قرأتُ العَجب العُجاب .. بل اندهشت أيما اندهاش عندما طالعت موضوعاً للأخ حماد السالمي في عدد الجزيرة 11774 وتاريخ 11 من ذي القعدة 1425هـ ، في الملحق الرياضي الذي كان بعنوان : (يا منتخبنا .. يا منتخبنا) ، ولا أدري كيف كتب هذا الموضوع ؟ وما هي الأهداف من ورائه ؟ وهل يُعقل أن يصل تفكير كاتب جيد مثل الأخ السالمي إلى هذه الدرجة التي شطح بها بعيداً جداً عن أرض الواقع ، وقادة خياله إلى شيء لا يصدق أو يقبله عقل أو منطق سليم ؟ حيث ربط الكاتب بين الرياضة في وطني الحبيب وبين الإرهاب .. يا أخي الكريم ما دخل الرياضة في الدعاة والمصلحين والأئمة وخطباء المنابر والأشرطة الإسلامية ، ما دخل هذا بذاك ؟!
يقول الأخ حماد ان اللاعب الذي طُرد مرتين مؤخراً في البطولة الأخيرة ، ربما قد تأثر بما يُقال على المنابر وفي وطني العزيز ، لدرجة أنه قد وصل الأمر بهؤلاء الدعاة إلى تكفير وتفسيق من يمارس الرياضة !! لا والله وألف لا .. لم أسمع يوماً أن داعياً أو خطيباً كفَّر لاعباً أو رياضياً في وطني .. ولكن ربما قيل بأن الرياضة عموماً إذا كان تُهلي عن عبادة الله وطاعته ، وكانت سبباً في البُعد عن مناهج ومبادئ الدين فهي حرام .. وهذا كلام منطقي وصحيح تماماً وجميعنا نؤيده ونباركه ، ولا ينطبق على الرياضة فقط بل على كل شيء يبعد عن الدين ويلهي عن عبادة المولى ، ويضيع الأوقات فيما لا ينفع ولا يفيد حتى وإن كان شيئاً مشروعاً ، فدفع الضرر أولى من جلب المصلحة .. ثم لماذا لم يتأثر ذلك اللاعب بتلك الأمور التي ذكرها الكاتب إلا الآن وبعد ممارسته للرياضة سنوات طويلة ؟
لا والله بل هو الغرور والكبرياء واللامبالاة ، وأكثر من ذلك أن اللاعب أمن العقاب .. ناهيك عن أن الإعلام أعطاه الكثير ولم يطالبه بشيء ، بل دائماً ما يلتمس له الأعذار والمبررات هو وغيره ، والدليل الأكيد على ذلك هو موضوع الكاتب السالمي الذي نحن بصدده الآن .. أتمنى أن لا يكون موضوع الكاتب عبارة عن تصفية حسابات شخصية مع آخرين نقلها على صفحات الجرائد.
وأخيراً هناك سؤال يفرض نفسه : إذا كان الأخ حماد السالمي جير الإخفاقات الأخيرة إلى بعض رجال الدين والدعاة وخطباء المساجد والأشرطة والتعليم .. فيا ترى لمن يجير كل الإنجازات التي تحققت أيضاً للرياضة السعودية.
عبد الرحمن عقيل حمود المساوي
اخصائي اجتماعي/ الرياض 11768 ص.ب 155546 |