تُعد خطوة الانتخابات فلسفة ثقافية مدروسة على أسس علمية متينة، تنبثق من صميم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، الذي أمرنا بالشورى وحث عليها كما قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} صدق الله العظيم.
ونحن هنا، وكما اتضح لنا في الأسابيع الماضية، وسمعنا وقرأنا في الصحف بأن الجميع بين ناقد يذكر السلبيات والإيجابيات، وبين فاقد الأمل ويقول إن الانتخابات لا تصلح لمجتمع مثل مجتمعنا قد تغلب فيه العصبية القبلية عند البعض، وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنها وقال (دعوها فإنها منتنة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. ونحن هنا نقول ومن خلال العمل في المركز الانتخابي بثانوية النجاشي (33) إن المواطنين لديهم إشكالية ثقافية لها علاقة بعادات طبعها المجتمع، وهي ترك التنفيذ لأي عمل فيه فسحة إلى الأيام الأخيرة، وهذا ما نلحظه في المركز من إقبال تصاعدي وتدرج، أعتبره نوعاً ما منطقيا، حيث أعاد الكثير من المواطنين قلة الاقبال إلى انخفاض الدعاية العامة وغموض أدوار المرشحين والأهداف التي من الممكن تحقيقها من قبل مجلس البلدية المقترح، ومدى فعالية العضو المرشح في هذا المجلس. ومن خلال بعض التساؤلات في المركز لماذا لا يكون هناك إمكانية للتصويت بين مدن أو مناطق المملكة؟ بمعنى انه من يستخرج بطاقة ناخب من الرياض يحق له ان يصوت في منطقة مكة المكرمة أو عسير مثلاً، وهذا يعطي مرونة وحرية أكثر وأوسع، مع العلم ان يؤخذ بعين الاعتبار نواحٍ مختلفة ومراعاة روابط القرابة، ومن هنا لابد ان نصل جميعاً إلى التعرف على الهدف الأساسي من الانتخابات وهو مشاورة سكان أي مدينة فيما يقام لهم من خدمات بلدية، وهذا يعني أولوية التصويت في نفس المنطقة، وليس الهدف التعصب القبلي الذي يراه البعض ويتوقعوا أن أي شخص لابد ان يساند ابن عمه حتى يرجحه، وهذا الفكر الثقافي لابد من تغييره، وهذا ما تنشده الانتخابات، وهو اختيار الاصلح والأجدر وليس الأقرب والواسطة. فنحن نقول خلال اليومين القادمين فلنرفع انظارنا ونستقبل العام القادم بنظرة الأفضل والأجدر، وليس فلان قريبا لي ولكن لا يخدم، فقد جاء وقت اتساع النظرة إلى ان تكون قراراتنا أكثر دقة وأقل أخطاء حتى نختصر الوقت والجهد والمال. أسأل الله العزيز القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضاه.. والله من وراء القصد.
|