الحوار بين الحزب الوطني والمعارضة بمصر يدخل النفق المظلم
انشقاقات داخل توافق المعارضة..وقضايا الدستور والطوارئ تهدد انهاء الحوار

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
يستأنف الحزب الوطني الحاكم بمصر والأمانة العامة لتوافق أحزاب المعارضة الحوار الوطني في الأسبوع الأخير من شهر يناير القادم صرح بذلك صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الوطني وبتجديد الموعد يدخل الحوار الوطني أخطر وأهم مراحلة منذ بدايته وحتى الآن حيث يصطدم بمطالب وشروط من الجانبين ففي الوقت الذي أكد فيه الحزب الوطني استعدادة لاستئناف الحوار بدون شروط مسبقة تطرح من جانب المعارضة يطالب التوافق أن تكون وثيقة الإصلاح والتي تم الاتفاق عليها بين المعارضة هي أساس الحوار خاصة البنود التي تتناول الدستور وطريقة اختيار رئيس الجمهورية والغاء حالة الطوارئ وفي المقابل يتمسك الحزب الوطني برفض أي مساس للدستور أو انهاء حالة الطوارئ طبقاً لما انتهى إليه مؤتمر الحزب الوطني الأخير مطالب المعارضة أحدثت انشقاقات وخلافات وتبايناً في وجهات النظر داخل أحزاب المعارضة ذاتها الممثلة للتوافق فقد أعلن أحمد الصباحي رئيس حزب الأمة انسحابة من التوافق فيما اتفق رئيس الحزب الاتحادي إبراهيم الترك ورئيس حزب مصر وحيد الاقصري على تأييد وجهة نظر الحزب الوطني في الاصلاح وقالوا إن تعديل الدستور ليس وقته الآن وانه لا يجب التمسك بهذا في سبيل انجاح الحوار في حين التزم حزب التجمع الصمت ولم يعلق أمينه العام الدكتور رفعت السعيد عن وجود انشقاقات أو خلافات داخل التوافق وفي محاولة لتطويق الأزمة يعقد توافق المعارضة اجتماعاً يوم الاربعاء القادم لبحث سبل انقاذ الطريق المسدود واستئناف الحوار وفي هذا السياق صرح ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل أن الاجتماع سيطرح مطلباً جديداً لانقاذ الحوار من الطريق المسدود في المناقشات بين الحزب الوطني والتوافق حول تعديل الدستور وامكانية ان يتم ذلك قبل الانتخابات البرلمانية واضاف الشهابي أن توافق المعارضة ليس في نيته التراجع عن أي موقف من مواقفه وانه متمسك بقيام نظام جمهوري برلماني يكفل إعادة توزيع الاختصاصات داخل السلطة التنفيذية بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية بحيث يكون رئيس الوزراء هو المسؤول أمام مجلس الشعب.
فجوة كبيرة
الفجوة الكبيرة بين مطالب المعارضة وبين تأكيدات الحزب الوطني بالدخول في الحوار دون أجندة مسبقة يهدد بالغاء الحوار قبيل بدايته ودخوله النفق المظلم وكان صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني قد عقد سلسلة من اللقاءات في الفترة الماضية مع عدد من رؤساء الأحزاب منهم الأمة ومصر العربي والاتحادي الديمقراطي وهي الاجتماعات التي قرر أحمد الصباحي على إثرها الانسحاب من التحالف كما قرر كل من الاقصري وترك التوافق مع رؤى الحزب الوطني من جهة أخرى أكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن ليس لديه علم بانسحاب الصباحي رافضاً دعاوى الانشقاقات بين قوى التوافق المعارض فيما أكد أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري أنه في ظل مماطلة الحزب الوطني في تنفيذ طلبات المعارضة التي توافقت عليها فإن الحزب الناصري لن يقبل الاستمرار في هذا الحوار.. أمام موقف كل من الحزب الوطني وأحزاب المعارضة تبقى التساؤلات هل دخل الحوار النفق المظلم بالفعل ام أن هذه الخلافات يمكن استيعابها عبر دبلوماسية اللقاءات ؟! هذا ما ستجيب عنه الفترة القادمة قبل موعد بدء الحوار.