 8% من المدارس المستهدفة واستمر ضم المدارس إلى المشروع تباعاً حتى بلغت نحو ثمانين مدرسة تشكل نحو 33.5% من المدارس المستهدفة حتى 31 ديسمبر 2003م.
تأهيل المدارس
انطلق المشروع في تأهيل البنية التحتية للمدارس المختارة وكذلك تأهيل المعلمين لتصبح كل مدرسة قادرة على تعزيز الصحة في المجتمع، بهدف تطوير استراتيجية تشمل تأهيل المدارس وتحسين مرافقها وتدريب كوادرها وتعزيز التوعية الصحية فيها ومشاركة الآباء والأمهات في الأنشطة التي تقوم بها.
وتم إعداد دورات تأهيلية في مجال المدارس المعززة للصحة لمعلمي ومعلمات المدارس المستهدفة والتي تم اختيارها ضمن المشروع، حيث تم تدريب معلمين من كل مدرسة بنين ومعلمتين من كل مدرسة بنات وذلك لحضور دورات تدريبية مكثفة في المدارس المعززة للصحة.
وتم تنفيذ هذه الدورات بالمجهود الذاتي ودون أي أعباء مالية للمشاركين في الدورات وذلك من خلال خبير كرسي اليونسكو المقيم في المشروع ومشاركة الجهات التنفيذية ذات العلاقة في المنطقة، وقد تم تنفيذ أعمال التدريب من خلال محاضرات وورش عمل وساهمت مؤسسة الأمير عبد الرحمن السديري الخيرية باستضافة الدورات الخاصة بالمعلمات لدى دار العلوم بالجوف كما استضافت الغرفة التجارية الصناعية بالجوف الدورات والورش الخاصة بالمعلمين.
وابتعث المشروع على نفقته (داخل المملكة) (4) معلمين حتى نهاية ديسمبر 2003م للحصول على دبلوم عال (فوق الجامعة) في مجال الصحة العامة - تخصص الصحة المدرسية للاستفادة منهم في العمل في المشروع وإداراته مستقبلاً تأكيداً لاستمرارية المشروع بعد انتهاء التنفيذ والتأهيل في هذا المجال.
ولقد أعد تقويم خاص للبنية التحتية للمدارس المختارة ضمن المشروع ويتم الاستفادة من الموارد المحلية للمدرسة في تحسين وصيانة البنية التحتية ومن بينها موارد مقصف المدرسة ويحتاج تحسين البنية التحتية للمدارس مزيداً من الموارد المالية.
ويتم اختيار عدد من المراكز الصحية للتعاون مع المدارس المختارة في تنفيذ المشروعات الصحية المدرسية ويتم ذلك بالتنسيق مع مديرية الشئون الصحية في المنطقة، وقد ساهمت هذه المراكز في توفير المعلومات الصحية للمدارس وشارك الاطباء والقوى العاملة الصحية في هذه المراكز في التوعية الصحية.
ويتم ترشيح عدد (100 مدرسة) من المدارس المستهدفة في المشروع لجائزة المدارس المعززة للصحة التي تنظمها المنظمة العربية للصحة والبيئة المدرسية ببيروت.
نجاح ملموس
حقق مشروع تعزيز الصحة في منطقة الجوف نجاحاً منقطع النظير في التثقيف الصحي المجتمعي من خلال نقل الثقافة والمعلومة الصحية للمجتمع عن طريق طلاب وطالبات مدارس التعليم العام والمجتمع المدرسي، وقد بدأنا في توثيق المشروع توثيقاً علمياً من خلال التقارير والمشروعات الصحية التي أعدتها الشريحة المستهدفة في المرحلتين الاولى والثانية.
هذا وقد أشاد بالمشروع مدير عام منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط ونظراً للنجاح الذي حققه المشروع بدأت عدة مناطق بالمملكة تطلب نقل التجربة إلى مناطقها ومن بينها المناطق التالية:
- منطقة المدينة المنورة.
- منطقة الحدود الشمالية.
- منطقة حائل.
- محافظة القنفذة.
- منطقة جازان.
مشروع تعزيز الصحة بمنطقة المدينة المنورة
- نظراً للنجاح الكبير الذي حققه مشروع تعزيز الصحة في منطقة الجوف، بدأت المناطق الأخرى بالمملكة تطلب تطبيق هذه التجربة في مناطقها ومن بينها منطقة المدينة المنورة.
- استمر التواصل بين أمين عام مجلس تطوير الخدمات الصحية بالمدينة المنورة دكتور سهل سلامة وكرسي اليونسكو، وانتهى بموافقة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة على تنفيذ المشروع وبإشراف كرسي اليونسكو للتربية الصحية وتدريب المعلمين بمعهد السباعي.
مشروع تعزيز الصحة في
منطقة الحدود الشمالية
بادرت منطقة الحدود الشمالية بطلب نقل تجربة الجوف في تعزيز الصحة من خلال المدارس إلى منطقة الحدود الشمالية، وتم لقاء أ.د. زهير بن أحمد السباعي، المشرف العام على كرسي اليونسكو والدكتور صالح بن سعد الأنصاري، أمين عام الكرسي مع سمو أمير المنطقة والجهات التنفيذية وأعيان المنطقة المهتمين بالمشروع، وتم تكوين مجلس أمناء المشروع ودعم ميزانية المشروع من قبل معهد السباعي وكرسي اليونسكو للبدء في المشروع، ويتخذ الاجراءات لاستقطاب القوى العاملة ومزيد من الموارد المالية لتنفيذ المشروع.
مشروعات مقترحة ضمن
برنامج تعزيز الصحة
هنالك عدة مشروعات مقترحة ضمن برنامج تعزيز الصحة من خلال المدارس ومن بينها:
- مشروع تعزيز الصحة في منطقة حائل.
- مشروع تعزيز الصحة بمحافظة القنفذة.
- مشروع تعزيز الصحة في منطقة جازان.
ويجري حالياً البحث عن جهات راعية أو ممولة لتلك المشروعات.
دراسات وبرامج
تم إعداد الدراسة الخاصة بجائزة المدارس المعززة للصحة في العالم العربي تحت إشراف الكرسي، ومشاركة الأمين العام ومدير عام الصحة المدرسية د. صالح بن سعد الانصاري في إعداد الدراسة مع المنظمة العربية للصحة والبيئة المدرسية ويمثلها د. لينة الزعيم الددا، وتم طباعة الكتيب الخاص بالجائزة من 30 ألف نسخة على نفقة وزارة التربية والتعليم السعودية.
وقد تم بحث موضوع الجائزة في المؤتمر الثاني للصحة والبيئة المدرسية في بيروت في الفترة 3- 5 ديسمبر 2003م.
وتم اعداد دراسة علمية قيمة عبارة عن برنامج مقترح لتطوير الصحة المدرسية بالمملكة اشتمل على التعريف بالصحة المدرسية وأهميتها وتناول البحث تطور برامج الصحة المدرسية عالمياً وإقليمياً ومحلياً ثم تم تقييم الوضع الراهن للصحة المدرسية في المملكة وتم اقتراح برنامج لتطوير الصحة المدرسية في المملكة محدداً الأهداف والاحتياجات ومدخلات ومكونات البرنامج وتقييم مخرجاته.
كما تم رعاية وتمويل مشروع (الصحة والحياة) للتثقيف الصحي باللغة العربية على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) وبحمد الله تم تدشين الموقع على شبكة الانترنت تحت مسمى www.healthlife.net وقد تم تدعيم المشروع بمبلغ (200.000 ريال) من ميزانية كرسي اليونسكو. ودعم مشروع الخليج لأمراض السرطان www.gulfoncoloy.org وقد تم تدشين الموقع على شبكة الانترنت.
تمويل برامج ومشروعات الكرسي
- دعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز:
حظي الكرسي بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -حفظه الله- منذ بداية إنشائه حيث دعم سموه الكريم ميزانية الكرسي بمبلغ مليوني ريال للصرف على أنشطة ومشروعات الكرسي المختلفة والمرتبطة جميعها بالتربية الصحية وتدريب المعلمين والثقيف الصحي.
دعم مشروع تعزيز الصحة بالجوف
بادر صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز بدعم مشروع تعزيز الصحة بمنطقة الجوف بمبلغ (200.000ريال) كما ساهم د. زياد بن عبد الرحمن السديري بمبلغ (100.000 ريال) بالنيابة عن جمعية عبد الرحمن السديري الخيرية، وتبرع مسؤولو وأعيان المنطقة بمبلغ (100.000 ريال) وينفذ المشروع بالإضافة إلى موارده المذكورة بالجهد الذاتي وتعاون الجهات المختصة وذات العلاقة بالمشروع والمجهود الكبير الذي يبذله خبير الكرسي المقيم بالمشروع ويحتاج المشروع إلى زيادة موارده لاستكمال المراحل المتبقية.
مشروعا الحدود الشمالية والمدينة المنورة
بدأ استقطاب الدعم لهذين المشروعين حيث تم دعم مشروع الحدود الشمالية بمبلغ (50.000 ريال) من كرسي اليونسكو وبمبلغ (150.000 ريال) من معاهد السباعي، كما تم دعم مشروع المدينة المنورة بمبلغ (100.000 ريال) من صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة الأمير مقرن بن عبد العزيز.
تسويق مشروعات
تم التعاقد مع مؤسسة (الحلول الإعلامية) وهي مؤسسة متخصصة في مجال التسويق والإعلام للقيام بمهمة تسويق برامج ومشروعات الكرسي حيث تم توقيع عقد في هذا المعنى في 29- 1-1425هـ الموافق 20-3-2004م كما تم التواصل مع بعض الشركات ورجال الأعمال ووجهاء المجتمع بطلب دعم مشروعات الكرسي وهنالك استجابة من بعض الجهات ومن بينها شركة سابك.
مشروعات مستقبلية
يهدف الكرسي أساساً إلى استكمال المشروعات تحت التنفيذ ومن بينها: مشروعات تعزيز الصحة بمناطق الجوف، المدينة المنورة والحدود الشمالية وذلك بهدف تحقيق الجودة النوعية في تنفيذ مشروعات تعزيز الصحة من خلال المدارس.
كما يهدف الكرسي الى تنفيذ مشروعات مماثلة لمشروع تعزيز الصحة في منطقة الجوف في كل من جازان وحائل والقنفذة.
|