طوفان...
وجُزر تغيب في الماء..!!
الناس كما ذرات الرَّمل تتناثر، والإنسان لا يزال يتمرَّد على نفسه...
دوَّامة الماء تصرخ بعنف: أيُّها الإنسان : إلى متى ؟
وإلى متى..
الطوفان يكتب، ينطق، يتحرك، يقول ما لا لم تقله هَجْدَة الاطمئنان من الإنسان للإنسان...
غيابُ كلِّيُّ داخل سقيفة الماء، وبَوْتقة الماء، وطاحونة الماء...
الأرض غَضْبَى..
والسَّماء تُطِلُّ بقمرها الحزين...
والشَّمس لا تزال تُشْرِق... ولمَّا يأتِ الَّليل بأكمله...
وشواطئ تغيب في مدِّ الطُّوفان...
النَّاس لا تعرف غير العَوِيل...
وشرائط الأنباء تُحصِي كم، وكم، وكم قُتِلوا؟
قَتْلُ الماءِ في غضْبَة البحرِ نذير...
غَضْبَةُ الطُّوفان في دوَّامة الماء نبأ...
والمنعطف التأريخي الذي يمرُّ به الإنسان في عصر الماء، والدِّماء، والبُكاء يلحق بوجْهِ الأرض...
اللَّهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء...
من يتذكَّر ملحمة الكون في الكون من البشر؟
الكلُّ يعلم، يعرف، لكن هل الكلُّ يدرك؟!
هناك من يجلس خلف آلات الرَّصْد، وعلى مقاعد الحَصْد، وفوق طاولات العدِّ، وأمام شاشات العرض والرّفد... فما الذي يرصُد؟ ويحْصُد، ويعٌدُّ، ويَعْرض ويَرْفد؟!...
ذلك ما لم تُخْفِه غَضْبة الماء...
وما لم تظهره بسطة مدِّها، وعنفوان حَصْدها...
طوفان...
والموتى، الغرقى، المنتثرون، المختنقون، الفزعون، المفقودون، مؤشرات لِمَا ستأتي به نتائج الحصْد والعدِّ، وما سترفده شاشات العرْض، وما سترصده توجُّسات الإنسان وهو في غَيِّه، وغروره، وفي هَجْدتِه، وضَحِكه..
|