* الظهران - خالد المرشود :
أسفرت شفاعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول مساء أمس الأربعاء بتنازل إبراهيم الكوهجي ولي دم القتيل عبدالعزيز بن إبراهيم الكوهجي عن القاتلين الثلاثة دون أي شرط أو قيد، بل قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز إن التنازل تم بمبادرة كريمة طيبة من الأخ إبراهيم الكوهجي دون أي شرط أو قيد بل هو ابتغاء مرضاة الله ولوجهه سبحانه وتعالى.
وأشار سموه إلى أن هذا التنازل ينم عن خلق كريم وسجية في الطبع من الأخ إبراهيم الكوهجي.
وقدم الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي سهل هذا اللقاء.
من جهته أعلن رئيس محاكم المنطقة الشرقية أنه بمبادرة منه سوف يكون هناك لجنة خيرية لإقامة مسجد باسم المقتول عبدالعزيز الكوهجي وأعمال خيرية أخرى سيجمع لها الأموال.
وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز أنه سوف يكون أول المتبرعين لهذا المشروع الخيري.
من جهته كشف ولي أمر المقتول إبراهيم الكوهجي تفاصيل حادثة التنازل حيث قال: قبل أسبوع تقريباً اتصل علي المقدم عبدالعزيز بن سعد العتيبي من شرطة الخبر مفيداً أنه قد صدر الأمر السامي الكريم بتنفيذ القصاص حداً بالجناة الاثنين المسجونين في سجن الدمام منذ أربع سنوات تقريباً وبعد ذلك قال الكوهجي طلبت منهم إعطاءنا مهلة من الوقت وكنت حينها أتابع الموضوع مع عدد من المشايخ وكانوا يرغبوننا بالتنازل لوجه الله تعالى ابتغاء الأجر والمثوبة منه سبحانه وتعالى وذلك لما قال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
وقال: بعد صدور قرار التنفيذ ارتاحت أنفسنا لثقتنا بالقضاء السعودي النزيه الذي يطبق الإسلام حيث إن محكمة الدمام قد حكمت بالقصاص حداً ثم تم الرفع لمحكمة التمييز التي أبدت الحكم أيضاً بتنفيذ القصاص ثم تم الرفع لمجلس القضاء الأعلى الذي أيد الحكم كذلك، ثم بقيت عملية التنفيذ وذلك بصدور القرار السامي الكريم.
وأضاف أن الشرع عندنا ولله الحمد مطبق بحذافيره دون لومة لائم، واستطرد قائلاً: ولكن ارتأينا العفو والصفح {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} وبادرنا ابتغاء الأجر من الله تعالى دون إشباع النفس بالضغينة لأنها وقتية.
وقال: اتصلت بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز الذي كان معنا منذ بدء المشكلة وحتى الآن، حيث كان ملازماً ومتصلاً ومتفقداً لنا منذ بدء الحادثة وسهل لنا أموراً كثيرة هي محل الاعتزاز والتقدير من سموه الكريم ومن المهندس علي النعيمي اللذين لم يألوا جهداً في متابعتنا وتسهيل كافة أمورنا.
وبالتالي اتصلت على سموه الكريم ورغبنا بحضوره بعد أن أخذنا مهلة من الشرطة قبل تنفيذ قرار الأمر السامي الكريم بتنفيذ حد القصاص على الجناة.
وتم تصديق التنازل شرعاً الآن بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز بحضور وكيل إمارة المنطقة الشرقية سعد بن عبدالعزيز العثمان وبحضور رئيس محاكم المنطقة الشرقية فضيلة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان وأعمام وأخوال القتيل عبدالعزيز إبراهيم الكوهجي (رحمه الله) وقال الكوهجي: إن التنازل شامل لجميع القتلة سواء المسجون في أمريكا أو المسجونين في سجن الدمام وهما اثنان لوجه الله تعالى.
ودعا في ختام كلمته الشباب إلى التروي وضبط النفس وعدم ترك العنان لأهواء النفس وإغواء الشيطان ثم دعا الله تعالى أن يهديهم إلى سواء السبيل وأن تكون هذه الحادثة عظة وعبرة لهم في مستقبل حياتهم.
يشار إلى أن حادثة القتل وقعت عام 2001م في نهاية شهر يناير وتم العثور على الجثة 8 فبراير 2001م بعد رميها في مرمى للنفايات في الولايات المتحدة الأمريكية إثر حادثة مؤسفة آنذاك في رحلة دراسية.
فيما تم القبض على الجناة أحدهما في مطار الملك فهد الدولي بالدمام والآخر في منفذ الخفجي الحدودي وتم إيداعهما السجن فيما الثالث تم القبض عليه في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حوكم هناك، ويبلغون من العمر، المسجونان بالدمام أحدهما (30) سنة والآخر (22) سنة، والثالث (24) سنة.
تجدر الإشارة إلى أن للقتيل أخوين اثنين هما ماجد الأكبر وحمزة وأربع بنات يقطنون في سكن أرامكو حي الرابية فيللا (75) بالظهران، وهي التي جرت فيها مراسم التنازل.
|