يعتبر نجاح الإدارة الهلالية في إعادة فريق كرة القدم بالنادي إلى جادة البطولات بعد أن تاه عنها موسماً كاملاً ظاهرة يجب أن تدرس في عالم صناعة كرة القدم، خاصة أن فوز الهلال بكأس الأمير فيصل بن فهد يعود لأسباب إدارية في المقام الأول، ولا حرج هنا من القول إن سمو رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل كان صانع ألعاب الفريق الأول والأبرز هذا الموسم!! هذا ومن نافلة القول إن قدرة الهلال على النهوض من كبواته أمر معتاد بدلالة استمرار حضوره منافساً أمام تعدد الأبطال واختلاف المنافسين، حيث ظل الرقم الثابت في كل البطولات طوال الثلاثين سنة الفارطة، بيد أن عودته هذه المرة جاءت بشكل سريع ومميز وبقدرات تؤكد أن الإصلاح لم يكن مؤقتاً فقط كما حدث في مواسم سابقة ولكنه إصلاح وضع ليستمر!! ..ولعل من أبرز أسباب نجاح الإدارة الهلالية هو قدرتها على القراءة الصحيحة لأوضاع الفريق ومتطلباته ومكامن الخلل فيه ومن ثم العمل على إصلاحها وفق خطة زمنية تضمن إعادة بناء الفريق من جديد مع استمرار حضوره بطلاً .. لا سيما أن الجماهير الهلالية لا تعترف بأنصاف الحلول ولا بذريعة البناء والتجديد عندما يتعلق الأمر بالذهب.
ومن أهم ما قامت به الإدارة ما يلي:
* التعاقد مع مدرب ذي صيت جيد لا سيما في تدريب لاعبين صغار السن وهو الرجل الذي حقق نتائج باهرة مع منتخب البرازيل للشباب وللناشئين .. ويأتي التعاقد معه لدعم التوجه لبناء الفريق وإحلال الوجوه الشابة محل الأسماء التي لم تعد تملك ما تقدّمه للفريق.. وهو ما ظهر جلياً في الفريق هذا الموسم خاصة مع منح المدرب كامل الصلاحيات الفنية في الفريق.
* التعرّف على مشاكل الفريق الفنية ومتطلباته العاجلة خاصة تلك التي كانت بارزة منذ زمن والعمل على إيجاد الحلول الكافية والمناسبة لها وهو ما تم بالتعاقد مع عبد اللطيف الغنام والمضواح والمرشدي وظافر البيشي والهليل.. إضافة للاعبين الأجانب.
* تهيئة اللاعبين نفسياً وتحفيزهم مادياً بصرف أجورهم أولاً بأول وتقديم المكافآت لهم فور استحقاقها.
* فتح باب الحوار مع جماهير الفريق وجعلهم أشد قرباً له.. وإشراكهم أيضاً في صناعة القرار عندما يحتاج الأمر لذلك.. وهو ما نتج عنه الاحتفاء الكبير بالبطولة والحفل المبسط الذي أقامته الجماهير بعدها.. وهي سابقة في تاريخ النادي بكل تأكيد.
* أشياء بسيطة نظرياً قامت بها الإدارة الهلالية لكنها كبيرة في المقياس الإداري البحت... لا سيما أنها تتعلّق باتخاذ القرار والثقة به وعدم التردد في تنفيذه وهي أهم أركان الإدارة وصناعة القرارات فيها.. وقديماً قالوا: (في أي نجاح.. فتش عن الإدارة).
لا تفرحوا يا هلاليين
وما دام الحديث عن الإنجاز الهلالي الشاب (41) فإني أتساءل عن سبب غضب البعض من الفرحة الزرقاء بالفوز بكأس الأمير فيصل بن فهد الذي يمثِّل ثالث أهم المسابقات السعودية وهو هدف بحثت عنه كل الفرق وليس ذنب الهلال أنه الفائز الوحيد به... وأتمنى أن يدرك أولئك الذين كتبوا عرائض الاحتجاج على الفرحة الهلالية بأن الهلاليون سعداء بأمرين الكأس والأسماء الشابة التي قدمها الفريق وهي التي كشفت بعض الفرق على حقيقتها، حيث حاولت المنافسة بأسماء من الأرشيف... لكن لا طالت عنب اليمن ولا بلح الشام... فالهلال فاز بالكأس واطمئن أيضاً على مستقبله.
والأمر الغريب أن يكون أكثر الغاضبين من الفرح الهلالي رئيس المركز الإعلامي بنادي الاتحاد عدنان جستنيه الذي كتب مقالة خاصة للتعبير عن استغرابه للفرحة الهلالية...وفي هذا الصدد لا أدري هل عبّر جستنيه عن رأيه ككاتب صحفي .. أم عن رأي نادي الاتحاد الرسمي كونه المسؤول الأول عن المركز الإعلامي بالنادي.. بل مثّله في بعض الأمور الرسمية مثل حضوره لتوقيع عقد احتراف حارس الخليج السبيعي في الاتحاد.. كما أتمنى أن أعرف رأي المسؤول الإعلامي الاتحادي فيما لو طالب أحدهم بأن لا يفرح الاتحاديون ببطولة أو يقدموا نجوماً شابة من مدرسة النادي كما قدّم الهلال.. ثم إن العزف على العواطف الهلالية بالقول إن الفريق حقق إنجازات كبرى لذا ليس من المنصف له المبالغة في الفرح بالبطولات أمر غير مقبول.. فلكل إنجاز الفرحة الخاصة به.. والجماهير حرة في أسلوب التعبير عن الفرح وحجم هذه الفرحة. إن الواقع يقول إن الهلال أكبر أندية آسيا وسيد فرقها بإنجازاته الستة الكبرى.. كما أنه الفريق الذي لا تغيب عنه الشمس ببطولاته ال (41) بمعدل بطولة وجزء في كل موسم.. لكن هذا لا يعني أن لا يفرح بالبطولات... ويقيني أن الهلال يكفيه من أي إنجاز أنه يوسع الفارق بينه وبين أقرب المنافسين.. حتى بات القول بأن للهلال منافساً في عدد البطولات أمراً خارج الواقع في ظل فارق الخمس عشرة بطولة الحالي بينه وبين وصيفه.
رسالة إلى علي المطلق
أعتقد بأن الحكم الدولي علي المطلق مطالب بأن لا ينصت لأصوات الإشادة التي تلاحقه وحفلات التكريم التي يدعى إليها بعد نجاحه في قيادة نهائي 17 لإنه إن فعل ذلك فسوف يساهم بشكل أو بآخر في توقفه عند حد معين وهو الذي يجب أن يوسع طموحه حتى يسجل حضوره في المونديال القادم 2006م وهو الأمر الذي يتوقعه له الجميع إذا واصل حضوره الجيد وابتعد عن كل المؤثرات التي من شأنها أن تعطّل مسيرته كحكم بارز يراهن عليه كثيرون!!
كما أن المطلق مطالب بأن يدرك أنه ما زال في الخطوة الأولى وأن في مباراة يديرها درساً جديداً لا بد من الاستفادة منه بشكل أو بآخر.. كما أن عليه أن يعود من حين لآخر للمباريات التي أدارها سابقاً حتى يتعرف على أخطائه خاصة المتكرر منها من أجل أن يتلافها...
وأخيراً.. أتمنى من المطلق أن يدرك أنه بات تحت المجهر وأن أي خطأ منه لم يعد مقبولاً ولا يمكن أن يوجد له العذر خاصة إذا ما تعلق الأمر بتجاوز للقانون والميل إلى روحه.. وهو الأمر الذي يرفضه الجميع..وليدرك جيداً.. وأعرف أنه يدرك ذلك أن نص القانون وتطبيقه بحذافيره هو الطريق الوحيد لمواصلة النجاح والحضور الفاعل في الاستحقاقات القادمة.
مراحل.. مراحل
** لا أعتقد أن فريق الشباب سوف يفرّط في لاعبه الدولي زيد المولد خاصة في ظل ارتفاع مستواه وعدم وجود بديل مؤهل له وكونه يلعب في مركز هو الأقل في عدد الكفاءات له!!
** فريق الرائد الأول نجح في تجاوز التعاون ووصل إلى دور الستة عشر ولا شك أنه حقق فوزاً تاريخياً على جاره.. لكنه سيظل تاريخياً أكبر إذا نجح الرائد في مواصلة مسيرته ووصل إلى النهائي الكبير كما فعل التعاون قبل أربعة عشر عاماً!!
** في تصفيات الوسطى زاد عدد الكروت الحمراء عن المعدل الطبيعي، بل إن هناك من طرد في مباراتين من ثلاث لعبها مع فريقه.. وهناك من حاول أن يعتدي على الحكام.. والجميع بانتظار ما سيقرره مكتب الرياض بهذا الشأن!!
** لماذا غاب النقل التلفزيوني عن مباراة التعاون والرائد هذه المرة؟!
** قمة النرجسية عندما كتب أحدهم أن الشارع الرياضي بانتظار ما سيقوله عن (الموضوع الفلاني)!!
** صديق عزيز ونجم سابق في أحد الأندية (الصغيرة) هاتفني مؤيّداً ما تناولته من مواضيع عن النادي ومطالباً بالتغيير الشامل ومتحدثاً عن عدة أمور يرى من وجهة نظره أنها سوف تصلح الحال.. وضرب عدداً من الأمثلة... وطالبني شخصياً بالتطرق إلى هذه المواضيع..
.. بالنسبة لي أقدّر ثقته وأحيي فيه حرصه.. ولكن أقول له (ليس كل ما يعُلم يقال)!!
** كان الأستاذ الكبير عبد الله العجلان رائعاً وصادقاً وهو يتحدث عن الطلاب الذين يرى كل واحد منهم أنه (الأول على دفعته)!!
** لا جديد في تعامل ناصر الأحمد مع الهلال في وصفه لمباراة الهلال والأنصار!!
** كم أتمنى أن يستفيد الحكم عبد الرحمن التويجري من الفرص العديدة التي تتاح له خاصة في المباريات الكبيرة.. فللأسف أن التويجري ما زال يراوح مكانه ولم يتقدم أي خطوة إلى الأمام!!
|