صاحب تطوير أنظمة السلامة صناعة السيارات، فبعد اصابة العديد من السائقين في حوادث بسبب حلقات معدنية في عجلة القيادة تم ازالتها، كما تم تصميم عامود عجلة القيادة بحيث يدخل في بعضة عند الاصطدام مثل انتل الراديو ولا يدخل في صدر السائق، وأعيد تصميم الكبينة من الداخل وتم تحسين ايدي الأبواب والنوافذ بحيث لا تؤثر على سلامة الركاب، ووصل التحسن حتى إلى المرآة الخلفية فقد صممت لتنفك من مكانها عند اصطدام جسم بها، ولم تقف السلامة عند هذا الحد فقد أدخلت الدوائر الكهربائية الثنائية بدل المفردة لمزيد من الاحتياط في حالة توقف دائرة عن العمل.
وانتشرت هذه الايام أنظمة منع الانزلاق وتم تبديل الصدامات المعدنية بأخرى تمتص الصدمات قبل وصولها إلى ركاب الكبينة، بل ويتم تصميم هيكل بعض السيارات لتمتص الصدمات وتنحني بعض مكوناتها بدلا من ايصالها للركاب، كما تم تدعيم جوانب الهيكل بقضبان حديدية لحماية الركاب.
وعلى مر السنين فرضت عدة قوانين على مصنعي السيارات لتزويد مركباتهم بالوسائد الهوائية، وما زال الجدل محتدما بين المؤيدين والمعارضين بالرغم من مرور أكثر من عشرين عاماً منذ ذلك الوقت، وفي حين ساعدت هذه القوانين على إنقاذ حياة الآلاف فإنه تسببت في مقتل البعض الآخر.
أول براءة اختراع
في عام 1950م وضع بعض مصنعي السيارات حواشي لينة على الطبلون لحماية الركاب من خطر الاصطدام به، وسجلت أول براءة اختراع لوسادة هوائية في مركبة عام 1952م لجندي في البحرية الأمريكية استغل تدريبه الخاص بالطوربيدات لتصميم حقيبة هوائية للحماية بعد أن تعرضت عائلته لحادث سيارة، وقد قامت كل من شركتي فورد وجنرال موتورز بتجربة الفكرة بعد ذلك.
في الستينات حذر صانعو السيارات من أن الوسائد الهوائية ربما تكون قوية أكثر من اللازم بحيث تسبب الأذى للأطفال، وأضافوا بعض الادعاءات التي لا سند علمي مثل تسببها بصعوبات في الولادة.
بداية الاستخدام
بدأت محاولات تركيب الوسائد الهوائية في عام 1970م، وفي عام 1974م أتاحت شركة جنرال موتورز وسادة هوائية مزدوجة بشكل اختياري يمكن تركيبها لمن يرغب مقابل قيمة 285 دولاراً وكانت تنتفخ ببطء في الاصطدامات الخفيفة، ولم تجد الوسائد الهوائية الرواج المطلوب بين المستهلكين، كما واجه مهندسو السيارات بعض المشاكل مثل كيفية التخلص من المواد الكيميائية التي تتفاعل لتطلق الوسادة الهوائية مما أدى إلى اختفاء الوسائد الهوائية تدريجياً من الأسواق، وعلق على ذلك جيم بولاند مدير الحماية في شركة فورد بالقول: (لم نكن نريد أن ننشر استخدامها إلى أن يتم تطويرها بشكل كامل) .
قصة الوسائد الهوائية
أحرز مؤيدو تركيب الوسائد الهوائية نصراً عام 1977م، وذلك عندما أمرت إدارة سلامة الطرق الأمريكية بتوفير الوسائد الهوائية أو حزام الأمان الأوتوماتيكي لجميع السيارات المصنعة في الولايات المتحدة بحلول العام 1984م.
- في عام 1984م أصدرت وزارة النقل الأمريكية قانونا يطالب مصنعي السيارات بأن تكون جميع المركبات مزودة بوسادة هوائية خاصة بمقعد السائق أو حزام أمان أوتوماتيكي بحلول عام 1989م، ثم بوسائد هوائية للركاب في مرحلة لاحقة، وقد جاء هذا القانون بعد 15 عاماً من الجدال بين مؤيدي الوسادة الهوائية ومصنعي السيارات الذين اعترضوا عليه بسبب التكاليف الإضافية التي ستفرض على سياراتهم والخوف من كون هذه الوسائد الهوائية قد تكون مؤذية للأطفال، وبينما تتهم هذه الوسائد بكونها قد تسببت بعشرات القتلى في منتصف التسعينات، فإن المؤيدين يعتقدون أنها قد أنقذت حياة آلاف الركاب.
بدأ مصنعو السيارات توفير وسائد هوائية عام 1984م حيث أتاحته شركة فورد كخيار إضافي للزبائن مع طراز تيمبو Tempo بثمن 819 دولاراً، وفي عام 1986م زودت شركة مرسيدس جميع سيارتها بالوسائد الهوائية الأمامية للسائق فقط.
- في عام 1988م أصبحت كرايسلر أول مصنع أمريكي للسيارات يضع وسادة هوائية لمقعد السائق في جميع مركباتها.
-في عام 1990م أكدت إدارة سلامة الطرق الأمريكية أول حادثة وفاة بسبب هذه الوسائد، حيث عانت امرأة في الرابعة والستين من جروح صدرية مميتة.
-في عام 1991م ضغط الكونغرس الأمريكي على إدارة سلامة الطرق لطلب وسائد هوائية لمقاعد الركاب، وبدأت تتناقص الوفيات بسبب الوسادة الهوائية، ومع بدايات عام 1993م أدخلت شركة مرسيدس في جميع سيارتها وسائد هوائية أمامية على مقعد الراكب بجوار السائق.
- في عام عام 1997م وصلت الوفيات بسبب الوسائد الهوائية أثناء الحوادث إلى أقصى حد لها حيث توفي 53 شخصاً منهم 31 طفلاً.
وتقول جوان كلايبوك التي كانت مديرة إدارة سلامة الطرق عام 1977 إن التصميم الضعيف للوسائد الهوائية كان السبب في هذه الوفيات، وليس الأمر الصادر من إدارة الطرق، فعلى سبيل المثال فإن جنرال موتورز كانت تعرف كيفية صنع وسائد الانتشار المزدوجة لكنها لم تثبتها في سياراتها، ولتخفيف الأضرار غير المقصودة للوسائد الهوائية بدأ مصنعو السيارات بنصب وسائد هوائية أقل قوة، وقد أدى هذا العمل بالترافق مع زيادة استعمال حزام الأمان ووضع الرضع في المقاعد الخلفية إلى انخفاض كبير في عدد الوفيات.
انتشار الوسائد
في عام 2003م أكدت إدارة سلامة الطرق أن الوسائد الهوائية ساعدت في إنقاذ حياة الكثير من الركاب، ومع هذا الانخفاض في عدد الوفيات الناجمة عن استخدامها ومع التطورات التي حدثت في صناعتها وطريقة عملها فإنه يتوقع أن تكون كل مركبة تنتج عام 2006م مزودة بمجسات في المقعد الأمامي لضمان انطلاق الوسائد الهوائية بلطف، وعدم انطلاقها على الإطلاق إذا كان الراكب صغيراً.
الوسائد الجانبية
بدأ مصنعو السيارات يتيحون تركيب وسائد هوائية جانبية لحماية الركاب بشكل اختياري، ويقول الدكتور جيفري رونج مدير إدارة سلامة الطرق الأمريكية أن أي قرار يتخذ لتنفيذ أحد متطلبات الأمان يصاحبه بعض التداعيات، وهذا احد الأسباب التي تجعل الإدارة بطيئة في فرض وسائل ومتطلبات أمان جديدة.
وسيتم طلب وسائد هوائية جانبية بحلول عام 2009م، بالرغم من أن الوسائد الهوائية الجانبية لا تنطلق بشكل فعال حاليا، ويتوقع رونج أن معايير الوسائد الهوائية الجانبية ستنقذ حوالي ألف إنسان إضافي كل عام، في حين يعتقد مصنعو السيارات أنها ستتسبب بزيادة كلفة إنتاج السيارة بحدود 200 إلى 500 دولار.
ويقول المدافعون عن السلامة أنهم يدركون أن انتشار استخدام هذا النوع من الوسائد سيتطلب وقتاً حتى يتم إنقاذ المزيد من الأرواح مثلما ساعدت الوسادة الهوائية الأمامية.
فوائد الوسائد
بينت الاحصائيات ان نسب سلامة الركاب الذين يستعملون حزام الأمان وسياراتهم مزودة بوسائد هوائية تصل إلى 81% من الاصابات التي تصيب الرأس و66% من الاصابات في الصدر مقارنة بنفس النوع من الحوادث.
حالات ضرر الوسائد
تسبب الوسائد اضرارا كبيرة في بعض الحالات مثل الاطفال الذين يجلسون في المقعد الامامي والاطفال الرضع الذين وضعت المقاعد المخصصة لهم في المقاعد الامامية، والسائقين الذين يجلسون على مسافة تقل عن 10 بوصة من عجلة القيادة أي قصار القامة أو من المرضي الذين يجلسون بشكل منحنٍ على عجلة القيادة.
جديد الوسائد
أصبح الجيل الثالث من الوسائد الهوائية متطورا فقد ربطت الوسائد ببعض وسائل الاستشعار لتتحسس قوة الصدمة ووزن السائق وطوله وعن استعماله للحزام، ثم يتم على ضوء ذلك فتح الوسائد بالقوة المناسبة.
السائق هو الأساس
إن أي تقدم حقيقي في وسائل الأمن والسلامة لن تعطي فوائدها قبل أن يغير الناس عادات القيادة لديهم خاصة إذا ما علمنا أن ارتفاع نسبة استخدام حزام الأمان قد ينقذ حياة الآلاف سنوياً، وجعل السيارات أكثر أمنا لا يفيد إذا ما صاحبته مهارة وحكمة في سلوكيات القيادة، وثقافة السائق والركاب والجلوس في المقاعد بطريقة صحيحة، وربط حزام بحيث يمر على الجذع وليس على البطن وان يكون مشدودا بدرجة مناسبة كما يجب تأخير المقاعد عن الطبلون ما امكن، وعدم الركوب في صندوق غير مخصص للركاب.
|