أجاد وأفاد الأخ سلمان بن عبدالله القباع عندما كتب في جريدة الجزيرة الغراء العدد 11769 في 6-11-1425هـ حول تأثير دور الأم في تربية بناتنا، وأجاد وفقه الله بعرضه لأمور كثيرة لها تأثير مباشر على سلوك البنت سلباً كان أم ايجاباً وبيّن نقاطاً مهمة يجب مراعاتها والحرص عليها بعد توفيق الله سبحانه وتعالى .. ولا يسعني إلا أن أشكره على طرحه المبارك وحرصه على بناتنا وبنات المسلمين بوجه عام، داعيا المولى له بالتوفيق والسداد والقبول وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه تعالى .. وهنا وبهذه المناسبة أعرض قصة قديمة قرأتها في إحدى المجلات لا يحضرني اسمها الآن تبيِّن مدى تأثير التربية الطيبة ووجود التمسك بالفضيلة أسوقها للاعتبار والاتعاظ وبالله التوفيق .. والقصة هي تجربة لإحدى الفتيات تقول بخط يدها: إنني فتاة مقبلة على الزواج تربيت في أسرة محافظة، - أو كما قالت -، لأنه لا يحضرني نص ما قالته حرفيا، وما يعني القارئ الكريم هو مضمون القصة .. تقول تقدم لي شاب تحلم به كل فتاة في مثل سني كان محل القبول من الأسرة وتمت الخطبة وتكررت زياراته لنا في البيت، وفي غفلة من الأهل طلب مني أن يقبلني ورفضت ذلك قبل أن يتم المسوغ الشرعي لذلك، أو كما يقال كتب الكتاب إلا انني فوجئت برسالة منه باليوم التالي يفيدني بمضمونها رغبته في فسخ الخطبة لأنني امرأة غير عصرية وبالتالي لا أصلح أن أكون زوجة له .. وكانت هذه الرسالة آخر عهدي به وصدمت وكذلك الأسرة التي لم تعلم أسباب ذلك.
وما هي إلا شهور حتى تقدم شاب رأيناه أفضل منه وتمت الخطبة وإذا به يطلب مني نفس الطلب وفي بيتنا أيضا وقررت هذه المرة ألا أخسره كما خسرت الأول ووافقته على الفور، ويا لهول ما حصل عندما أشعرني أنني مطية سهلة الانقياد ولا يثق بي أن أكون زوجة له وأماً لأولاده، وكانت صدمتي هذه المرة موجعة ومزدوجة حيث خسرت المبدأ أولاً ثم الرجل النبيل الذي كان يوافق رغبتي وتربيتي .... انتهت.
سقت هذه القصة للاعتبار حتى لا تنخدع بناتنا تحت تأثير معسول الكلام وزخرف القول .. أسأل المولى أن يحفظ أبناءنا وبناتنا من الشرور والآثام ويهديهم إلى سبيل الرشاد.
صالح بن عبدالعزيز الغميز/ الرياض |