* رفحاء - منيف خضير الضوي:
أكد الباحث هزاع بن عامر أبا قرين المتخصص في الجغرافيا الطبيعية وجيمور فولوجية وجيولوجية المنطقة الشمالية، وتحديداً هضبة الحجرة التي تشكل أبرز ملامح الجغرافيا الطبيعية لدينا، أن هناك خطراً يهدد بيئتنا الصحراوية مع وجود الثالوث الخطر الذي أسهم في التدهور المناخي والتصحر وتناقص الحيوانات والنباتات بشكل يتطلب التدخل لحماية هذه البيئة.
وأضاف أنه من خلال بحث ميداني تناول الخصائص الجغرافية للهضبة وتوزيع النباتات الطبيعية ووصف كل نبتة وعمرها وتوزيعها وفوائدها الرعوية والاستخدامية والعلاجية.
وقد استغرقت في صياغة هذا البحث عامين كاملين مستغلاً بذلك مواسم الانبات في بيئة هضبة الحجرة والممتد موسم الربيع فيها منذ أوائل شهر فبراير إلى منتصف ابريل.
وأضاف: لو تحدثنا عن كل نوع من أنواع النباتات الطبيعية في الهضبة لطال موضوع البحث لكن اكتفينا بذكر أبرز الأنواع من الأصناف المشهودة من الاشجار المعمرة الطويلة والشجيرات القصيرة والنباتات الثنائية والحولية منها الموسمية التي تنمو في (الفياض) أو (الحزوم) أو (الوديان) التي احتفظت بمسمياتها القديمة بعبق تاريخها وما دار فيها من أيام للعرب.
وعن الاختلاف في التسمية بين النبات الطبيعي في اللغة أو في الاصطلاح أو في اللهجات قال: أثناء بحثي اكتشفت ما سبق لي معرفته ان لكل نوع من النباتات اسماء محلية لا زالت باقية جميعها ترجع إلى أصول لغوية فصيحة ليست بدعاً جديداً استطاع النبات طيلة الاطوار التي مرت به اللغة العربية وما اعترى آخر عصورها من وهن وضعف في لهجاتها اما من ناحية الاسم العلمي للنبات فيتكون من اسمين بترجمة البعض بالاحراف العربية من الاسم الاجنبي وقد اقترح البعض ان يسعى النبات باسمين عربيين لكن مجمع اللغة العربية، بالقاهرة المنعقد في دورته الثالثة والخمسين اوصى بعدم كتابة الاسماء الاجنبية للنبات بالاحرف العربية محافظة على الاصالة العربية.
وعن دور الحياة في الحفاظ على الغطاء النباتي أجاب:
تخلو هضبة الحجرة من المحميات الطبيعية الا من بعض المسيجات البسيطة المستخدمة كميادين عسكرية او سواتر ترابية خاصة على طول الشريط الحدودي حيث يبدو لغير المهتم اثر هذه المسيجات والسواتر في الحفاظ على الثروة النباتية الرعوية اضافة إلى ما توفره من بيئة خصبة لحياة فطرية تسمح بعودة انواع حياتية يعتقد أنها انقرضت او هاجرت وقد اوصينا بوجود مثل هذه المحميات التي تتبع سلوكاً تنظيمياً هدفه الحفاظ على الحياة الفطرية وعلى رأسه النبات الطبيعي.
طرائف النبات
وعن غرائب وطرائف النبات قال ابا قرين: النبات كائن حي وذلك لكونه يحمل خصائص الحياة من نمو وتكاثر وتغضي واستجابة وتنفس وتغذي.. الخ وتختلف عنه في الحركة الذاتية على رغم أن لبعضه حركة خاصة كتتبع تباع الشمس لحركة الشمس الظاهرية.
وقد وقع نظري على ما كتبه (عائش الحارثي) ان النبات يشعر ويحب ويكتئب وربما قرأ أفكار البشر ويستطيع القيام بالاتصال التخاطري.
وقد اطلعت على ما سطره العالم باكستر عندما استخدم جهاز كشف الكذب المستخدم لكشف كذب بني البشر والمسمى (بوليجراف) لكشف نظرية ان النبات يخاف بأن وضع اقطاب الجهاز على سطح ورقة وقاس مدى استجابة النبات للمؤثرات ولم يكتشف شيئاً ثم بادر بغمس ورقة من النبتة في الشاي الساخن ولم يحدث أي شيء يذكر ثم خطر بباله ان يحرق بولاعته طرفا من احدى أوراق النبتة وقبل اشعال الورقة لاحظ أن مؤشر الجهاز الموصول بالورقة قفز إلى مستويات عليا وبابعاد الولاعة لاحظ انخفاض المؤشر وبتكرار العملية اكتشف ان النبات يخاف.
كما توصل باكستر إلى أن النبات يصاب بحالة اغماء نتيجة خوفه المفرط (مجلة اهلا وسهلاً 1408) كما ان النبات ينزعج ويحزن ويتأثر بتأثر الآخرين.
نباتات سامة
وعن وجود نماذج لنباتات ضارة وأخرى مأكولة قال:
يحوي النبات الطبيعي على العديد من المركبات الكيميائية التي يمكن ان تستخدم في تكوين العديد من المكونات الكيميائية والتي تستخدم في الأدوية العلاجية على الرغم من أن هذه النباتات تعتبر نباتات سامة في الاستخدام الآدمي المباشر مثل العشر وهو نبات له أوراق عريضة يخرج منه سائل عصيري أبيض سام مباشر للإنسان والحيوان لذلك نجد أن الحيوان يحذر الاقتراب منه وعلى الرغم من ذلك تجده يمكن الاستفادة من هذه العصارة لعلاج بعض امراض فروة الرأس والثعلبة. وعلى العموم اغلب النباتات التي تحوي سوقها عصارة بيضاء نباتات سامة. ونبات الحرمل او الخنيزة من النباتات السامة التي لا يقربها الحيوان والإنسان.
والحنظل من النباتات السامة على رغم استخدام بعض اجزائها دواء لبعض الحالات العلاجية كمسهل وملين وعلاج مضاد لبعض السموم. والسبكران من النباتات السامة التي تصيب الدواب عندما تتناولها بحالة من الهيجان اشبه بالمخمور.
ونباتات الحلب من النباتات التي تسبب تسمماً معوياً للحيوانات والشرشير نجده من النباتات الضارة جداً للأغنام والنافعة جداً للابل.
كما تزخر الحديقة الصحراوية بأصناف عديدة من النباتات البرية المأكولة والتي طالما لجأ لها ابناء البادية في سني جوعهم وقلة ما عندهم قبل ما أورف علينا من نعيم فضله في ظل القيادة الحكيمة لبلادنا الغالية.
الكرات - الحميض - الجهق - الحوى - الحمصيص - والرغل - والمليح - والربجلاء - والطبطان - والبختري - والصفار - والبسباس - والذقنون - والفطر - والفقع - وغيرها الكثير.. الخ.
كما استخدم انواع عديدة في الاستطباب والدواعي العلاجية كشرب مقلي البابونج والقريص - والشيح - والقيصوم - والجعد - واستخدم دخان بعضها كدخان الرمث والجثجاث والعرفج والعبيثران واستخدم جذور بعض مثل جذر نبات المحروث المشابه لرائحة الحلتيت.
ثالوث يهدّد بالانقراض
وعن أبرز النباتات المهددة بالانقراض أشار إلى أنه بدأ التدهور المناخي في المنطقة الشمالية منذ ما يقارب 5200 سنة وبدأت اصناف من الحياة النباتية والحيوانية بالتضاؤل والتناقص العجيب فارتفاع درجات الحرارة وقلة الامطار وسيادة الجفاف بكل أنواعه نتيجة انخفاض الرطوبة أدى إلى تخلف النبات الطبيعي.
لكن هذا الشيء لا يعني ان الحديقة الصحراوية في هضبة الحجرة فقدت كل مقومات الانبات بل ما زالت البيئة الصحراوية مؤهلة للعديد من المجتمعات النباتية والحيوانية حتى مع هذه الظروف لكن نتيجة لظهور مؤثرات جديدة طبيعية وبشرية اختفت اصناف وتدهورت حالة اصناف اخرى. فقد اختفت على سبيل المثال شجيرات الروثة من أغلب أجزاء هضبة الحجرة والتي كانت منابت لها. وما يدل على ذلك طغيان نوعها على نباتات بعض الأودية مثل ابا روات شرقي رفحاء وغربي رفحاء وهي نباتات عالية القيمة رعوياً نتيجة ارتفاع قيمتها الغذائية حيوانياً وخبرها مشهور عند رعاة الابل قديماً وحديثاً ليحل محلها نباتات اقل قيمة من الناحية الغذائية كنباتات الرمث وهي من الحمض الضروري للابل والأغنام وحتى هو لم يسلم من الأذى فاتحد عليه كما اتحد على غيره ثالوث خطر يكمن في:
1- التدهور المناخي.
2- الرعي الجائر.
3- الاحتطاب والعبث.
خصوصاً أن شجيرات الرمث كلما تقدم بها العمر زاد سمك جزئها الخشبي والمشتهر وقوداً يضفي بدخانه على الشاي والقهوة وخبز الملة نكهة لا مثيل لها.
وعن المقترحات للحفاظ على الغطاء النباتي في كافة مناطق المملكة قال:
نتيجة هذا التدهور التي تشهده المنطقة من تراجع في مستويات نباتها الطبيعي فانني اخترحت ضرورة القيام بالجهود التالية لتحسين وضع النبات المتدهور وتعويض النقص الحاصل:
* اقامة المسيجات لحماية النباتات من الرعي الجائر.
* تشييد السدود والسواتر الترابية في بعض الأودية للاحتفاظ بالماء فترات أطول.
* استيراد بذور ملائمة للبيئة وزراعتها في المنطقة.
* انشاء مستودعات لحفظ الأعلاف البديلة.
ولكن قبل الشروع في ذلك لابد من العمليات التالية:
* حصر النباتات الرعوية في الهضبة.
* اختيار جهات مراقبة يتم خلالها رصد النباتات الرعوية.
* انشاء محطات الاكثار النباتي.
* بناء نظم لتحسين وإدارة المراعي.
* البدء في محاربة التصحر.
* القيام باحصاء الثروة الحيوانية لمعرفة الطاقة الرعوية للمراعي.
* سن انظمة محلية تنظيمية لحماية المراعي.
|